شهد الشارع المصري سلسلة من الجرائم المروعة خلال عام ونصف العام تقريبا، كان العامل المشترك بينها أن الجاني ذكر والمجني عليها أنثي رفضت الزواج أو الارتباط به.
ووقعت أحدث جريمة يوم الأربعاء، إذ أقدم موظف بجامعة القاهرة يدعى أحمد حسين، 35 سنة، على قتل زميلته نورهان مهران، 32 سنة، رميا بالرصاص في مقر عملهما داخل حرم الجامعة، وفر هاربا إلى محافظة مطروح شمالي العاصمة، ثم انتحر حينما داهمت الشرطة مكان اختبائه.
وحسب مصدر أمني وما قاله مقربون من نورهان لبي بي سي، فإن "المتهم ارتكب جريمته بدافع الانتقام من الضحية لرفضها الزواج منه".
وقال والد الضحية لوسائل إعلام محلية إن المتهم لم يتقدم لخطبة ابنته رسميا، مشيرا إلى أنه أحرق سيارتها من قبل لشهادتها ضده في تحقيق إداري بالجامعة انتهى لإدانته، وتم حبسه وبعد خروجه من السجن ظل يطاردها ويهددها حتى نفذ تهديده بقتلها.
سلسلة جرائم متشابهة
جريمة قتل موظفة جامعة القاهرة هي العاشرة بين سلسلة جرائم متشابهة اكتسبت شهرة إعلامية وقعت ابتداء من منتصف العام الماضي.
ففي 20 يونيو/حزيران 2022، شهدت مصر الجريمة الأشهر من هذا النوع، إذ قام طالب بجامعة المنصورة شمالي البلاد يدعى محمد عادل بذبح زميلته نيرة أشرف في الشارع أمام حرم الجامعة لرفضها الزواج منه وقضت المحكمة بإعدامه، وتم تنفيذ الحكم فيه أخيرا.
وشهدت مدينة الزقازيق في محافظة، الشرقية شمالي البلاد، مقتل الطالبة الجامعية سلمى بهجت التي طعنها زميلها إسلام محمد 17 طعنة في 9 أغسطس/آب 2022، لأنها رفضت الزواج منه كذلك. وأحاله النائب العام للمحاكمة الجنائية العاجلة.
أما يوم 3 سبتمبر/أيلول 2022، فقد شهد قيام شاب يدعى أحمد فتحي، بقتل فتاة تدعى أماني عبد الكريم، بإطلاق النار عليها في الشارع بقرية طوخ طنبشا التابعة لبركة السبع بالمنوفية شمال البلاد، لرفضها الزواج منه وفر هاربا، ثم انتحر في اليوم التالي بذات السلاح وسط الزراعات.
وعلى مدار الأشهر التالية من العام الماضي وبداية العام الحالي، توالت الجرائم التي تنتهي بقتل فتيات أو سيدات لأسباب تتعلق كلها بإنهاء علاقة ما من طرف واحد، الطرف النسائي على غير رغبة الجاني.
أسباب خطيرة
دراسة حديثة مشتركة بين المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية والمجلس القومي للمرأة بعنوان "العنف ضد المرأة ..الأبعاد وآليات المواجهة"، قالت إن إن 75 في المئة من النساء في مصر يتعرضن للعنف بأشكال مختلفة.
وفي تعليقه على تلك الجرائم قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، لبي بي سي نيوز عربي: "إن جرائم القتل موجودة منذ كان يوجد فردان فقط على وجه الأرض هما هابيل وقابيل، وقيام رجل بقتل سيدة رفضته أو قيام سيدة بقتل رجل رفضها هي مجرد أسباب للقتل مثل أي أسباب أخرى".
وتابع قناوي أنه "لا يمكن أن نقول إن المسألة أصبحت خطرا بسبب كثرة جرائم قتل الرجال للسيدات، لأن هناك أيضا سيدات يقتلن الرجال لنفس الأسباب وهي الحب أو رفض الارتباط أو الانفصال".
وشدد على أن "الخطورة الحقيقية تكمن في ازدياد سلوكيات حب التملك في المجتمع بشكل كبير بين الجنسين والذي بات يمثل تهديدا حقيقيا"
وأوضح قناوي أن هذا يرجع للتربية الخاطئة التي تقوم على تلبية كل مطالب الأطفال منذ الصغر مما جعلتهم يشعرون بالإهانة عند أي رفض أو عدم تلبية مطلب لهم.
وختم قائلا إن الحل يكمن في التنشئة السليمة القائمة على تعليم الطفل منذ الصغر قبول الاختلاف وعدم تلبية كل رغباته وأن احترام رغبات الآخرين واختياراتهم هي أساس الأخلاق والدين.
وهذه الأحداث المؤسفة ليست حكرا على مصر، بل يتكرر وقوعها في المنطقة، فقد فُجع الأردنيون العام الماضي، بجريمة قتل طالبة جامعية بالرصاص داخل حرم جامعتها، حيث لقت إيمان رشيد مصرعها بعد تعرضها لإطلاق نار في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة شمال العاصمة عمان.
وبحسب شهود عيان، فإن الجاني دخل حرم الجامعة متنكراً، وأطلق 5 رصاصات نحو الطالبة، أصابت إحداها رأسها بينما أصابت 4 رصاصات أخرى جسدها، وأقدم القاتل لاحقا على الانتحار بإطلاق النار على نفسه بعد محاصرته من قبل رجال الأمن.
التعليقات