من جديد يبرز تقرير حقوقي دولي، حجم العنف الذي تتعرض له المرأة السودانية، في الصراع العسكري الدائر في البلاد، منذ الخامس عشر من نيسان (أبريل) من العام الماضي، حتى بات البعض يعتبرون المرأة السودانية، الضحية الأولى للصراع الدائر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
ويحمل التقرير الأحدث، وهو لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" ،عنوان "الخرطوم لم تعد آمنة للنساء: العنف الجنسي ضدّ النساء والفتيات في عاصمة السودان"، وهو يحوي معلومات، تبدو صادمة إلى حد بعيد، إذ يتحدث عن جرائم عنف جنسي بشعة، بحق النساء في العاصمة السودانية الخرطوم.
"اغتصاب واغتصاب جماعي"
توثق "هيومن رايتس ووتش" ، في تقريرها الصادر يوم الإثنين، 29 تموز (يوليو) 2024، جرائم اغتصاب، واغتصاب جماعي، تعرضت له نساء في الخرطوم "على نطاق واسع". وهي توجه الاتهامات بشأن تلك الجرائم إلى طرفي الحرب، لكنها تخص قوات الدعم السريع ، قيادة محمد حمدان دقلو ( حميدتي) بالقدر الأكبر من تلك الجرائم .
وتقول المنظمة، إن قوات الدعم السريع مسؤولة بشكل أكبر، لكون أن جرائم "عنف جنسي واسعة النطاق، اُرتكبت في المناطق التي تسيطر عليها في الخرطوم، وهي أفعال تشكّل جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية".
ويشتمل تقرير "هيومن رايتس ووتش"،على شهادات لاثنين وأربعين من مقدمي الرعاية والعاملين الميدانيّين، الذين أبلغوا عن 262 حالة عنف جنسي، في العاصمة السودانية، منذ بداية الحرب في نيسان/أبريل 2023 وحتى شباط/فبراير 2024.
ووفق تقرير المنظمة، فإنّ ضحايا هذا العنف هُنّ بشكل رئيسي، من "النساء والفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 9 و60 عاماً"، وقد تعرّضن خصوصاً لجرائم "اغتصاب واغتصاب جماعي". وتبرز المنظمة ضمن تقريرها، أنّه من بين الضحايا اللواتي عالجهنّ العاملون في مجال الصحة، الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش، "ماتت أربع نساء على الأقلّ نتيجة" للإصابات التي لحقت بهنّ، من جراء العنف الذي تعرّضن له.
وينقل التقرير عن ليتيسيا بدر، نائبة مديرة قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، قولها إنّ "قوات الدعم السريع اغتصبت، واغتصبت جماعياً، وأجبرت على الزواج عدداً كبيراً من النساء والفتيات، في المناطق السكنية في العاصمة السودانية". كما يشير إلى أنه و "في بعض الأحيان، اعتدى أفراد قوات الدعم السريع جنسياً، على النساء والفتيات أمام أفراد عائلاتهنّ. وأجبرت قوات الدعم السريع أيضا النساء والفتيات على الزواج".
وتؤكد بدر على أن سلوك الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، عرقل تقديم الخدمات الصحية والطبية، لكثير من اللائي تعرضن إلى العنف الجنسي المتصل بالنزاع، وهي تشير إلى أنه لم تتبق إلا منظمات قليلة، تعمل في السودان في الوقت الحالي، لتقدم الدعم ميدانيا لضحايا العنف خاصة من النساء، بسب سلوك الجيش وقوات الدعم السريع الذي يحول دون وصول المساعدات للضحايا.
مطالبات بتحقيق وحماية من الخارج
ويطالب التقرير الأخير لـ "هيومن رايتس ووتش"، كلا من الاتحاد الأفريقي والأمم المتّحدة بـ"العمل معاً فوراً لنشر بعثة جديدة لحماية المدنيين في السودان، بما فيه منع العنف الجنسي والعنف القائم على الجندر، ودعم تقديم الخدمات الشاملة لجميع الضحايا، وتوثيق العنف الجنسي المرتبط بالنزاع".
ومن جانبها تشدد ليتيسيا بدر، نائبة مديرة قسم أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"،على الحاجة إلى إجراء تحقيقات دولية، لكشف المتورطين في الانتهاكات الجنسية، التي طالت عددا من النساء السودانيات "بواسطة عناصر من قوات الدعم السريع والجيش"، غير أنه من غير المتوقع وفقا للعديد من المراقبين، أن تسمح السلطات السودانية، أو قوات الدعم السريع، بنشرأي بعثات لحماية المدنيين، أو حتى إجراء تحقيقات، فيما تعرضت له النساء السودانيات من عنف جنسي.
وتؤكد العديد من الناشطات السودانيات، المناهضات للعنف ضد المرأة، على أن الحرب الدائرة في السودان، استهدفت المرأة السودانية بشكل ممنهج ومتعمد، رغم أنها ليست ولم تكن طرفا في هذه الحرب، وتشير هؤلاء الناشطات، إلى أن المرأة السودانية باتت تعيش أوضاعا حرجة، وتتحمل أعباء إضافية، وتواجه انتهاكات خطيرة ترقى لجرائم الحرب من طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وترجع بعض الناشطات السودانيات، استهداف المرأة المتزايد خلال هذه الحرب، لشجاعتها ومشاركتها القوية في الثورة السودانية في 18 كانون الأول/ديسمبر عام 2018.
- من ينقذ النساء السودانيات مما يتعرضن له من عنف جنسي؟
- كيف يمكن توثيق تلك الجرائم في ظل هروب معظم المنظمات المحلية العاملة في السودان؟
- كيف ترون مايبرزه التقرير من أن نساء سودانيا في عمر الستين تعرضن للاغتصاب؟
- ما الذي يعنيه قول التقرير إن قوات الدعم السريع مسؤولة عن العدد الأكبر من تلك الجرائم؟
- كيف ترون مطالبة التقرير للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بنشر بعثة في السودان لحماية المدنيين وخاصة المرأة؟
- وهل تعتقدون بأن السلطات السودانية ستسمح بنشر مثل تلك البعثة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 31 تموز/ يوليو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected]
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
التعليقات