بغداد: مدينة شقلاوة في شمال العراق ، تقع في واد جميل بين سفحي جبل سفين وسلسلة جبال سوروك على امتداد سهل بدا كالأخدود المزدهر بالغابات والخضرة.


شقلاوة تلك البقعة الرائعة من أرض كردستان والتي تقع على مسافة 50 كيلومترا من عاصمة الاقليم أربيل (360 كم جنوب بغداد) ، تصبح مقصدا سياحيا في هذه الاوقات حيث الشتاء يخيم على المنطقة او مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ، اذ يحرص كثيرون قضاء فترات إجازاتهم في مصايف كردستان، سواء من داخل العراق وخارجه.

يقول احمد حسن الذي يعمل في فندق خانزاد في مصيف شقلاوة ، ان الوقت الحاضر يشهد قدوم السياح في أوقات الشتاء أيضا ، بينما كان في السابق يقتصر على فصل الصيف . ويعتقد حسن أيضا ان مستوى الخدمات السياحية في مصيف شقلاوة يتيح القول انها أصبحت من أفضل المصايف وأجملها في المنطقة بعد بناء الكثير من المرافق السياحية . ويثني السائح عمار التورنجي القادم من بغداد على المعالم العصرية للمكان ، لاسيما طريقة استقبال السواح. يتابع : لمحت الكثير من وسائل الجذب للسائحين من بوسترات وخرائط وطرق ووسائل اتصال ، اضافة الى خدمات الطوارئ والاستعلامات التي تقدم المعلومات للسائح .

سائح آخر من مدينة بغداد أيضا هو رحمن سلومي يثني على المنتجعات السياحية في شقلاوة ذات الأسعار المناسبة والتي يستطيع السائح تحملها. ويشير المواطن الكردي طارق رحمن الذي يسكن في شقلاوة الى جبل سفين الشاهق وقد غطته اشجار البلوط والزعرور . ويؤكد رحمن ان الكثير من السواح الغربيين يرغبون التجول في الجبال والوديان بعيدا عن المنتجعات والأماكن الرسمية للسياحة ، حيث جمال الطبيعة ، فيحرصون على مشاهدة الحيوانات البرية المختلفة مثل الغزلان والطيور والثعالب بمختلف أنواعها .

عائلة سرور أحمد المؤلفة من الأب والزوجة وثلاث أبناء قضوا أجمل الأوقات عند الجداول والثلج والأنهر التي يشكلها تساقط الامطار ، والتقطوا صورا للذكرى عند نهر السريانية الذي يصب في الزاب الكبير .
وبالنظر الى الاجواء الخلابة للمنطقة ، فان السياحة لم تعد تقتصر على الصيف فحسب ، فقد وصلت عائلة محمد البياتي من ديالى (57 كم شمال بغداد) لتستمتع بجمال الطبيعة في الشتاء حيث تتساقط الأمطار والثلوج. أما فصل الربيع فانه يمثل الوقت المثالي للسائح ليزور المنطقة ، حيث اللون الأخضر الذي يطغي على الجبال والوديان .

ويتحدث نعيم حسن الذي يقود حافلة للسفرات السياحية التي تنظمها (شركة النهرين) لنقل المسافرين ، ان هناك تدفق كبير للمسافرين الى الاقليم مما يعكس عشرات الآلاف من السياح خلال أيام عيد الفطر المبارك للتمتع بأجواء الإقليم وما فيه من مناطق سياحية جميلة.يجد السائح في شقلاوة اما بيوتا للمنام ، او فنادقا فخمة لاسيما فندق المدينة الرئيسي . ويمكن للسائح ان يستفاد من خدمات الحجز المسبق لتأمين الفندق الذي ينوي قضاء اجازته فيه .

ويأخذ السائح في عين الاعتبار ان أسعار الفنادق تتراوح بين سبعين الى مائة وخمسين الف دينار، حسب درجة الخدمة التي يرومها والتي تتضمن الفطور وخدمات النت والدليل السياحي وحتى الترجمة. الدليل السياحي عمر أحمد يعدد فنادق تشكل عصب المدينة الحيوي حيث تؤمن للسواح أماكن مبيت واستراحة موثوق في خدماتها وأمنها منها فندق خانزاد ، ومشكور ، اضافة الى الفندق السياحي ، وفندق شقلاوة.
وفي داخل المدينة يتجول السائح في أسواق عريقة تحتوي على مختلف البضائع ، من تحف وهدايا وسلع شعبية وملابس وأعمال فنية وكذلك الكرزات ، والحلويات.
يتابع احمد: هناك ايضا ساحات كرة القدم ومضارب التنس.

اقصر طريق للوصول الى شقلاوة هو الوصول بالطائرة الى أربيل ومن ثم الانتقال الى المصيف. اما السائح الذي يفضل السيارة فيتمتع بمنظر الطبيعة الخلابة حيث يمر على القرى التابعة الى قضاء شقلاوة مثل هيران، صلاح الدين، حرير، باسرمه وباليسان.