أثار تسجيل حالتي وفاة بفيروس غامض شبيه بفيروس سارس في المملكة العربية السعودية وإصابة مواطن قطري بالفيروس عُلم لاحقًا أنه زار البلاد، مخاوف من انتشار الفيروس في الشرق الأوسط.

امتنعت منظمة الصحة العالمية في البيان الذي أصدرته عقب هذه الاصابات عن التوصية بأي قيود على السفر الى المنطقة ، اولاً لأن ما يعرفه المسؤولون الصحيون عن الفيروس الجديد محدود، وثانيًا لأن المنظمة لم تتوصل الى أي دليل على انتقاله من إنسان الى آخر.
وقال الخبير بمرض الانفلونزا في جامعة منيسوتا الاميركية مايكل اوسترهولم لوكالة اسوشيتد برس إن من غير المعروف ما إذا كان الفيروس سيتحول الى فيروس سارس آخر أو سيختفي الى لا شيء. ولكنه لاحظ أن الوفاة نتيجة الاصابة بالفيروس تثير القلق قائلاً إن المرء لا يموت من جراء الاصابة بالرشح المتعارف عليه، وان هذا يعطي سببًا للظن بأنه قد يكون فيروسًا أقرب الى سارس.
وكان مرض سارس أو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد أصاب البشر للمرة الاولىبانتقاله من قطط الزباد في الصين وانتشاره الى هونغ كونغ ثم الى أكثر من 30 بلدًا في أنحاء العالم متسببًا في وفاة نحو 800 شخص. وبعد تشخيص الاصابة الأولى في الصين بدأت الاصابات تتزايد بسرعة مع انتشار الفيروس عن طريق الرذاذ الذييخرجمن الشخصالمصاب ويتطاير في الجو عند العطاس أو السعال. ونقل المسافرون جوًا الفيروس دون أن يعلموا بإصابتهم به الى كل القارات تقريباً. وأسفر ذلك عن انتشار المرض في آسيا واستراليا وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وأفريقيا. وأدى الفيروس في حينه الى عجز تنفسي ووفاة نحو 12 في المئة من المصابين.
وفي عام 2003 عندما بلغ انتشار الفيروس مرحلة الوباء استفحلت حالة المصابين بمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد أو سارس من السعال والحمى الى آلام العضلات والقشعريرة. ومن أعراض الفيروس الكوروني البشري الحمى والسعال وصعوبة التنفس.
واستنادًا الى خبرة 2003 عرف الأطباء أن معالجة المصابين في وقت مبكر بالمضادات الحيوية وتدعيم عملية تنفس المريض يمكن أن يساعدا في السيطرة على الالتهاب. ولكن بسبب الحقيقة الماثلة في أن الفيروس الجديد لم يُشخص إلا مؤخرًا فإن المسؤولين الصحيين ما زالوا غير قادرين على التنبؤ بما يمكن أن تبلغه أعراض المرض الجديد من شدة أو السبب في حدة الاصابة لدى البعض وحتى الوفاة أحيانًا وشفاء البعض الآخر.
ومن الجائز أن ينتشر الفيروس الجديد أيضًا عن طريق السعال والعطاس ولكن خبراء يعتقدون أنه ليس معدياً ، بحسب تقرير في البي بي سي ذكر أنه لو كان المرض معديًا لرأينا حالات أكثر في بلدان اخرى أو اصابة اشخاص يعتنون بمرض الاصابتين اللتين حدثت الأولى منهما قبل اكثر من ثلاثة اشهر. ولاحظ التقرير أن الفيروسات الكورونية هشة للغاية وأنها خارج الجسم لا تعيش أكثر من يوم ويمكن تدميرها بسهولة بمساحيق الغسيل وغيرها من مواد التنظيف.
وأكد مسؤولون صحيون بريطانيون يدرسون الفيروس الكوروني الجديد أنه تحت السيطرة. ونقلت وكالة رويترز عن بيتر اوبنشو مدير مركز الالتهابات التنفسية في كلية امبريال في لندن دعوته الى الحذر دونما مبرر آني للقلق.وتبين سرعة اكتشاف الفيروس وربطه باصابة سابقة التطور الذي حققته تقنيات علم الوراثة. إذ يستطيع العلماء الآن أن يفكوا شفرة التكوين الوراثي للميكروبات الجديدة، ولكن في الوقت الذي يمكن أن تساعد مثل هذه التقنيات على اكتشاف الالتهابات الجديدة الخطيرة ومعالجتها بفاعلية اشد فإنها يمكن أن تكتشف حالات مقلقة لميكروبات لم تُعرف من قبل ثم يتضح أنها ليست مؤذية أو أنها عصية على العلاج بالمضادات الحيوية المتوفرة حاليًا.