أثار سيرفس ، أول كومبيوتر لوحي تصنعه شركة مايكروسوفت ، جدلا بين المحللين الذين رأوا في مواصفاته الشيء ونقيضه حتى ان محللا في صحيفة نيويورك تايمز ذهب الى ان مثل مايكروسوفت مع سيرفس مثل من يهديك قصرا منيفا ولكن في الصومال أو يهديك سيارة فراري جديدة ولكن عليك ان تعبئ خزانها بالبنزين بعد كل 5 كيلومترات أو من يعرض عليك وظيفة راتبها مليون دولار في السنة لكن مهمتك اليومية تقليم العشب في ملاعب كرة القدم بمقراضة أظافر.

يبدو ان مايكروسوفت كانت تطمح الى أكثر من إطلاق كومبيوتر لوحي ينافس آيباد من أبل.ولكن سيرفس رغم طموحات مصمميه يشترك في بعض المواصفات مع آيباد ، بوزن 1.5 رطل وسمك 0.4 بوصة وإن كانت شاشته أعرض بحجم 10.7 x 6.6 بوصة ومستطيله أقل سمكا وأنسب لترجيع الأفلام الى الوراء. وله سماعات استريو بدلا من مونو. ولكاميرا المقدمة والمؤخرة في كومبيوتر سيرفس درجة وضوح تصل الى 720 بيكسل.

ولكومبيوتر سيرفس بوابات ومنافذ لا يملك أصحاب آيباد إلا ان يحلموا بها بينها فتحة لبطاقة الذاكرة توفر سعة خزن أكبر ومنفذ لتشغيل الفيديو ومنفذ USB 0.2. ويمكن ربط أي جهاز تقريبا يعمل بتقنية يو أس بي بما في ذلك لوحة المفاتيح والفأرة ومشغِّل فلاش وسماعات ومشغل صلب.

ولكل موديل من كومبيوتر سيرفس سعة خزن تزيد مرتين على سعة آيباد من النوع الذي يباع بنفس السعر. وعلى سبيل الماثل ان ذاكرة سيرفس المسعر بـ 500 تبلغ 32 غيغابايت وذاكرة سيرفس المسعر بـ 600 تبلغ 64 غيغابايت.

وعلى الجانب السلبي فان حياة البطارية تبلغ 8 الى 10 ساعات ، وبذلك تكون أقل من بطارية آيباد. ولا توجد نسخة خلوية ويعمل بتقنية واي فاي فقط. وللشاشة درجة وضوح عالية (1366 x 768 بيكسل) ولكنها لا تقترب من شاشة Retina في آيباد التي تبلغ درجة وضوحها 2048 x 1536 بيكسل.

ولا يمكن شحن سيرفس إلا من محوله الحائطي وليس من منفذ يو أس بي. وتبرير مايكروسوفت انه لن يكون هناك كومبيوتر تشحن منه اللوحي لأن ايام حمل لوحي وكومبيوتر جوال انتهت ولن تعود. يضاف الى ذلك ان المنفذ الحائطي يعيد الشحن بسرعة أكبر من منفذ يو اس بي. ومقدمة سيرفس كلها شاشة لمسية ولحافات هيكل المغنيسيوم الأسود أناقة لافتة. ثم هناك عتلة فتح اللوحي بوضع شاقولي حيث تبدأ بزاوية 22 درجة تتيح اسناد الكومبيوتر في وضع عمودي ثابت.

وتستند لوحة المفاتيح في سيرفس الى فكرتها في آيباد بلوحته ذات المفاصل المغناطيسية. ولكن للغطاء اللمسي في سيرفس أشكال مفاتيح في الداخل حتى من دون لوحة تعقب.وعموما عندما يرفع الغطاء وتُشغَّل العتلة يكون لديك كومبيوتر شخصي وزنه 1.5 رطل يمكن وضعه في أي مكان.

وهذا لا يُقارن بتقنية بلوتوث في لوحة مفاتيح آيباد. فان الغطاء اللمسي أقل سمكا بكثير ، 0.13 بوصة ، ولا يعمل بتقنية بلوتوث. وليس هناك إعداد أو بطارية بل تكون لوحة المفاتيح جاهزة للاستعمال بتفعيل المغناطيس. وحين تريد استعمال اللوحي فقط تنسحب لوحة المفاتيح منقلبة الى مؤخرة الجهاز. ويعطل سيرفس مفاتيحه آليا ويعرض لوحة المفاتيح على الشاشة عندما يحين وقت الطباعة. ولكن المفاتيح لا تتحرك والنقر يكون على سطح أملس.

هذه هي المكونات الصلبة ذات المواصفات المذهلة. ولكن موطن الضعف يكمن في البرمجيات. فان سيرفس يعمل بنظام ويندوز آر تي ، وهو تنويع على نظام ويندوز 8 الذي تأمل مايكروسوفت بأن تعمل به جميع الكومبيوترات الشخصية عليه من الآن فصاعدا. ويختلف آر تي اختلافا كبيرا عن ويندوز القديم.

فان شاشة التشغيل في هذا النظام بلاطات تفاعلية ملونة تنقر على واحدة لفتح تطبيق وتنزل الى نقرة على اليمين لتكشف مزيدا من الصفحات. كما ان كل بلاطة لوحة صغرى تبين موعدك القادم واحدث ما ظهر على صفحة فايسبوك والنشرة الجوية وغير ذلك. وبحركة من حافة الشاشة تظهر نوافذ مفيدة كانت مخفية ومن الأعلى الى الأسفل تظهر قائمة التطبيقات ومن اليسار لغلق التطبيقات ومن اليمين لضوابط مهمة مثل الإعدادات وتبادل الملفات.

ولكن لسوء الحظ فان ويندوز آر تي ليس نظام ويندوز كاملا. وهو غير قادر على تشغيل أي من برامج ويندوز الاعتيادية البالغ عددها اربعة ملايين برنامج ، او تطبيقات آيباد البالغ عددها 275 الف تطبيق أو تطبيقات اندرويد اللوحية البالغ عددها 19 تطبيقا. وهو بدلا من ذلك يتطلب تطبيقات جديدة متاحة حصرا على مخزن تطبيقات ويندوز على الانترنت ويس بينها خيارات واسعة. وعلى سبيل المثال ليس هناك فايسبوك أو سبوتفاي أو لعبة انغري بيردز (الطيور الغاضبة) أو انستاغرام أو تطبيق ارسم شيئا Draw Something أو تطبيق نيويورك تايمز. والمجموع في الولايات المتحدة وحدها 3500 تطبيق حتى الآن.

في ضوء كل ما ورد اعلاه كان حكم بعض المحللين ان لوحي سيرفس ونظام ويندوز 8 نفسه مصابان بانفصام الشخصية بالجمع بين مواصفات متطورة وثغرات برمجية صارخة. والمفارقة ان مواطن ضعف سيرفس في البرمجيات تحديدا التي تعتبر اختصاص مايكروسوفت بالأساس.