على خلاف ما يعتقد على نطاق واسع بان ممارسة الرياضة تعتبر بمثابة الحصن المنيع الذي يمكن له أن يمنع الإدمان على الكحول والمخدرات والقمار فان دراسة نفسية تشيكية حديثة تؤكد أن بعض أنواع الرياضة ولاسيما كرة القدم إضافة إلى الرقص يمكن أن تزيدان من خطر الإدمان على الكحول .


براغ : أظهرت الدراسة التي أعدها مختصان نفسيان تشيكيان بارزان في العلاج من الادمانات المختلفة ولاسيما الإدمان على الكحول وهما كارل نيشبور ولاديسلاف تسسيمي أن بعض أنواع الرياضة تزيد خطر تعاطي والإدمان على الكحول ولاسيما كرة القدم بسبب تأثير العوامل الاجتماعية على هذا الأمر ، معتبرة أن السبب وراء ذلك هو أن كرة القدم مرتبطة بالدعايات التجارية عن البيرة والمراهنات كما أن من الرياضات التي تؤدي إلى الإدمان رياضة الملاكمة وممارسة تدريبات كمال الأجسام والرقص أما الرياضات القتالية فيزداد فيها احتمالات تعاطي الماريجوانا أو الحشيش .

ويعترف الدكتور كارل نيشبور الذي يترأس الأطباء في قسم العلاج على الإدمان في مشفى بوهنيتسي في براغ بان نتيجة الدراسة قد شكلت مفاجأة شخصية له وان الدراسة انتهت إلى خلاصات مختلفة عما كان ينتظر منها مشيرا إلى أن ممارسة رياضة كرة القدم على الأقل في تشيكيا مرتبطة بثقافة البيرة حيث يتم بيع البيرة في الملاعب ويقوم ممارسو الرياضة بعد التدريبات بالتوجه مع مدربيهم إلى الحانات بشكل شبه منتظم.
ورأى أن الأمر يتوقف أيضا على نوعية المجموعة التي يتواجد فيه الرياضي مشيرا إلى أن المحتوى الاجتماعي غير الصحي لبعض أنواع الرياضة يؤدي إلى تناول الكحول في اغلب الأحيان والى ممارسة التدخين ولعب القمار .

وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن ممارسة رياضة الملاكمة ورياضة الكيك بوكس مرتبطة بخطر كبير للإدمان على الماريجوانا. ويؤكد الطبيبان التشيكيان أن ما توصلا إليه من نتائج تتوافق مع أبحاث مماثلة أجريت في العالم مشيران إلى أن الدراسة التي قامها بها قد أظهرت أن الرياضات الفردية أو الجماعية الأخرى تتواجد في وضع حيادي من حيث إمكانية تاثيرهما في الإدمان على الكحول أو المخدرات أو القمار .
وأشارت الدراسة إلى أن من أسباب وجود احتمالات كبيرة بالتأثير السلبي للرقص على موضوع الإدمان هو أن مسابقات الرقص في الأغلب تحدث في الفنادق والمطاعم ولذلك يتم بعد ممارسة التدريبات أو المبالغات الوصول بيسر وسرعة إلى الكحول أما موضوع العلاقة بين الملاكمة وبين تعاطي الحشيش أو الكحول فيعود إلى الاحترام القليل من قبل الملاكم لجسمه لأنه عندما يقبل شخص بان يتعرض رأسه للكمات والإصابات سيستوعب بشكل اقل خطر الإدمان .

ويرى الدكتور نيشبور بان ممارسة الرياضة الاحترافية العالية تزيد خطر الإدمان أيضا بشكل كبير لأنه في النشاطات التي تعتمد على الحركة البدنية تتواجد أحاسيس ومشاعر عالية لأنه يظهر إلى جانب الفوز والانتصار خيبة الأمل والإحباط من الإخفاق ولذلك يحاول البعض حل هذا الأمر عن طريق التوجه إلى الحانات وتعاطي الكحول. ويؤكد أن المشاعر السلبية تثير في الكثير من الأحيان الرغبة والشهية بشرب الكحول في حين انه على العكس من ذلك فان ممارسة النشاطات البدنية الاستجمامية تحسن المزاج وتخفض الشعور بالضيق والتوتر وتساهم في توفير الاستقرار النفسي المرتفع. ورأت الدراسة أن ممارسة اليوغا تستطيع أن تضعف الرغبة بتعاطي الكحول في حين أن المشي السريع على جهاز المحاكاة يضعف الرغبة بالتدخين.