لندن: تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس بين الشؤون الدولية، والتي تشمل ملفات الشرق الأوسط، والشؤون الأوروبية والبريطانية المحلية. ففي صحيفة الاندبندنت وتحت عنوان quot;تحركات إسرائيل تعطي بلير الأمل في إعادة بناء ثقة سياسيةquot; كتب دونالد ماكنتاير من القدس يقول ان تجميد المستوطنات خطوة رئيسية من أجل إحراز تقدم في عملية السلام.

وقد أعرب توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية الى الشرق الأوسط، في تصريحات صحفية عقب محادثات مع القيادات الاسرائيلية، عن تفاؤله من ان اتفاقا بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتجميد الاستيطان كفيل بدفع المفاوضات بين حكومة رئيس الوزراء بنامين نتنياهو والقيادة الفلسطينية المعتدلة.

وقالت الصحيفة ان المحادثات حول تجميد الاستيطان كثفت مؤخرا من خلال لقاءات في واشنطن بين المبعوث الأميركي جورج ميتشل ومسؤولين إسرائيليين. وحتى الآن لا يبدو ان إسرائيل ستتراجع عن قرارها ببناء 2500 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، وقد داب نتنياهو على تأكيد ان القدس الشرقية لن يطبق عليها قرار التجميد.

ويرى بعض الدبلوماسيين انه سيصعب على الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقاومة الضغوط الأمريكية لاستئناف المفاوضات حتى لو جاء اتفاق التجميد دون التطلعات الفلسطينية. وقد أعرب بعض مساعدي عباس بالفعل عن معارضتهم لاستئناف المفاوضات في مثل هذه الظروف.

غير ان بلير يرى امكانية جسر الهوة بين الجانبين واعتبر ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية لتسهيل المرور في أنحاء الضفة الغربية خطوة ايجابية في هذا الاتجاه، ولكنه حذر من انها مجرد quot;خطوة في اتجاه التقدم على الصعيد السياسيquot;. كما اشار بلير الى قيام الحكومة الاسرائيلية بتشكيل لجنة لبحث القضايا الاقتصادية للفلسطينيين برئاسة نائب رئيس الحكومة سيلفان شالوم مما يحقق quot;تفاعلا أكثر داخل النظام الاسرائيليquot;.

واشار بلير أيضا الى ان ضغوطه مؤخرا على نتنياهو للسماح بوجود تردد لشركة المحمول الفلسطينية الثانية quot;وطنيةquot; قد أثمرت، فضلا عن ان الطريق بات ممهدا لاقامة مدينة quot;روابيquot; الفلسطينية الجديدة شمالي رام الله بقدرة استيعابية تصل الى 25 ألف نسمة. إضافة الى ذلك حث بلير إسرائيل على السماح بوصول مواد الاغاثة العاجلة الى غزة، فضلا عن وصول المواد اللازمة لاصلاح محطات الكهرباء والمياه ومعالجة الصرف الصحي.

تجارب على البشر

وحول شأن أميركي، نشرت الغارديان تقريرا تحت عنوان quot;أطباء سي آي ايه يواجهون مزاعم تتعلق باجراء تجارب على البشرquot;. وقال التقرير ان أطباء الاستخبارات الأميركية والاخصائيين النفسيين بها ربما أجروا تجارب على البشر. وقالت جماعة أطباء من أجل حقوق الانسان ان أطباء ربما تورطوا في هذه الممارسات في غونتنامو وأبوغريب وباجرام فيما يعرف quot;ببرنامج التعذيب السريquot;.

وأشارت الجماعة الى انها تجري مشاورات مع الادارة الأميركية وغيرها من الوكالات حول دور الأطباء وما قيل عن مراقبتهم لعمليات الاستجواب واساليبها لتحديد مدى فعاليتها. وأكد تقرير للجماعة بهذا الشأن ان عمليات المراقبة هذه ترقى الى مستوى اجراء تجارب على البشر، وهو أمر محظور بمقتضى قرارات محكمة نورمبرج عام 1947 كما تحظرها معاهدات جنيف أيضا. وطالبت الجماعة باجراء تحقيق رسمي في دور الأطباء في ممارسات السي آي ايه، وكم عدد الأطباء الذين شاركوا في هذه العمليات، وماذا فعلوا، والكشف عن سجلاتهم، وما هي التجارب العلمية التي طبقوها؟

نفس الأخطاء

وفي صحيفة التايمز تقرير تحت عنوان quot;الجيش يرتكب نفس الأخطاء التي وقع فيها بالعراقquot;، وفيه يقول مايكل ايفانز محرر شؤون الدفاع في الصحيفة ان بريطانيا لم تتعلم من أخطائها في العراق كي تطور أساليب تمكنها من هزيمة طالبان في أفغانستان. ونسبت التايمز الى مصدر عسكري بريطاني القول لقد اكتسبنا خبرات كبيرة من القتال في الخليج وايرلندا الشمالية والعراق فلماذا لا نستفيد بهذه الخبرة في تطوير قدراتنا وتكتيكاتنا في أفغانستان. وأضاف quot;علينا ان نقصم ظهر طالبان ونقضي على قدراتهم العملياتية وقدرتهم على انتاج سلاح، والأهم من كل ذلك القضاء على نفوذهم بين المدنيينquot;.

غير ان الكلونيل الأميركي بيتر منسور أرجع الفشل البريطاني في البصرة الى القادة المدنيين والعسكريين وليس الى القوات البريطانية في الميدان، مشيرا الى ان تلك القيادات فشلت في تفهم طبيعة العراق السياسية ولم ترغب في التعلم والتكيف.

ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا من لبنان عن اعتقال رجل اعمال كبير مقرب من حزب الله يدعى صلاح عز الدين لما يزعم عن فقدانه مئات الملايين من الدولارات من أموال المستثمرين. وقالت الصحيفة ان عز الدين، الذي يمتلك دار نشر في الضاحية جنوبي بيروت، سلم نفسه في وقت سابق للسلطات ولم توجه له اتهامات بعد.

ومن جانبها، نشرت صحيفة الاندبندنت تحذيرا وجهه وزير الخزانة البريطاني اليستر دارلنغ للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالا يعتقدا ان المهمة قد انتهت في علاج الوضع الاقتصادي. وقال في رسالة لهما ان الحكومات يجب ان تواصل الانفاق لضمان عودة الاقتصاد العالمي الى ما كان عليه قبل الأزمة من مستويات نمو. يذكر ان ساركوزي وميركل يريدان من مجموعة العشرين بحث quot;استراتيجيات الخروجquot; من الاجراءات التي اتخذت لتحفيز الاقتصاد.