نفت رئاسة إقليم كردستان إغلاق حدود الإقليم بوجه المناطق الكردية في سوريا، لكنها أكدت أنها لن تسمح باستغلال المعبر الحدودي بين الاقليم وسوريا لتهريب السلاح والمواد المخدرة، لأي طرف كان.


.


لندن: قالت الرئاسة الكردستانية في بيان صحافي اليوم الثلثاء إن أوساطًا إعلامية دأبت منذ أيام، وفقًا لبرنامج معد سلفًا، على نشر أخبار مضللة حول إغلاق حدود الاقليم بوجه المناطق الكردية داخل سوريا، quot;وهذه أنباء عارية عن الصحة تخدم المعادين لوحدة الصف القومي الكردي، كما أنها حلقة أخرى من سلسلة المحاولات اليائسة لنثر بذور الفرقة والشقاق القومي، وتنفيذ أجندات ومخططات تقف بوجه تحقيق المكاسب للقضية الكردية في سوريا، في إنكار لجميع المساعي والجهود التي يبذلها رئيس الاقليم مسعود بارزاني لدعم ومساندة إخوتنا الأكراد في كردستان سورياquot;.
واشارت إلى أن بارزاني، منذ بداية الأحداث في سوريا، سعى حثيثًا من أجل وحدة صف الأحزاب الكردية السورية، وحثها على تبني خطاب قومي ديمقراطي موحد إزاء مستجدات الأحداث في سوريا، ومن تلك المساعي عقد مؤتمر موسع للأطراف الكردية نهاية شهر شباط (فبراير) 2012 في أربيل، وتأسيس الهيئة الكردية العليا، كما تم استقبال اللاجئين السوريين.

موقف كاد يولد صراعًا

أضافت الرئاسة الكردستانية: quot;وفقًا لآخر الإحصاءات، وصل عدد اللاجئين الأكراد السوريين في إقليم كردستان زهاء 60 ألف لاجئ، على الرغم من عدم وجود أي منفذ حدودي رسمي بين إقليم كردستان العراق وسوريا، حيث تقع المنافذ الرسمية التي تعبر من خلالها السيارات تحت سلطة الحكومة الإتحادية في بغداد. ويعد معبر خابور الوحيد بين إقليم كردستان وسوريا، وهو غير صالح لعبور السيارات، لأنه يفتقد إلى وجود طريق بري بسبب مجرى نهر دجلة، حيث يتم العبور بالقوارب، ومع ذلك كانت أبواب إقليم كردستان مفتوحة دائمًا بوجه إخواننا في سوريا، وقدوم المئات منهم يوميًا هو خير دليل على دحض وتكذيب ما يُنشر من أخبار ملفقة منذ أيام، تدعي أن الحدود بين إقليم كردستان العراق والمناطق الكردستانية داخل سوريا قد تم إغلاقهاquot;.
وأوضحت أن حكومة الاقليم سعت إلى بناء جسر عند معبر خابور الحدودي، quot;من أجل تسهيل التنقل وإيصال المساعدات والمعونات لإخواننا في كردستان سوريا، لكن هذا المسعى واجه معارضة من قبل السلطات في بغداد، وتم استقدام فرقة عسكرية إلى المنطقة بغية التصدي لما يقوم به الاقليم، وكادت التعقيدات التي نجمت عنه تؤدي آنذاك إلى نشوب مواجهة كبيرةquot;.

عمل مشترك

أضافت الرئاسة الكردستانية: quot;أكد بارزاني، خلال اجتماعاته مع كافة الأحزاب الكردية السورية للتباحث حول الوضع السياسي والميداني والعمل الجماعي في إطار الهيئة الكردية العليا، ضرورة قيام جميع القوى الكردية بتأسيس منظمة مشتركة كالهلال الأحمر لكردستان سوريا، كي يتم إيصال المساعدات والمعونات إلى إخوتنا في سوريا من خلال عمل جماعي وتنسيق موحدquot;.
تابع: quot;بعض الأطراف للأسف ليست مع العمل الجماعي المشترك، وتميل إلى التفرد والتسلط لتوجيه مسيرة الأحداث في كردستان سوريا، ولم يتم تشكيل أي لجنة أو منظمة كالهلال الأحمر لكردستان سوريا لان بعض الأطراف تحاول دائمًا أن تحتكر الهيئة الكردية العليا لنفسها ولسياساتها التفردية بغية التسلطquot;.

لا فرض ولا تهميش

أكدت الرئاسة الكردستانية أن حكومة الاقليم تبذل كل جهودها لإيواء اللاجئين من كردستان سوريا، الذين لجأوا إلى الإقليم، حيث يعيشون في مخيمات اللاجئين، وتسعى جاهدة إلى ايجاد آليات مناسبة لإيصال المحروقات والإحتياجات الأساسية للمحتاجين داخل كردستان سوريا، quot;وفي الوقت الذي نؤكد فيه أن الحدود لم يتم إغلاقها إطلاقًا، ندعو كافة منظمات المجتمع المدني والصحافيين إلى زيارة المنطقة ورؤية الحقائق هناك ميدانيًا بأم أعينهمquot;.
وختمت بالقول: quot;إننا في إقليم كردستان العراق لن نسمح بأن يُستغل المعبر الحدودي بين الاقليم وسوريا لأعمال تهريب السلاح والمواد المخدرة، من قبل أي طرف كان، فهذه المرحلة دقيقة وحساسة للشعب الكردي، وهذا الأمر يدعو جميع الأطراف إلى التعامل مع المرحلة بوحدة الصف، حيث إن أي طرف لن يستطيع فرض نفسه بالسلاح على الأطراف الأخرى وتهميشهاquot;.

مخيم ثانٍ

كان رئيس حكومة الاقليم نجيرفان بارزاني قال أمس الاثنين، خلال مؤتمر صحافي في اربيل، إن الإقليم يسعى إلى بناء جسر لمساعدة المناطق الكردية السورية، مشيرًا إلى قرب افتتاح مخيم ثان لهؤلاء اللاجئين في مدينة السليمانية، ثاني اكبر مدن الإقليم.
ونفى قاطعًا إغلاق سلطات الاقليم المعبر الحدودي في منطقة فيشخابور بوجه الأكراد السوريين، وأوضح أن للإقليم quot;خط تماسِ واحدا مع سوريا، هو معبر مائي، فضلًا عن نقطة فيشخابورquot;، مشيرًا إلى أن الموضوع الذي اثير حول إغلاق معبر زمار لا يخص الاقليم. قال: quot;هذا المعبر ليس تحت إشراف الإقليم بل الحكومة الاتحادية في بغدادquot;. ووعد بمساعدة المناطق الكردية في سوريا من خلال جسر لتقديم مساعدات إنسانية لتلك المناطق.
وأبدى بارزاني خشيته من أن يتمكن المسلحون السوريون من التسلل إلى الإقليم. وقال: quot;لدينا مخاوف من تسلل ارهابيين إلى اقليم كردستان من خلال منفذ زمار في محافظة نينوىquot;.
أضاف: quot;نحن في اقليم كردستان لا نخطو أي خطوة الا بعد دراستها قائلا، والاهم هو أمن اقليم كردستان وشعب كردستانquot;