لندن: مازالت الصحف البريطانية مشغولة بالرئيس الأميركي باراك أوباما منذ أكثر من أسبوع قبل وصوله إلى لندن للمشاركة في قمة العشرين في العاصمة البريطانية وحتى الان. لكن ذلك لم يمنع بعض الصحف من تناول بعض قضايا الشرق الاوسط لكن من ليس من باب تغطية الاحداث السياسية الشرق الاوسطية سوى صحيفة الغارديان التي انفردت بنشر خبر مقتضب عن حالة الاستنفار الامني التي تعيشها مصر اليوم الاثنين بسبب الاضراب الذي دعا اليه النشطاء السياسيون من دعاة الديمقراطية. وسبق ذلك اعتقال اكثر من 28 من هؤلاء النشطاء اعضاء حركة 6 ابريل/نيسان والتي دعت الى التظاهر ضد القيود التي تفرضها الحكومة على حرية العمل السياسي وتشارك في الاضراب حركة الاخوان المسلمين، اكبر القوى السياسية المعارضة.

وكانت الدعوة التي اطلقها هؤلاء النشطاء العام الفائت في ذكرى ميلاد الرئيس حسني مبارك لم تلق استجابة تذكر. وتنقل الصحيفة عن بعض النشطاء في الحركة ان عدد انصارها يزيد على 75 الفا.

بيع عادل وانتحار والدته

في الشأن العراقي تطرقت الصحيفة الى موضوع تجارة الاطفال في العر اق وسردت قصة طفل عراقي باعه والده مقابل 300 جنيه استرليني فقط. وقالت الصحيفة quot;عندما عادت مريم محمود الى منزلها لتكتشف ان زوجها قد باع طلفهما عادل البالغ من العمر 9 اشهر انهارت تماما بعد ان فقدت العائلة كل ما كانت تملك وتعرضت للتهجير عام 2006 بسبب العنف الطائفي واستولى المسلحون على النقود القليلة التي كانت بحوزتهم عند مغادرة منزلهمquot;.

وكان الاب والام خاضا الكثير من الجدال عندما اعلن الزوج العاطل عن العمل عن نيته بيع احد الاطفال من اجل تأمين ثمن الطعام لطفليهما الباقيين وهددته مريم بالطلاق ان اقدم على ذلك. لكن الزوج لم يأبه لتهديد الزوجة وقام ببيع عادل لاحد تجار الاطفال مقابل 300 جنيه استرليني فقط. بعد ثلاثة ايام من بيع عادل اقدمت مريم على الانتحار بتناول مبيد للاعشاب.

وتتناول الصحيفة ظاهرة تجارة الاطفال في العراق وقالت ان العديد من اطفال العراق ضحايا هذه التجارة سواء عن طريق اقناع الفقراء ببيع اطفالهم تحت ستار تبنيهم من قبل اسر ايسر ام عن طريق خطفهم وبيعهم سواء في داخل العراق اوخارجه.

وتشير الصحيفة الى ان ما يشجع عصابات تجارة الاطفال على ذلك شراء الاطفال بمبلغ ضئيل وامكانية تهريبهم الى الخارج بسهوله. وتنقل الصحيفة عن ضابط عراقي رفيع تأكيده ان ما لا يقل عن 15 طفلا عراقيا يباع شهريا اما لعائلات من اجل تبنيهم او الى عصابات تقوم باستغلالهم لاغراض جنسية.

ويشير المسؤولون العراقيون الى ان هناك ما لايقل عن 12عصابة تجارة اطفال تبيع الاطفال باسعار تتراوح ما بين 200 الى 4 آلاف دولار للطفل الواحد وان اهم الدول التي يباع فيها هؤلاء الاطفال هي الاردن وسورية وتركيا وبعض الدول الاوروبية ومن بينها بريطانيا.

وتنقل الصحيفة عن احد المتورطين في تهريب الاطفال الى خارج العراق قوله quot;ان تهريب الاطفال من العراق غير مكلف وسهل بسبب استعداد موظفي الجهات الحكومية العراقية لتقديم الاوراق الثبوتية المزورة مقابل المالquot;. وتورد الصحيفة تفاصيل عن الاساليب التي يلجأ اليها هؤلاء التجار ومصير الاطفال ومقابلات مع امهات بعن اطفالهن وغيرها من التفاصيل التي تثير الاسى.

هل يفي اوباما بوعده؟

تساءل روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت هل سيعترف اوباما بـquot;الابادةquot; الارمنية في الرابع والعشرين من هذا الشهر وهو يوم ذكرى الابادة التي بدأت في ذلك اليوم من عام 1915 ابان حكم السلطنة العمانية ام سيتراجع عن وعده كما تراجع اسلافه من رؤوساء الولايات المتحدة بعد حصولهم على اصوات الجالية الارمنية في الولايات المتحدة.

ويقول فيسك اذا لم ينطق اوباما بكلمة quot;الابادةquot; خلال زيارته الحالية الى تركيا فكيف سيكون موقفه في الرابع والعشرين من الشهر الجاري؟ امامه خياران اما ان يفي بوعده وهو مرفوع الرأس او يتراجع عنه باذلال تحت انظار الشرق الاوسط برمته.

ويضيف فيسك اذا كان اوباما غير قادر على ازعاج احد حلفاء اميركا ويقصد تركيا عن ابادة وقعت قبل 94 عاما فكيف يمكن له ان يزعج حليفا اقوى مثل اسرائيل ويدين احتلالها للاراضي الفلسطينية والاستيلاء على اراضي الفلسطينيين وتدمير منازلهم.

ويقارن فيسك بين ما قام به الجنرال التركي انور باشا السفاح بحق الارمن في تركيا وما قام به الجنرالات الاسرائيليون في غزة مؤخرا، ولا يخل الحدثان من اوجه الشبه، حيث اتهم انور باشا الارمن بشن هجمات على الاتراك بمساعدة روسيا القيصرية تمهيدا لابادة الارمن والحجج الاسرائيلية في اطلاق المسلحين الفلسطينيين الصواريخ على المدن الاسرائيلية بدعم من ايران قبل شن الحرب الاخيرة على غزة.

اوباما والشأن الاوربي

وفي شأن يتعلق ايضا بتركيا والولايات المتحدة واوروبا كتبت التايمز تحت عنوان quot;ساركوزي يحذر اوباما ويقول له اترك موضوع انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لناquot; تناولت فيه الخلاف بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حول انضمام تركيا الى الاتحاد والذي تعارضه كل من فرنسا والمانيا بينما تؤيده واشنطن ولندن.

وتقول الصحيفة ان دعوة اوباما لضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي لا شك سيترك اثرا ايجابيا لدى انقرة التي وصلها بعد دعوته مباشرة. ساركوزي لم يتأخر بالرد على اوباما وكان رده حاسما ايضا فقد صرح quot;انا مستعد للعمل مع اوباما يدا بيد لكن عندما يتعلق الامر بالاتحاد الاوروبي فقادة الاتحاد هم من يقرورن موضوع العضويةquot;.