المعلم السياحي الطبيعي الوحيد الذي يجمع بين ألمانيا وبلجيكا ولا يسبب اي خلاف هي بلدة سبا SPA، تلك البلدة التي تضم الكثير من الينابيع ويعني اسمها حمام الشفاء.


برلين: تقع بلدة سبا عند الحدود مع مدينة لوتيش بالالمانية ولياج بالبلجيكية لكنها تابعة جيولوجيا الى اردين في بلجيكا وهي منطقة غابات من أجمل المناطق في أوروبا. وتشكل بلدة سبا رمزا لما عرف قبل عقود بثقافة الاستحمام ان في الينابيع الطبيعية او المياه المعدنية، ففيها بدأت شهرة الينابيع التي حولت سبا الى أسطورة. والامر هنا لا يقتصر على ينبوع او ينبوعين، ففي هذه البلدة الصغيرة اكبر عدد من الينابيع ويتجاوز الـ 300 تتدفق كلها في الغابة. وزادت شهرتها بعد القصة التي تقول ان القيصر بطرس الأكبر ( 1672- 1725)كان يشكو من مشاكل صحية وشفي عندما شرب واستحم في احد هذه الينابيع. وتضيف القصة ان القيصر علم بامر ينابيع سبا من نبلاء أوروبا الذين كانوا كما بقية الزوار يأتون اليها للتنزه وشرب مياهها وكانوا يعرفون قدرة هذه المياه على شفاء الكثير من الأمراض.

ومع السنين تحولت ينابيع سبا الى مركز للسياحة وقضاء الأوقات الممتعة في أحضان الطبيعية الخلابة، حتى ان البعض يأتي اليها اليوم بحثا عن الراحة الجسدية والنفسية، لذا بنيت فنادق صغيرة وبسيطة بعيدة عن التطورات الحديثة لكي يشعر المرء بانه حقيقة بين أحضان الطبيعة وليس في فندق فيه كل التقنيات التي توفر الراحة. وما يزيد من هذا الشعور الهدوء المريح وتنوع الأزهار وتغريد العصافير الذي يعم الغابة بعيدا عن ضجيج الحياة العصرية وآلياتها المتطورة، حتى ان بعض الزوار يتنازلون عن أجهزة الاتصال مثل الهواتف المحمولة او الكمبيوتر من أجل الانقطاع تماما عن العالم الخارجي والتمتع قدر الامكان بالطبيعة.

والجميل في هذا المكان أنه يعتبر ملتقى لكل الجنسيات الأوروبية ففي المقهى الواحد يمكن سماع اللغة الايطالية والألمانية او الاسبانية او البرتغالية ممزوجة بلهجات مثل الفلامية او البافارية او السوابية الالمانية فيشكل ذلك تناغما من الصعب العثور عليه في أي مكان آخر.

ومنذ سنوات طويلة يضع الآلاف من الألمان بلدة سبا على قائمة المناطق المحببة اليهم وتشكل جزءا من أيام العطلة الجميلة، حتى ان قيادة القوات البرية النازية خلال الحرب العالمية الثانية اختارت البلدة دون غيرها وحولتها الى مقرها الرئيس.

واللافت ان كل ينبوع في بلدة سبا يحمل اسم احد المشاهير التي زارها وتمتع بمياهها ومناظرها، مثل القيصر بطرس الاكبر الذي استحم في أحد الينابيع عام 1717 ويعتبر اليوم الأجمل بعد ترميمه وتحسين شكله الخارجي بمظلة زجاجية ما يوفر إمكانية الاستحمام أيضا في فصل الشتاء، وينبوع آخر أطلق عليه اسم لويس دو بوربون دوق كوندي أحد النبلاء الفرنسيين وتمتع بمياهه عام 1556، وفي عام 1988 رمم المكان حوله وبني فوق النبع هرم زجاجي يعكس المياه المعدنية في الداخل.

وأول وأقدم ينبوع هو سوفنيير ويطلق عليه ايضا اسم quot; آثار صندل القديس روماكلوس quot;وكان راهبا باندكتي عام 625 وتحول اليوم الى مزار للأزواج الشباب الذين يعانون من مشكلات عدم الانجاب.
ومن ال17 وحتى ال21 شهر تموز( حزيران) من كل سنة تتحول بلدة سبا الى مسرح فني كبير يسمىquot; فرانكوفوليquot; حيث تجتمع فرق من عدة بلدان لاحياء خمس ليال رائعة ويزيد من حيوية المناسبة حضور اشهر السيركات العالمية.

الا ان سبا ليست مشهورة فقط بينابيعها المعدنية بل هي من الاماكن التي تستقبل سنويا في شهر ايلول( سبتمبر) احد اشهر سباقات السيارات في العالم وهو فورمولا 1 على مضمار تحتضنه طبيعة خضراء خلابة ومناظر لمنازل قروية جميلة. ويعتبر الالماني ميكايل شوماخر احد اشهر المتسابقين بلدة سبا من احب الاماكن اليه ولا يتردد في المجيء من اجل التمتع بمناظرها الطبيعية والاستفادة من ينابيعها المعدنية. مثل لقد ربطت ينابيع المياه المعدنية منذ عقود بانها علاج للكثير من الامراض، وفي القرن ال18 تطورت وذاع صيتها ما دفع بالكثير من الشركات السياحية الى انشاء فنادق ومنتجعات مستغلة المياه المعدنية اطلق عليها اسم المشاهير الذين زاروها.