دونيتسك: يتواصل القصف الاحد على دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا بعد مرور شهر على توقيع هدنة بين المتمردين وكييف بدعم من الكرملين لوقف ستة اشهر من المعارك، واسفر عن سقوط قتيلين.

ودوت اصوات المدفعية التي قصفت دونتيسك بعد شهر بالضبط من توقيع الاتفاق، الذي تضمن 12 نقطة بين الانفصاليين وممثلين من كييف، لمحاولة وقف النزاع الذي ادى الى مقتل اكثر من 3300 شخص في شرق اوكرانيا. واعلنت بلدية دونيتسك مساء الاحد ان مدنيين قتلا واصيب ثمانية اشخاص بجروح جراء القصف المدفعي في عدد من احياء المدينة.

وقالت يكاترينا مانانيكوفا (31 عاما) "لا يوجد وقف اطلاق نار. هل تسمع" مشيرة باتجاه مطار دونتيسك، الذي كان في يوم من الايام احد معالم اكبر مدن شرق اوكرانيا، والذي تحول الان الى مسرح للمعارك.& وقال فيتالي شورا (29 عاما) باستهزاء "لقد تم اعلان السلام. كم مرة يجب اعلانه حتى يصبح فاعلا؟ ثلاث، اربع مرات.. اعتقد ان الجيش الاوكراني حاول الحفاظ على السلام، ولكن الانفصاليين هاجموا المطار". وتقول اوكرانيا ان 75 جنديًا ومدنيًا قتلوا منذ الاعلان الرسمي عن وقف اطلاق النار في 5 ايلول/سبتمبر.

ويقول الجيش الاوكراني ان كييف لن تبدأ بسحب قواتها الا بعد ان يوقف الانفصاليون اطلاق النار على مواقعها ومن بينها المطار. وادرج بيان نشر على موقع للانفصاليين في دونتيسك الاضرار التي لحقت بالمدينة خلال الايام الماضية، وخلص الى ان "الهدنة اسوأ من المعارك". ورغم الدمار المستمر، الا ان الجانبين لم يعلنا الغاء الهدنة. حتى ان الجنود الروس والاوكرانيين شكلوا لجنة مراقبة بالتعاون مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا للقيام بدوريات على الجبهة.

واعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا السبت ان الجانبين اقاما "مركزا للتحكم والتنسيق" يتعلق بوقف اطلاق النار، وياملان في ان "يعزز ازالة التوتر". وراى محللون ان كييف تريد الحفاظ على ما يبدو انه هدنة لاسباب، من بينها اقتراب موعد الحملات للانتخابات البرلمانية التي ستجري في 26 تشرين الاول/اكتوبر والتي دعا اليها الرئيس بترو بوروشنكو الذي يحرص على مشاركة اكبر عدد ممكن من مدن شرق البلاد.

وقال المحلل تاراس بريزوفيتس "المجتمع يرغب في نهاية هذه الحرب.. والسياسيون يحاولون تلبية هذه المطالب، وسيواصل التحدث عن الهدنة حتى لو انها غير موجودة في الواقع". واضاف ان موسكو لا تريد اعلان انتهاء هذه الهدنة، موضحا انه "بالنسبة إلى روسيا فانه من المفيد الابقاء على الوضع في اوكرانيا مزعزعا". وتابع "الهجمات تتواصل، بينما يستمر وقف اطلاق النار هذا لاشهر".

الا ان يوري رومانينكو مدير معهد ستراتاغيما يرى ان "اوروبا لا تريد اي اعمال عدوانية ضد روسيا بسبب العلاقات الثنائية الاقتصادية القوية معها، ولذلك فان موقفها له وجهان". وتبادل الطرفان الاتهامات بسبب ارتفاع عدد القتلى خلال الايام القليلة الماضية. وقتل موظف في اللجنة الدولية للصليب الاحمر أخيرًا، ما اجبر المنظمة الدولية على تعليق عملياتها مؤقتا في شرق اوكرانيا.

واعلنت المتحدثة باسم المنظمة فكتوريا زوتيكوفا لوكالة فرانس برس الاحد "قررنا وقف عملنا لبعض الوقت. علينا ان نقوّم الوضع. نريد مساعدة الناس ولكن علينا ان نعثر على التوازن بين المساعدة وبين امن موظفينا".

واصدرت الدول الغربية التي يزداد قلقها سلسلة تحذيرات قوية للجانبين بضرورة الالتزام بالاتفاق، حتى ان برلين تفكر في ارسال قوات للمساعدة على مراقبة وقف اطلاق النار، بحسب الاعلام الالماني. وقالت اولغا (42 عاما) التي تسكن دونتيسك "صحيح انه تم التوقيع على اتفاق سلام، ولكن المدافع هي القوة الوحيدة صاحبة القرار هنا.. نحن لا نشعر باي وقف لاطلاق النار".
&