بسبب إجراءات وباء كورونا، اضطرت الحوامل إلى الذهاب غالبا بمفردهن إلى المستشفيات؛ فإجراءات السلامة تعني أنه على المرافقين الانتظار في السيارات أو خارج المستشفى. وهذا يعني أن بعض النساء سيتلقين الخبر القاسي بعدم استمرار الحمل بمفردهن.
تحدثت مراسلة بي بي سي نيوز، فيبيكا فينيما، مع نساء مررن بهذه التجربة الصعبة.
"لن أعيد المحاولة مجددا"
عندما اكتشفت هيلي بوشر، 40 عاما، أنها حامل في نهاية شهر مارس/آذار، شعرت بالتوتر - فهي كانت قد فقدت ثلاثة أجنّة من قبل، وكانت تخضع للرعاية في وحدة الإجهاض المتكرر في مستشفى سانت ميري في لندن. احتاجت مرة مساعدة عاجلة للحصول على نتائج اختبارات دم كانت قد أجرتها، لكنها عندما اتصلت بالمستشفى قيل لها إن طبيبها كانت في حجر منزلي وإن الوحدة مغلقة.
كانت خدمات تنظيم الأسرة قد عُلّقت لأن موظفيها كانوا قد أرسلوا للعمل في خدمات الطوارئ. "اختفى كل ما كان موجودا لمساعدتي. اختفى الجميع فجأة"، تقول هيلين.
تجارب نساء في مصر يفكرن بتأجيل الحمل أثناء وباء كورونا
بقلق كبير، أرسلت رسالة إلكترونية للمستشفى المحلي، ولطبيبها واتصلت بخدمة الإسعاف 111، لكن لم يستطع أحد مساعدتها. "تجاوز توتري كل الحدود. أذكر أني بكيت وبكيت على الهاتف لأن أحدا لم يعرف ما الذي كان يحدث. كانت حالة فوضى".
وفي نهاية الأمر، حجز لها موعد لإجراء فحص بالأشعة فوق الصوتية في مشفى آخر، وبسبب القيود التي فرضها انتشار فيروس كورونا، لم يسمح لشريكها، دان، الدخول معها. ولم تكن الأخبار التي سمعتها سارّة.
"كل من المفزع معرفة أن قلب طفلي قد توقف عن النبض، بينما كان شريكي يجلس خارجا منتظرا في المرآب. كان علي الخروج وإعلامه بالخبر الحزين بنفسي".
بعدها بأسبوعين عادا للمستشفى لمناقشة الحلول المطروحة. مجددا، كان دان في السيارة وهيلين داخل وحدة الولادة المبكرة لغرض الإجهاض.
سألت هيلين الممرضة عن الطريق. وعندما شرحت هيلين لها أن جنينها قد توقف نبضه وهي في طريقها للإجهاض، بدأت الممرضة بالبكاء، وقالت لها "فقط لو أستطيع احتضانك".
بقي دان في السيارة، يتخيل ما تمر به هيلين داخل المستشفى. كان شعورا غريبا بالنسبة له وهو يرى الناس يتسوقون ويتحدثون، بينما هو غير قادر على أن يكون معها.
داخل المستشفى، كانت هيلين تعيش أكثر ما كانت تخشاه. أعطيت أدوية للتسريع من عملية الإجهاض واقترح الأطباء أن تبقى ليلة في المستشفى. لكن كل ما كانت تريده هو العودة إلى دان. "كنت منفعلة جدا ولم أستطع أن أسمع أو أرى شيئا".
بعد ذلك بأربع ساعات، خرجت هيلين من المستشفى، وعادا إلى المنزل بانتظار أن تأخذ الأدوية مفعولها، ولم يكونا مستعدين لما سيحدث. "انتهى بي المطاف بتقلصات لا تطاق، وتقيؤ، وشبه إغماء من شدة الألم. كانت تجربة مروّعة بحق".
لم يعرف دان ما الذي كان عليه فعله وكان يبحث بيأس عن أي نصيحة عبر الإنترنت. "كنت أبعث رسائل إلكترونية وأكتب رسائل على إنستغرام. كان أمرا خطيرا أن أضطر لأن أسأل غوغل بدلا من المختص عما كان يحدث مع هيلين".
بعدها بأربع ساعات هدأ الألم وخف النزيف، والآن تدرك هيلين أنه كان خطأ العودة إلى المنزل، وتقول إنه لو كان بإمكان دان أن يكون معها في المستشفى لبقيت هناك.
كانت تجربة مروّعة لهما وقررا عدم تكرارها مجددا، لذا اتخذا قرار التبني.
______________________________________
"استغرقت العملية أشهرا"
تماما قبل فرض إجراءات الإغلاق العام، وتحديدا يوم 16 مارس/آذار، اكتشفت فاطمة رائد أنها كانت حامل. كانت الشابة ذات الـ25 عاما قد خسرت جنينا قبل عام، لكن هذه المرة لم يكن هناك أي مؤشر على أي وجود مشكلة صحيّة. "كان بطني مكورا، وكنت أتوحم على شوكولا ريفيلز.. كنت متأكدة 100% أنني كنت حامل".
لاحظت ابنتها ذات الست سنوات انتفاخ بطنها وبقيت تستفسر منها ما إذا كانت في بطنها جنين أم لا، وقبيل موعد فحص الشهر الثالث، أجابتها فاطمة بالإيجاب. لكن الفحص كشف عن أن فاطمة لم تكن في حالة حمل؛ لم يكن هناك جنين داخل رحمها - كانت تلك حالة تعرف بالبويضة التالفة. تحدث هذه الحالة عندنا يموت الجنين في بداية الحمل في حين يستمر تطور نمو الكيس المحيط به.
"كان الأمر مربكا جدا لأنني لم أسمع في حياتي عن هذه الحالة. بكيت بشدة".
اتصلوا بزوجها، زاك، الذي كان في المرآب، لمناقشة الخيارات المتاحة. أرادت فاطمة أن تجري عملية "لإنهاء الأمر"، لكن قيل لها إن الإجراءات تقتضي تقليل عدد العمليات لأقصى حد ممكن في ذلك الوقت، لذا وافقت على العودة إلى البيت والانتظار حتى تأخذ الطبيعة مجراها.
وكان عليها أن تشرح لصغيرتها أنها لن تصبح أختا كبرى - وبقيت تنتظر الإجهاض. لكن لم يتغير شيء لثلاثة أسابيع، وبقيت نتيجة الاختبار تشير إلى أنها حامل.
بعد ذلك، وصف لها الأطباء حبوبا لتسريع العملية. وفي البيت، نزفت فاطمة بغزارة وعانت ألما شديدا. وتمنت أن تكون الأمور قد انتهت هكذا، لكن الاختبار الذي أجرته يوم 29 يونيو/حزيران آشار إلى أنها لم تتخلص من كل شيء.
وبعد إجراءها مسحا في مشفى ساليزبري، تبين وجود جزء كبير من أنسجة الحمل، لذا كان التدخل الجراحي هو الحل الوحيد. يسمى هذا الأجراء بالشفط اليدوي، وكانت تحت تخدير موضعي.
عاشت فاطمة بعدها ثلاثة أيام من الألم. "التفت إلى زوجي وقلت له.. يا إلهي.. هناك خطأ.. فهذا الألم غير طبيعي". أخذها زاك إلى غرفة الطوارئ وطلب منه بداية الانتظار في الخارج، لكن فاطمة رفضت ذلك.
بعدها بيومين استيقظت على ألم مبرح، وهي تنزف بشدة، لكنها كانت مترددة بشأن الذهاب مجددا إلى المستشفى. "شعرت وقتها أننا أبالغ وأنني أضيع وقت الناس".
اتصلت بالإسعاف وطلبت سيارة إسعاف. أظهر الفحص أن أنسجة الحمل كانت لا تزال موجودة، فأدخلت في عملية طارئة يوم 17 يوليو/تموز للتأكد من أي شيئ لم يترك من تلك الأنسجة.
لو لم يكن مرض كوفيد-19 منتشرا، لاستطاعت فاطمة إجراء عملية بعد فحص الأشهر الثلاثة الأولى. ولكن بدلا من ذلك، استغرقت عملية الإجهاض شهرين وكثيرا من زيارات المستشفى، وكانت طوال تلك الفترة تحاول إخفاء توترها عن ابنتها.
يقول المتحدث باسم مستشفى مقاطعة ساليزبري: "خلال الوباء حاول موظفونا أن يؤدوا عملهم بتعاطف ورعاية والتزام خاصة عند مساعدة مرضى يمرون بظروف صعبة ومزعجة".
والآن أصبح بإمكان الشركاء مرافقة النساء الحوامل في الفحص بعد الأسبوع 20 مع المحافظة على كل الإجراءات المطلوبة.
التعليقات