ينكب علماء على تطوير لقاح لداء السكري تبدأ تجاربه السريرية في العام المقبل، بعدما انتهت التجارب على الفئران بنجاح. الملفت في هذا اللقاح إن ثبت أنه آمن أنه قد يعتبر علاجًا لأمراض أخرى كنزلات البرد والتهاب القلب والتهابات الأذن.
إيلاف: بعد سنوات طويلة من الدراسات الأولية، يتحضر أخيرًا باحثون في جامعة تامبيري في فنلندا لاختبار لقاحهم الخاص بمعالجة السكري من خلال التجارب السريرية.
وها هم بعد توصلهم إلى أدلة تثبت أن ذلك العلاج الجديد يحول دون إصابة الفئران بالنوع الأول من داء البول السكري، يتحضر الفريق البحثي الآن لاختبار النموذج الأولي من هذا اللقاح على البشر، بغية الوقوف على حقيقة جدواه الطبية.
اختبارات سلامة
أشار تقرير نشرته اليوم في هذا الخصوص مجلة "نيوزويك" الأميركية، إلى أن الجهد البحثي الحالي يعنى بدراسة فيروسات معوية معروف عنها تسببها في حدوث بعض الأمراض، موضحة أن تلك الفيروسات المعوية هي فيروسات مادتها الوراثية عبارة عن الحمض النووي الريبوزي، وترتبط بكثير من الأمراض البشرية، التي من بينها شلل الأطفال، نزلات البرد، أمراض اليد، القدم والفم وأمراض أخرى كثيرة.
تابعت المجلة بلفتها إلى أن الباحثين، بقيادة خبير الفيروسيات هيكي هيوتي، نجحوا في تحديد أنواع الفيروسات المعوية المسؤولة عن الإصابة بالنوع الأول من داء البول السكري. وانطلاقًا مما لديهم من معلومات، شرع الباحثون في تطوير لقاح أولي يساعد الجهاز المناعي على تحديد الفيروس المسؤول والتصدي له في مساراته.
هذا وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على فئران التجارب أن اللقاح التجريبي آمن وفعّال في ما يخص منع حدوث المرض، وهو ما أعطى بارقة أمل لهيوتي وزملائه في ما يتعلق بجدوى إجراء تلك التجارب البشرية. ونوّهت المجلة في هذا السياق بأن المرحلة الأولى من التجارب السريرية، التي ستبدأ في العام المقبل، سوف تركز على مجموعة صغيرة من البالغين من أجل التحقق من أن اللقاح آمن بالفعل.
تحصين الأطفال
إذا نجحت الدراسة، فسيقوم الباحثون بعدها بدراسة مسألة التحصين لدى الأطفال الصغار، وذلك للتحقق مرة أخرى من أن اللقاح آمن.
وإذا أسفرت تلك المرحلة الثانية من الاختبارات عن نتائج ايجابية، فينتظر أن يتم اختبار اللقاح على عدد أكبر للتحقق مما إن كان يحول بالفعل دون الإصابة بالنوع الأول من داء البول السكري، وهي العملية التي ينتظر أن تستمر على مدار 8 أعوام للانتهاء منها كاملة.
من الجدير ذكره أن الباحثين يسعون منذ عقود طويلة إلى تحليل العلاقة بين الفيروسات المعوية والنوع الأول من السكري، وقد تركزت الدراسات على مجموعة معينة من الفيروسات، التي تصيب بشكل مباشر تلك الخلايا المنتجة للأنسولين.
مدخل لعلاجات أخرى
ونظرًا إلى تسبب الفيروسات المعوية في كثير من الأمراض، فإن الباحثين متفائلون باحتمال أن يساهم اللقاح التجريبي المبدئي في إنتاج لقاحات أخرى تعنى بمعالجة أمراض إضافية من بينها نزلات البرد.
وقال هيوتي في بيان: "الهدف هو تطوير لقاح يمكنه منع عدد كبير من حالات الإصابة بالنوع الأول من داء البول السكري. كما إن اللقاح سيوفر الحماية من الأمراض التي تنتج من فيروسات معوية مثل نزلات البرد، التهاب عضلة القلب، التهاب السحايا والتهابات الأذن. ومع هذا، فإنه، وفي ضوء البحوث الحالية، فلن يتم استخدام اللقاح في علاج السكري بوضعيته القائمة".
أعدّت "إيلاف" التقرير نقلًا عن مجلة "نيوزويك" الأميركية، الرابط الأصلي هنا:
http://www.newsweek.com/diabetes-vaccine-entering-human-testing-could-also-prevent-common-cold-641366
التعليقات