رغم ما هو معروف عن أن الوجبات السريعة تحوي نسبة منخفضة من المواد الغذائية الصحية ونسبة عالية من مكونات منها السكر والملح، إلا أن بحثاً حديثاً أجري على مجموعة من حيوانات التجارب أظهر أن النظام الغذائي الغني بالوجبات السريعة قد يُلحِق الضرر بالكلي على غرار ما يُحدِثه النوع الثاني من داء البول السكري.

وفي تلك الدراسة، التي نُشِرَت بمجلة علم وظائف الأعضاء التجريبي، تم إطعام فئران التجارب وفق نظام غذائي يتألف من مجموعة وجبات سريعة من بينها قطع شوكولاته، حلوي مارشميلو، بسكويت وجبن على مدار 8 أسابيع. فيما تم إطعام مجموعة فئران أخرى بطعام تشاو الذي يحتوي على 60 % دهون طوال 5 أسابيع.

وبتحليل مستويات السكر في الدم لدى فئران التجارب ومهمة نواقل السكر بالدم في كلي الفئران، كان بمقدور الباحثين أن يروا ما لحق بكلي الفئران التي تناولت وجبات سريعة وأطعمة دهنية مقارنة بكلي الفئران المصابة في الأساس بداء البول السكري.

وقال هافوفي شيشغر، الباحث الرئيسي بالدراسة والمحاضر البارز في العلوم الطبية الحيوية بجامعة أنجليا روسكين في المملكة المتحدة " تعرضت كل المجموعات لتأثيرات سلبية ( متشابهة للغاية ) وزيادات في مستويات السكر بالدم". 

ونظراً لمحدودية الدراسة واستعانتها بفئران وليس أشخاص، فقد جاءت النتائج بطريقة لا يمكن استقرائها مع البشر. ونقلت في هذا السياق مجلة "التايم" الأميركية عن دكتور دافيد كاتز، مدير مركز أبحاث الوقاية التابع لجامعة ييل، وهو لم يشارك بتلك الدراسة، قوله " تُقَدِّم الدراسات التي تجرى على الحيوانات رؤى بخصوص الآثار المحتملة لدى البشر، لكنها نادراً ما تقدم إجابات حاسمة وواضحة".

وتابع كاتز "وتكون الأبحاث التي تجرى على الحيوانات أكثر وضوحاً حين تُفَسَّر في السياق العام للأدلة الثابتة. وفي تلك الحالة، علمنا بشكل مؤكد بالفعل أن الوجبات السريعة ليست جيدة بالنسبة لنا. ولهذا لم تأت تلك النتيجة لتشكل مفاجأة كبرى".

وهذه ليست الدراسة الأولى التي تُبرِز مساوئ الأطعمة السريعة بعيداً عما هو معروف عنها من دور مباشر في زيادة الوزن ( وبالأخص منطقة الخصر )، حيث ثبت كذلك أنها تضر بالهرمونات، تغير حاسة التذوق وتزيد خطر مشاكل الصحة العقلية.

وثبت أيضاً أن تناول الأطعمة السريعة من الممكن أن يغير كذلك الطريقة التي تتفاعل بها أجسامنا مع بعض الأطعمة. حيث سبق أن وجدت دراسة صغيرة أجريت في نيسان/ أبريل عام 2015 أن تناول الأطعمة المصنعة على مدار 5 أيام فقط يعد أمراً كافياً لتغيير الجانب المتعلق بالتمثيل الغذائي لدى الأشخاص الأصحاء بشكل كبير.

كما وجدت دراسة بحثية حديثة أن السير على نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة من الممكن أن يعرض الأشخاص أيضاً لمواد كيميائية ربما لا يعلمون أنهم يقومون بتناولها. 

أعدت إيلاف المادة عن صحيفة التايم، المادة الأصل على الرابط الآتي

http://time.com/4322930/how-junk-food-wrecks-your-body/?xid=newsletter-brief#4322930/how-junk-food-wrecks-your-body/?xid=newsletter-brief