كثير من النساء وحتى بعض الأطباء لا يدركون الخطر الذي يشكله مرض القلب على النساء عموما.& ويقول المدير التنفيذي لمؤسسة القلب البريطانية سايمون غيليسبي ان مرض القلب "خطر صحي مقلق بصفة خاصة على المرأة وهو يأتي بعد الخرف بوصفه أكبر سبب لموت النساء في بريطانيا".&

وقال البروفيسور بيتر كولنز استشاري أمراض القلب انه ما زال هناك اعتقاد شائع بأن المرأة لا تُصاب بمرض القلب. وأضاف ان وعي المرأة يكون أعلى بحالات مثل سرطان الثدي ولا تدرك ان مرض القلب التاجي يمكن ان يكون خطرا أكبر على حياتها.& "ونتيجة لذلك فان نساء يموتن بلا مبرر".

وتكون احتمالات الموت من النوبة القلبية الأولى أكبر بين النساء منها بين الرجال ـ 26 في المئة مقابل 19 في المئة، بحسب دراسة نُشرت نتائجها في شباط(فبراير).& وتعود الأسباب الرئيسية الى التأخر في التشخيص والعلاج.

وقال الدكتور لا كسمي ميهتا الاخصائي بأمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة ولاية أوهايو الأميركية ان تشخيص مرض القلب في النساء ما زال دون المستوى ولا يُعالج المرض بمعدلات تتناسب مع عدد الاصابات.&

ويعود أحد الأسباب الى ان احتمالات ظهور اعراض مرض القلب مثل الضغط في منطقة الصدر والشعور بألم في الكتف أو الذراع تكون أقل بين النساء رغم ان خطورة المرض لا تقل عن خطورته بين الرجال.& واكتشفت دراسة نُشرت عام 2014 ان 70 في المئة من النساء يصفن هذه الأعراض بأنها بوادر انفلونزا دون آلام في الصدر على الاطلاق.&

قد لا تكون الأعراض آلام في الصدر

ونقلت صحيفة الديلي ميل عن البروفيسور بيتر كولنز قوله ان الأعراض في المرأة قد تكون الماً في الظهر أو حتى نوبة غثيان وتقيؤ دون آلام في الصدر.

ومن الجائز ان يطمئن الطبيب المرأة المصابة بنوبة قلبية الى ان اعراضها شيء آخر تماما مثل الربو أو القلق أو عسر الهضم أو توقف العادة الشهرية أو مجرد وعكة ، كما تلفت البروفيسورة مايا ليزا لوكين استاذة الطب الوقائي في المستشفى الجامعي لمنطقة شمال النرويج.& وقالت لوكين "ان طبيب العائلة في أحيان كثيرة لا يرى بوضوح ان المرأة التي يفحصها بهذه الأعراض يجب ان تُنقل الى المستشفى على الفور".

وتكون النوبة القلبية نتيجة انسداد في الشريان التاجي بسبب تراكم الصفائح الدهنية بحيث تعيق تدفق الدم الى القلب أو تؤدي الى تجلط يقطع إمداد الدم.& ويمكن ان يتسبب الشريان المسدود في تعطيل ايقاع القلب مؤديا الى سكتة قلبية حين يتوقف القلب عن ضخ الدم الى انحاء الجسم وتعقب ذلك الوفاة في غضون دقائق إذا لم يُنعَش القلب مجددا.& والحالة الأكثر شيوعا ان الانسداد يمنع تدفق الدم الى جزء من القلب ويزيد بذلك خطر اصابته بتلف دائم كلما طال أمد الانسداد.

وقال البروفيسور كولنز ان النوبة القلبية النسائية تحدث عادة نتيجة وجود صفائح دهينة تسبب انسدادا تدريجيا وليس نتيجة حدوث تمزق مفاجئ كما هو الشائع بين الرجال.&&

وحين تُشخص النوبة القلبية يكون علاجها أقل نجاحا في المرأة.& فالمصاب يُعالج عادة بإدخال بالون ودعامة لتوسيع الشريان المسدود ولكن شرايين المرأة تكون أصغر ولأنها تكون في المتوسط 15 سنة أكبر من الرجل حين تُصاب بالنوبة القلبية الأولى فان نسيج قلبها ايضا يكون أقدم وبالتالي أقل مرونة.

ومن بواعث القلق الأخرى عدم تشخيص المرأة المعرضة لخطر النوبة القلبية ، كما اشارت نتائج بحث قُدم في مؤتمر الكلية الاميركية لأمراض القلب في آذار (مارس) الماضي.&
وأظهرت دراسة اكثر من 1000 امرأة ان كثيرات ممن لديهن عامل على الأقل من العوامل التي تزيد خطر اصابتهن بنوبة قلبية لم يحذرهن الأطباء من هذا الخطر.& ومن هذه العوامل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو وجود تاريخ من الاصابة بمرض القلب في العائلة أو عدم انتظام الدورة الشهرية.& وبدلا من التحذير نُصحت النساء بخفض اوزانهن.&

وقال الدكتور نويل بيري ميرز المختص بدراسة المرأة ومرض القلب في المؤتمر ان منع اصابة المرأة بمرض القلب لا يكون بمجرد تخفيض الوزن بل يتطلب فحص ضغط الدم والكولسترول ومستوى السكر في الدم والتمارين البدنية ، كما في حالة الرجل.&

ومن المشاكل الأخرى في تشخيص مرض القلب عند المرأة ان قلبها أصغر والأوعية الدموية المحيطة تجعل فحصها أصعب.&

كما ان استخدام جهاز المشي الكهربائي لمراقبة نبض القلب أو تدفق الدم اثناء زيادة ايقاع التمرين لتشخيص أي مشاكل في قلب الرجل لا يعمل بالفاعلية نفسها مع المرأة لأنها على الأرجح تفتقر الى العضلات التي تساعدها على المشي فترة طويلة بما فيه الكفاية للكشف عن وجود أي مشاكل في قلبها.

ولكن الأنباء الطيبة ان هناك الآن طريقة جديدة لفحص الدم تتسم بدرجة أعلى من الحساسية لتشخيص النوبات القلبية النسائية بدقة اكبر.& واكتشفت دراسة ان الفحص الجديد زاد معدل التشخيصات مرتين بين النساء.
اعداد عبد الاله مجيد&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

&

&

&