لندن: رغم مرور مائة يوم على تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زالت حقبة سلفه جورج بوش محط إهتمام وتحليل وسائل الإعلام العالمية ومن بينها البريطانية. وآخر فصول ذلك موافقة ادارة اوباما على نشر اكثر من الفي صورة للانتهاكات التي تعرض لها السجناء في سجن ابو غريب في العراق والسجون الاميركية في افغانستان ومعسكر غوانتنامو.

صور جديدة

فقد اشارت صحيفة التايمز الى ان نشر هذه الصور خلال الايام القليلة المقبلة سيزيد من الضغوط على ادارة اوباما لمحاكمة مسؤولي ادارة بوش المتورطين في هذه الممارسات لان الصور ستقدم ادلة دامغة على ان ما تعرض السجناء من سوء معاملة اكثر مما تم الاعلان عنه سابقا عن الممارسات التي جرت في سجن ابو غريب حسب قول الصحيفة. وللمرة الاولى ستنشر صور عن معاملة السجناء في معتقل غوانتنامو الى جانب صور لمعاملة السجناء في العراق وافغانستان.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول اميركي اطلع على الصور قوله ان بعضها تصور جنودا اميركيين وهم يصوبون مسدساتهم الى المعتقلين وهذه الممارسات عرضت المتورطين فيها للمحاكمة سابقا. وتقول الصحيفة ان معارضة اوباما لقيام مجلس الشيوخ بالتحقيق في هذه الممارسات لن يمنع المجلس من القيام بذلك حيث ترتفع الاصوات المنادية بدعوة مسؤولي ادارة بوش الى جلسات امام مجلس الشيوخ وهي الدعوة التي بدأت تكتسب مزيدا من القوة والزخم.

وتنقل الصحيفة عن محام لمنظمة اتحاد الحريات المدنية الاميركية قوله quot;ان الصور تمثل دليلا بصريا على ان التجاوزات لم تكن محصورة بسجن ابو غريب بعكس ادعاءات ادارة بوش، وسوف تقدم للرأي العام الاميركي فرصة لادراك حجم واتساع الانتهاكات التي تعرض لها السجناء ومحاسبة المسؤولين الذين سمحوا بحدوثهاquot;.

اختلاق الادلة

في موضوع متصل ايضا بسوء معاملة السجناء في العراق كتب ماثيو دوس قي الغارديان ان ادارة بوش قامت بتعذيب السجناء في العراق ليس بهدف نزع فتيل القنابل الموقوتة التي كان المسلحون في العراق يقومون بزرعها بل بهدف اختلاق ادلة تبرر الغزو الاميركي للعراق.

ويقول الكاتب ان مسؤولا اميركيا كبيرا في وكالة المخابرات المركزية الاميركية كان على اطلاع على موضوع طرق استجواب المعتقلين اعلن لاحد اعضاء لجنة لقوات المسلحة التي قامت بالتحقيق معاملة السجناء الاجانب في السجون الاميركية خارج الولايات المتحدة ونشرت تقريرها مؤخرا، ان نائب الرئيس الاميركي السابق تشيني ووزير الدفاع رامسفلد طلبا من اجهزة المخابرات الاميركية والمحققين الحصول على دليل على تعاون العراق مع تنظيم القاعدة.

وتنقل الصحيفة عن مركز ماكلاتشي الاعلامي ان تشيني ورامسفلد كانا يمارسان ضغوطا خلال عامي 2002 و2003 على اجهزة الاستخبارات الاميركية والمحققين الحصول على دليل دامغ على وجود صلات بين العراق تنظيم العراق خلال التحقيق مع المعتقلين في السجون الاميركية.

وتضيف الصحيفة انهما كان يقولان للمحققين قوموا باي شي للحصول على المعلومات التي تدعم هذه المزاعم واذا عاد المحققون دون الحصول على المعلومات المطلوبة كان مساعدوا رامسفلد وتشيني يطالبون المحققين بالضغط اكثر على المعتقلين.

وتورد الصحيفة قصة عضو تنظيم القاعدة الملقب ابن الشيخ الليبي الذي اعتقل في افغانستان عام 2001 واعلن للمحققين الاميركيين تحت التعذيب ان العراق كان على استعداد لتزويد القاعدة باسلحة دمار شامل لكنه تراجع عن هذه الافادة عام 2004 وقال انه فبرك افادته السابقة خشية تعرضه لمزيد من التعذيب على يد المحققين. وتشير الصحيفة الى ان اساليب الاستجواب التي اتبعتها ادارة الرئيس بوش تم اقتباسها من انظمة تمتلك سجلا سيئا في مجال انتهاكات حقوق الانسان مثل الصين وكوريا الشمالية.

صراع على جدة اوباما

جدة الرئيس اوباما الان محور صراع بين المسلمين والمسحيين في قريتها حسبما تقول صحيفة الديلي تليغراف. فالعجوز سارة اوباما التي تعيش في قرية كوجيلو في غربي كينيا في بيت متواضع حتى الان وتعيش حياتا بسيطة وتحولت الى سيدة شهيرة بعد تولي حفيدها رئاسة اقوى دولة في العالم اصبحت الان محور نزاع بين الفريقين.

وقالت الصحيفة ان المسلمين منعوا سارة من زيارة كنيسة القرية لان المسيحيين يحاولون اقناعها بتغيير ديانتها من الاسلام الى المسيحية وهو الامر الذي نفاه القائمون على الكنيسة وقالوا ان العجوز سارة دعيت فقط لحضور مناسبة دينية مسيحية. وتشير الصحيفة الى ان افرادا من عائلة سارة منعوها من حضور القداس الذي كان يقيمه احد كبار رجال الكنسية الانجيلية الاسترالية خشية ان تحولها الى المسيحية.

وتنقل الصحيفة عن الشيخ محمد خليفة، عضو مجلس الائمة والدعاة الاسلاميين في كينيا قوله ان السيدة اوباما quot;لا يجب ان ترغم على اعتناق المسيحية لانها مسلمة والمسلمون لن يقفوا مكتوفي الايدي اذا ارغم مسلم على اعتناق المسيحيةquot;. كما قام المسلمون في كينيا باعمال احتجاج على ما قيل عن اعتناق سارة الدين المسيحي وحذروا من امكانية نشوب صراع ديني بسبب ذلك.

وادلى ابن سارة وعم الرئيس اوباما بدلوه في الجدال نافيا امكانية اعتناق والدته الديانة المسيحية وقال quot;ان والداته دعيت الى الكنيسة كونها صاحبة مكانة مرموقة في القرية لكنها لم تحضر الحفل بسبب ارتباطات اخرىquot;.