مع تزايد إحتمالات تحول المجموعات الصحافية إلى مؤسسات إدارية
شبح الكساد الإعلاني يهدد بإغلاق الصحف البريطانية
أشرف أبوجلالة من القاهرة: أفردت صحيفة التايمز اللندنية في عددها الصادر اليوم الأربعاء تقريرا مطولا تناولت فيه حقيقة التهديدات الكامنة التي باتت تهدد عدد كبير من الصحف البريطانية المحلية نتيجة لحالة الكساد الإعلاني التي شهدها القطاع الصحافي خلال الفترة الماضية، وأكدت الصحيفة على أن مجموعة من 18 صحيفة محلية في وارويكشاير ورسيستيرشاير أصبحت معرضة لخطر الإغلاق، بعد أن أصبحت الشركة الأم لتلك الأسرة أول مجموعة صحافية كبرى تنزلق وتتحول إلى مجرد مؤسسة إدارية.
وقالت الصحيفة أن كريس وبات بوليفانت قاما بتأسيس مجموعة quot;ذا ليمينغتون سبا أوبزرفر quot; في عام 1988، ثم بدأوا بعد ذلك بإصدار صحيفة مجانية تقريبا كل عام، ثم عملوا على نشر أعمالهم التجارية حتى وصلت إلى مقاطعات كوفنتري وريديتش ووارويك، وفي النهاية قاموا بتوظيف 150 شخصا ً. ومع ذلك، فقد كشفت الصحيفة عن أنه وبعد مرور أشهر قليلة علي احتفالها بالذكرى السنوية رقم عشرين على تأسيسها، تحولت شركة أوبزرفر ستاندرد للصحف المملوكة للأخوين بوليفانت إلى هيئة إدارية يوم الاثنين الماضي. وتولى غرانت ثورنتون، أحد محاسبي الشركة، مسؤولية تسيير الأعمال الخاصة بالشركة.
وأكدت الصحيفة في الوقت ذاته علي أن فشل شركة أوبزرفر ستاندرد يظهر حقيقة الأزمة التي تمر بها صحف بريطانيا المحلية، حيث تعاني جميعها من حالة من الكساد الإعلاني بلغت نسبتها إلي ما يزيد عن 40 %. وباعتبارها ناشر لمجموعة من الصحف المجانية، أوضحت الصحيفة أن شركة أوبزرفر ستاندرد تعتمد تماما علي الجانب الإعلاني لقيمة عائداتها السنوية التي تقدر بـ 9 مليون إسترليني، وقد أصيبت بضرر شديد عندما انهارت إعلانات الملكية. ويبحث الآن quot;ثورنتونquot; عن مشتري للمجموعة، كما أنه سيقوم بنشر الصحف خلال هذا الأسبوع.
وعلى صعيد متصل، قالت مجموعة الغارديان الإعلامية ( GMG ) المالكة لصحيفتي مانشستر إيفنينغ نيوز وريدينغ إيفنينغ بوست، انها ستستغني عن خدمات 150 موظف من إجمالي موظفيها البالغ عددهم 800 في مانشستر وعناوينها الفضائية. ومن المتوقع أن تعلن اليوم عن تخفيض المزيد من أعداد موظفيها العاملين بصحفها التي تصدر بمقاطعتي سوري وبيركشاير. كما تتوقع مجموعة ( GMG ) ndash; التي تمتلك من الباطن صحيفتي الغارديان والأوبزرفر ndash; أن تتراجع الأرباح في قسم صحفها الإقليمية بنسبة 85 % على مدار عام ينتهي في الحادي والثلاثين من شهر مارس الجاري، أي بخسارة قدرها 2 مليون إسترليني. وقال مضطلعون من داخل المجموعة انها إذا لم تقم بالاستغناء عن بعض موظفيها في الصحف المحلية، فإنها ستتعرض لخسائر كبيرة خلال عامي 2009 و 2010.
كما قررت المجموعة ألا تغلق أي من عناوينها البالغ عددهم 38 خلال تلك المرحلة، لكن مارك دودسون، الرئيس التنفيذي لقطاع أعمالها الإقليمي فقد قال:quot; تتعرض قابلية الحياة الاقتصادية للصحف المحلية والإقليمية لتهديد وشيك وحقيقي للغايةquot;. كما أكد علي ضرورة إيجاد نموذج عمل يهدف لتخفيض التكاليف. وأشارت الصحيفة إلي أن شركة ترينيتي ميرور، أكبر ناشر للصحف الإقليمية، قامت بإغلاق 27 عنوان في عام 2008. وأضافت أن فشل شركة أوبزرفر ستاندرد ، التي سبق لها محاولة شراء صحيفة برمينغهام بوست التابعة لشركة ترينيتي، كان مجرد نموذج آخر عن سبب حاجة الحكومة للتصرف بسرعة وحسم لتغيير النظام الناشئ من أجل السماح لمزيد من دمج الأسواق.
وأزاحت الصحيفة النقاب عن أن مكتب التجارة المنصفة بدأ أمس تحقيقا في تلك النظم الجديدة، في الوقت الذي عبرت فيه شركات عاملة في هذا القطاع عن اعتقادها بأنه قد بات من الواجب السماح لأكبر أربعة ناشرين إقليميين وهم (Trinity Mirror, Johnston Press, Daily Mail , General Trust and Gannettrsquo;s Newsquest ) بأن يدمجوا في اثنين فقط. أما أدريان جيكينغز، الرئيس التنفيذي لشركة Archant ndash; خامس أكبر ناشر للصحف المحلية- فقد قال أن باقي الناشرين من الممكن أن يتعرضوا لخطر التحول لمؤسسات إدارية خلال العام المقبل، لكن تلك القواعد الناشئة الجديدة سوف تسكن بشكل جزئي من حدة الضغوطات المالية.
التعليقات