أثار نبأ الكشف عن عصابة ضخمة لبيع لقاحات فاسدة في مقاطعة شاندونغ استياء وقلق المواطنين في الصين.

وتضم عصابة اللقاحات الفاسدة مئات الأشخاص، وشمل نشاطها 24 إقليما ومدينة صينية، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية. وأثارت أنباء اليوم عن وفاة طفل بعد تلقيه تطعيما المزيد من الغضب، رغم أن المسؤولين أكدوا أن وفاته ليس لها صلة بفضيحة اللقاحات في شاندونغ.

وشهدت الصين العديد من الفضائح الصحية وفضائح السلامة في السنوات القليلة الماضية.

"أليست هذه إبادة جماعية؟"

وذكرت تقارير أن عصابة اللقاحات الفاسدة تنشط منذ عام 2011. وتثور مزاعم بأن زعيمتي العصابة، وهما امرأة وابنتها جرى اعتقالهما، اشتريتا اللقاحات من مصادر مصرح بها وأخرى غير مصرح بها قبل بيعها بأسعار باهظة لوكلاء غير معتمدين أو مراكز محلية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، حسبما ذكرت وكالة شينخوا الرسمية للأنباء.

ولم تُحفظ اللقاحات بشكل مناسب في المبردات ولم تنقل وفقا للشروط المعتمدة، وقدرت قيمتها بـ88 مليون دولار.

وهذه اللقاحات التي ربما تعرضت للتلاعب يمكن أن تسبب الإعاقة والوفاة، بحسب شينخوا. ورغم أن السلطات كان لها علم بهذه العصابة منذ أبريل/ نيسان العام الماضي، فإنها لم تعلن عن أنشطتها حتى وقت متأخر من يوم الجمعة حينما أصدرت دعوة تطالب الموردين بتقديم المساعدة لتعقب الضحايا المحتملين.

وأثار هذا حالة من السخط مطلع الأسبوع الجاري بعد أن تساءل الآلاف من مستخدمي موقع "سينا ويبو" الاجتماعي للتدوينات الصغيرة عن سبب التأخر في تحرك السلطات.

وقال أحد المستخدمين: "هذه قضية ضخمة ولم يخرج مسؤول رقابي واحد ليعتذر، ولم يقدم شخص واحد استقالته...وهذا النظام الذي لا يهتم إذا عاش المواطنون العاديون أو ماتوا يصيب أنفسنا بالضيق".

وكتب مستخدم آخر: "24 مقاطعة و5 سنوات بالفعل، وكم طفل! لقد مر تقريبا عام وبعد ذلك يكشفون النقاب عن هذا! أليست هذه إبادة جماعية؟ لا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى سخطي وغضبي من هذا الأمر".

height=360

السلطات كشفت المزيد من التفاصيل عن اللقاحات الفاسدة

وتحركت السلطات على ما يبدو ردا على حالة الغضب الشعبي والمطالب بتوفير المزيد من المعلومات من خلال تعهدها اليوم بمعاقبة المسؤولين عن هذه الفضيحة.

وأعلنت السلطات أيضا عن تفاصيل تتعلق باللقاحات المتضررة والتي شملت لقاحات لمكافحة شلل الأطفال وداء الكلب والتهاب الغدة النكافية والتهاب الدماغ، والتهاب الكبد الوبائي وداء المكورات السحائية.

تراجع ثقة المواطنين

وأكدت السلطات في مقاطعة غوانغدونغ اليوم أنها بدأت تحقيقات في وفاة طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، لقي حتفه في أوائل مارس/ آذار الجاري بعد أيام من منحه لقاحات ضد شلل الأطفال وداء المكورات السحائية.

وبالرغم من تأكيد السلطات أن وفاة هذا الطفل ليس لها صلة على ما يبدو بفضيحة لقاحات شاندونغ الفاسدة، فإنها لم تفلح في منع المواطنين المتشككين من الربط بينهما.

وعبر موقع "سينا ويبو"، قال أحد المستخدمين: "إذا كان السبب الدقيق (لهذه الوفاة) لا يزال قيد التحقيق، كيف تقول بالفعل إنه ليس له صلة باللقاحات المشبوه فيها. إنك تضع نفسك (السلطات) في مأزق".

واهتزت ثقة المواطنين في النظام الصحي ونظام السلامة الغذائية في الصين جراء عدد من الفضائح في السنوات الأخيرة، أبرزها عام 2008 حينما اكتشف إضافة مادة الميلامين إلى مسحوق حليب الأطفال، ما أدى إلى وفاة ستة أطفال وإصابة 300 ألف آخرين بالإعياء.