تقع سانتو دومينغو عاصمة جمهورية الدومانيكان عند مصب نهر اوزاما في البحر الكاريبي ما يجعلها بوابة الى كل مناطق بحر الكاريبي التي تعكس على طبيعتها جمالا غير عادي من مناطق جبيلة وحتى ساحلية.
نهى أحمد من سان خوسيه: صنفت سانتو دومينغو كأقدم مستعمرة أوروبية في القارتين الأميركيتين وأول مستعمرة أسبانية أسسها كريستوفر كولومبس عام 1492 ما يعني انها كانت محطة لحضارات شعوب كثيرة . يلمس الزائر ذلك من خلال المعالم الأثرية الكثيرة بالأخص الحي القديم، فالأزقة و الحانات والبيوت الصغيرة تعود في بنائها الى القرنين الـ 15 و16 وتركت على حالها حفاظا على تاريخ المدينة لذا وضعت عام1990 على لائحة منظمة اليونسكو لحماية الآثار.
شبكة مواصلات جيدة
أدركت الحكومة في الدوامنيكان أهمية المواصلات لقطاع السياحة فركزت على تحسين شبكة مواصلات على كل الأصعدة، من قطارات داخلية وحتى وسائل نقل بحرية وبرية وجوية ، حيث يوجد إضافة الى المطار الدولي 8 مطارات داخلية، الأمر الذي يسهل الوصول الى أبعد المناطق السياحية وبأسعار متهاودة. لكن قد يكتفي الزائر بالعاصمة لما يتوفر فيها من معالم أثرية وشاطئ رملي رائع زرعت على امتداده أشجار النخيل.
ولمحبي المعالم الأثرية هناك متحف دي لاس كاساس ريال وبني في القرن ال16 ويجمع اندر المقتنيات منها سجادات حائط وخرائط تظهر جغرافية مناطق كثيرة من القارة ما قبل أكثر من ألف عام .
أما على ضفة نهر أوزاما فهناك قلعة تاريخية تعود الى القرن الـ15 حيث شهد فترة الاستعمار الاسباني وتعكس سر بناء القلاع في ذلك الوقت ووسائل الحماية من هجمات القراصنة. والحجارة التي بنيت بها مازالت على شكلها القديم وهناك خرافة تقول بان أيدي سحرية صبت هذه الحجارة. ويمكن للزائر إعادة عقارب الساعة بتسلله عبر الأنفاق السرية في القلعة التي كانت سجنا ومشاهدة الرسوم والعبارات التي تركها المساجين يومها وكأنها رسائل من الماضي السحيق.
وتعتبر ساحة بلازا دي لا كولتور أي ساحة الثفاقة في سانتو دومينغو تجمعا لكل أنواع الثقافات وتجمع عدة متاحف منها المتحف الكاريبي التاريخي ومتحف الفنون العصرية ومتحف الطبيعيات والمسرح الوطني. وهو القلب النابض للحركة الفنية والثقافية في البلد، ومن يريد حضور اي نشاط فيه عليه ان يلبس الملابس الرسمية.
حديقة النباتات
ولمحبي الطبيعة وفرت العاصمة لهم حديقة النباتات وهي الأكبر والأجمل في الكاريبي حيث زرعت فيه أنواع نادرة من الأزهار والنباتات، منها أكثر من 200 نوع من زهرة الاركيديا وأشجار نخيل يحوم حولها أنواع من الطيور لا توجد في مكان آخر فيحسب الزائر نفسه في عالم آخر وسط تغريد العصافير وأريج الأزهار. وعلى مسافة غير بعيدة حديقة ميرادور التي زرعت بأنواع مختلفة من الأشجار وتطل مباشرة على الكاريبي ويمكن للزائر التمتع بالمنظر بالجلوس على المقاعد المنتشرة بوفرة فيها.
ومن يريد مشاهدة أعماق البحر دون الغوص فيها ما عليه سوف زيارة حوض الأسماك الوطني. فعبر نفق زجاجي ممتد تحت البحر يمكن مشاهدة أجمل الأسماك وأغربها وأخطرها مثل سمك القرش والشفنين المسطح الشكل والزلاحف الضخمة. ولعشاق الغوص يمكنهم التوجه الى أجمل الأماكن غير البعيدة عن العاصمة مثل بوكا شيكا والتي تتضمن كهوفا غريبة الأشكال والتكوينات وحقول مرجان رائعة الألوان.
27 شلالا
أما ريو داماخواغوا فيعد البلد الوحيد في اميركا الجنوبية الذي يضم 27 شلالا، وهي منطقة جبيلة وعرة تقع شمال العاصمة وتحولت الى منتجع سياحي خاص لمحبي المغامرات، فهناك يمكن ممارسة التزحلق في الماء المنحدر بشدة او القفز من المرتفعات.
كما وان للغوص في أعماق مياهها متعة غير عادية لتواجد أسماك تسبح بين السباحين. ويقصد الكثيرون عاصمة الدومانيكان في أوقات الكارنفال وهي كل يوم أحد من شهر فبراير وحتى أول أحد من شهر مارس. ليس له طابع جمالي فحسب، فالى جانب ملابس الكرنفال الملونة الجميلة يلبس العارضون ملابس سحرة وشيطانين بسبب الاعتقادات السائدة حتى اليوم وملابس الهنود الحمر سكان البلد الاصليين . ولا تخلو حياة الليل من التشويق حيث المطاعم المنتشرة على طول الشاطئ والملاهي ورقص السلسا والميرينغا في الشوارع حتى الصباح وهي رقصة يعود اصلها الى سكان الدومانيكان شبيهة بالتانغو.
التعليقات