آلة لغزل الصوف

تمكن مواطن كشميري من إنشاء متحف في غرفة صغيرة لتجسيد التراث المحلي لمنطقة وادي نيلم بكشمير الحرة.

عادة يبحث الناس عن موارد قبل بدء أي مشروع، مهما كان حجمه أو تكاليفه؛ لكن بعض الشجعان يقلبون هذا الميزان ببدء مشروع قبل الحصول على أي موارد. وهذا ما حصل مع السيد (بشير أحمد مغل) الذي تمكن من إنشاء متحف لتجسيد التراث المحلي لمنطقة وادي نيلم بكشمير الحرة. وقد جمع قطعا أثرية من التراث المحلي في غرفة صغيرة تزورها السياح في الصيف، بينما لا يلتفت إليه أهالي المنطقة لعدم علمهم بقيمة تراثهم المحفوظ في ذلك المتحف. وتمكنت quot;إيلافquot; من زيارة ذلك المتحف خلال شهر تموز quot;يوليوquot; المنصرم وستقدم نبذة إلى قرائها في هذا المقال.
يقع وادي نيلم شمالي مدينة مظفر آباد عاصمة كشمير الحرة التابعة لباكستان. ويمتد على طول 250 كلم اعتبارا من مظفر آباد حتى قرية تاوبت التي تعتبر آخر قرية في نهاية الوادي. ومجمل مساحة مديرية نيلم تساوي 3620 كلم مربع وتتضمن أكثر من 370 قرية صغيرة وكبيرة ومجمل عدد سكانها نحو 200000 ألف نسمة. ويقع وادي نيلم على ضفتي نهر نيلم الذي يفصل بين كشمير الحرة وكشمير المحتلة. كما أن ذلك الوادي يشتهر بطبيعته الخلابة وجباله الشامخة ومياهه النقية الصافية وغاباتها الكثيفة الخضراء وبحيراتها الجميلة. وقد لخص جماله وطبيعته سائح من باكستان قائلا: quot;إن زيارة وادي نيلم في الصيف عندما تحترق المناطق الميدانية حرا، تعتبر انتقال من لهب جهنم إلى نسيم الجنةquot;.
وفي قرية نائية من ذلك الوادي وتسمى قرية (جانواي) وتقع على الجانب الشرقي من نهر نيلم وعلى طريق وادي نيلم غير المرصوف، أنشأ السيد (بشير أحمد مغل) وهو شاب في الثلاثينات من عمره، ذلك المتحف. وقد أكد لـ إيلاف في حوار خاص أنه كان مولعا بالتراث المحلي منذ نعومة أظفاره. وبالتالي بدأ جهوده منذ طفولته لحرز كل ما تقع عليه يده من الأشياء التي تعبر عن تراث المنطقة من الملابس الصوفية والمشغولات اليدوية والأواني والأحذية الخشبية والعشبية، إضافة إلى آلات الحرث والصيد والأشياء كانت جزء من تراث المنطقة لكنها أصبحت جزء من التاريخ بسبب التطور الحديث، مضيفا أن جهوده المتواصلة لثلاثة عشر عاما تجسدت الآن في تلك الغرفة التي يسميها متحف (جانواي).
ومن الجدير بالذكر أنه يدير متجرا متواضعا في قرية جانواي، وصرح بأنه لم يتمكن من مواصلة دراسته لأسباب وقد درس حتى الثانوية في مدينة لاهور الباكستانية، بينما أشار إلى أنه يخطط الآن للعودة إلى التعليم مرة أخرى وسيلتحق بمرحلة البكالوريوس بجامعة العلامة إقبال المفتوحة، علما أن تلك الجامعة هي الجامعة الوحيدة التي تقدم التعليم في جميع المراحل التعليمة عن بعد.
جانب من مجموعة الأواني الخشبية
ورغم الجمال الطبيعي الخلاب لتلك المنطقة، لم تحظ بنشاطات سياحية تليق بها، إذ أن السياح لم يزوروها لفترة أكثر من عشر سنين بين عام 1991- 2003م جراء فقدان الأمن على طريق نيلم لكونها هدفا للنيران الهندية من خط وقف إطلاق النار. وقد عادت النشاطات السياحية منذ بضع سنوات. وأكدت مصادر رسمية لكشمير الحرة أن أكثر من 150 ألف سائح زار وادي نيلم اعتبارا من شهر أيار (مايو) حتى شهر آب (أغسطس) المنصرم؛ إلا أن حصة السياح الأجانب في تلك النشاطات لا تزال صفرا، في حين أفادت مصادر محلية بأن أول قافلة للسياح العرب مرت بتلك المنطقة العام الماضي.
ويؤكد السيد مغل أنه واجه مصاعب خلال عملية تجميع تلك القطع الأثرية من مناطق مختلفة اعتبارا من مدينة مظفر آباد حتى قرية تاوبت، كما أنه يشكو من السكان المحليين بأنهم لا يتعاونون معه بسبب عدم معرفتهم بقيمة تراثهم، بينما علق على جدار المتحف المتواضع لوحة تشير إلى أهم ما يحتاج إليه المتحف في الوقت الراهن. وتتلخص تلك المتطلبات في قطعة أرض خاصة بالمتحف وإنشاء مبنى خاصا به مع ترتيبات لترميم القطع الأثرية وتزيينها والبحث عن أي قطع أثرية أخرى.
ويؤكد متحف جانواي، أن الإنسان يستطيع عمل الخوارق إذا كانت لديه رغبة صادقة في عمل أي شيء، حتى ولو لم يملك الوسائل الضرورية لعمله.

نماذج من الأعشاب العقاقيرية المتوفرة في وادي نيلم

الزميل همدرد مع مؤسس المتحف