لندن: كان للعراق نصيب الاسد من تغطيات الصحف البريطانية الصادرة الاربعاء، وهي تغطيات ركزت على زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المفاجئة للعراق فقد خرجت صحيفة الاندبندنت بعنوان يقول: باراك اوباما في بغداد في زيارة مفاجئة، وتقول انه المح الى افراد القوات الاميركية الذين كانوا في استقباله في العراق الى ان استراتيجية الخروج من العراق باتت في مرمى البصر، بعد ستة اعوام من الحرب، معلنا ان الوقت قد حان للعراقيين لان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه بلدهم.
وتشير الصحيفة الى ان زيارة اوباما الاولى الى العراق تعتبر اول تجربة مباشرة لاوباما، الذي عندما كان سيناتورا عارض الحرب على هذا البلد، لكنه ورث، كرئيس، تبعات تلك الحرب على كاهله من سلفه جورج بوش.
وتقول انه تحدث خلال وجوده في العراق عن العملية السياسية في هذا البلد، الا ان هشاشة الوضع الامني في العراق كانت واضحة مع وقوع عدد من التفجيرات في العاصمة العراقية حتى قبل ان تهبط الطائرة الرئاسية على الارض.
واشارت الصحيفة الى ان اوباما تحدث عبر الهاتف مع القادة العراقيين من القاعدة الاميركية التي هبطت بها طائرته، بعد ان تبين ان الرحلة برا الى بغداد خطر على امن الرئيس، كما ان عدم وضوح الرؤية جعلت من الصعب استخدام طائرة الهليوكوبتر.
لكن الصحيفة تقول ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زار اوباما في معسكر فيكتوري (النصر) لاجراء محادثات في لقاء رتب على عجل.

قلق امني
اما الجارديان فقد قالت ان زيارة اوباما الاولى الى العراق تأتي في وقت يتزايد فيه القلق من فقدان المكاسب الامنية التي تحققت خلال العام ونصف العام الماضي.
فعلى الرغم من ان اوباما يتمنى للعراقيين مستقبلا آمنا ومزدهرا، الا ان الاولوية القصوى للقيادة الاميركية تتمثل في السحب المنظم لقواتها من هذا البلد، فلاوباما، حسب الصحيفة، انشغال آخر هو افغانستان وباكستان، لكن القضية هي ان مشكلة العراق لم تحل حتى الآن.
وتشير الصحيفة الى سلسلة الهجمات التي تعرضت لها بغداد هذا الاسبوع والتي تعد حدثا له نذر الموت، عبّر عن ارتفاع درجة حرارة التوترات بين الجماعات السنية، المتمثلة بقوات الصحوة، والحكومة العراقية التي يتزعمها ائتلاف شيعي بقيادة المالكي.
وتقول الجارديان ان تلك الهجمات، التي اتهمت فيها القاعدة وما تبقى من كوادر حزب البعث وبعض المتطرفين السنة، ربما كانت تذكيرا لما قد يحدث في العراق في حال انسحبت القوات الاميركية من المدن والبلدات العراقية في صيف هذا العام، حسب جدول الانسحاب الموضوع في خطة اوباما.
معظم كبار القادة العسكريين الاميركيين، ومنهم رئيس الاركان، معجبون باوباما لانهم يرون انه عميق التفكير وصاحب عقلية تحليلية، وهي صفات لم تكن ظاهرة كثيرا على سلفه جورج بوش
الا ان الاختبار الاقوى سيكون، حسب الصحيفة، في الاستعدادات التي ستسبق الانتخابات العامة التي من المقرر اجراؤها في ديسمبر/ كانون الاول من هذا العام، بعد ان حقق المالكي مكاسب كبيرة في الانتخابات البلدية التي جرت في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وترى الصحيفة ان مكاسب المالكي جاءت على خلفية تصعيده للنغمة الوطنية ومزاج التعددية السياسية، والتركيز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، بدلا من الطائفية والدينية.
اوباما والجيش الاميركي
وعلى صعيد متصل نشرت التايمز مقالا بعنوان: اوباما يفوز باحترام المؤسسة العسكرية الاميركية، تقول فيه ان الاخير كان ناشطا يافعا معارضا للحرب، ولم يخدم في القوات المسلحة، وينظر اليه على انه مثقف ناعم يتحدث مع افراد تلك القوات وهو يرتدي بدلة وربطة عنق، لكن مع ذلك يظل رأي المؤسسة العسكرية الاميركية في الرئيس اوباما ايجابي جدا، ورصيده يرتفع يوما بعد يوم.
وتقول ان معظم كبار القادة العسكريين الاميركيين، ومنهم رئيس الاركان، معجبون باوباما لانهم يرون انه عميق التفكير وصاحب عقلية تحليلية، وهي صفات لم تكن ظاهرة كثيرا على سلفه جورج بوش.
والاهم من ذلك هو انه، وبعد ثمانية اعوام من السياسة المدفوعة ايديولوجيا، والتي تركت الجيش الاميركي عند حافة الانكسار، جاء اوباما ليقنعهم انه براجماتي لا تسيّره الافكار الايديولوجية، وانه واقعي التفكير حول قدرات بلاده العسكرية وحدودها.
ايران وبرنامجها النووي
ومن العراق والجيش الاميركي الى ايران، فتحت عنوان: ايران تستخدم شركات صينية لشراء معدات نووية، تقول التايمز ان ايران زادت بقوة من محاولاتها شراء معدات نووية خلال الاشهر الستة الماضية، من خلال استخدام شركات صينية كواجهات، وهي تصريحات قالت الصحيفة انها نقلتها عن صناعي الماني بارز.
وتنسب الصحيفة الى هذا الصناعي، وهو رالف فيرتز، قوله انه بعد خمسة اعوام على كشف الاستخبارات الاميركية والبريطانية لشبكة عبد القدير خان لتهريب المعدات النووية عادت السوق السوداء لاتجار في هذه المعدات الى الازدهار مجددا.
وتنقل التايمز عن فيرتز قوله انه خلال الاشهر الستة الماضية لاحظ ارتفاعا حادا في محاولات شراء المعدات لما قيل انه برنامج نووي، حسبما ابلغته السلطات الصينية.
وقال هذا الصناعي الالماني، امام مؤتمر نظمته مؤسسة كارنيجي لابحاث السلام في العالم وعقد في واشنطن، ان ايران تسعى الى شراء معدات لبرنامجها النووي ولكن بطريقة متطورة ومعقدة.
فبدلا من استخدام شركات تجارية، صارت طهران تستخدم شركات هندسية تستخدم تلك المعدات في نشاطها الصناعي بشكل قانوني، حسب زعمه.