كما في كل عام، تسري شائعات في اوسلو مع اقتراب موعد اعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام الجمعة، فيورد المراقبون اسماء عديدة من دون أن يبرز المرشح الأوفر حظًا، وسط توقعات بأن لا تجد الجائزة من يفوز بها هذا العام.


إيلاف: تطول لائحة المرشحين لنيل نوبل للسلام هذا العام، فتضم الشابة الباكستانية ملالا يوسف زاي، الناشطة في مجال حقوق التعليم للمرأة التي سبق أن رشحت السنة الماضية، إلى المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الاميركي ادوارد سنودن، مرورًا بمجموعة من دعاة سلام يابانيين ومعارضين روس، وصولًا إلى البابا فرنسيس.

واعتبر انطوان جاكوب، الصحافي الفرنسي ومؤلف "تاريخ جائزة نوبل" أن السياسة الروسية في اوكرانيا مع ضم القرم وتغيير الحدود ومعاملة معارضي الكرملين لا يمكن إلا أن تؤثر بلجنة نوبل.

أضاف جاكوب: "معاقبة موسكو ستكون وسيلة للتأكيد أن رئيس لجنة نوبل يتصرف بشكل مستقل، رغم انه ايضًا الامين العام لمجلس اوروبا الذي يضم روسيا".

والتوقعات بالفائز امر اكثر تعقيدًا، فعلى لجنة نوبل هذه السنة أن تنظر بعدد قياسي من طلبات الترشيح، بلغ 278 ترشيحًا.

زحمة ترشيحات

بين الاسماء المحتملة لنيل جائزة نوبل صحيفة "نوفايا غازيتا"، التي اسسها الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف بالمال الذي حصل عليه من الفوز بجائزة نوبل في العام 1990، وهي وسيلة اعلام مستقلة في روسيا، تم اغتيال عدد من صحافييها.

ويراهن مدير معهد ابحاث السلام في اوسلو كريستيان برغ هاربفيكن، مراقب جوائز نوبل الذي تخيب توقعاته دائمًا، على فوز مجموعة «يابانيون يحافظون على المادة التاسعة» التي تنشط للحفاظ على الدستور السلمي لليابان، بعدما سمح رئيس الوزراء شينزو آبي هذه السنة بمشاركة قوات الدفاع الذاتي للبلاد بعمليات عسكرية في الخارج.

وتعتبر ملالا يوسف زاي من الاسماء المرشحة، بسبب نضالها من اجل تعليم الفتيات في العالم. لكن صغر سنها قد لا يصب في صالحها هذا العام أيضًا. كما هناك الاسماء المعتادة، كالطبيب دنيس موكويغي الذي يعالج النساء المغتصبات في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، والناشط البيلاروسي في مجال حقوق الانسان اليس بلياتسكي الذي خرج من السجن في حزيران (يونيو) الماضي. كما يعتبر البابا فرانسيس من الاسماء الاوفر حظًا.

لا أحد يستحق

ورأت صحيفة "سليت" الإلكترونية الأميركية أن لا أحد يستحق الفوز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام. واضافت الصحيفة: "لا يوجد نقص في الجوائز والمكافآت التي يمكن منحها في حقول الديبلوماسية وحفظ السلام وحقوق الإنسان. لكن، لعدة أسباب موجبة، تعد الجائزة التي ستسلم الجمعة، والتي تقدمها اللجنة التي اختارها البرلمان النرويجي باسم مخترع الديناميت، من أهم الجوائز، وأكثرها استقطابًا للاهتمام الإعلامي".

وتتابع: "في ما مضى، منحت اللجنة النرويجية جائزة نوبل للسلام لشخصيات لم تكن جديرة بنيلها، وحيث لم يكن هناك دليل على أن للجائزة أية فائدة في تعزيز السلم العالمي، وفي العام الحالي يبدو أن اللجنة بحثت عن الشخصية التي تستحق نيل جائزة نوبل للسلام، فلم تجد أحدًا. وربما يسلط هذا القرار الضوء على أحداث العنف التي تجري في مناطق عديدة حول العالم.
والأهم من ذلك، قد يفيد القرار في الاعتراف بأن قدرًا كبيرًا من فورات العنف كانت متوقعة، وأنها جاءت نتيجة سنوات من القصور الفردي والجماعي للحكومات والمجتمع الدولي".

حجب الجائزة

واشارت "سليت" إلى أن الولايات المتحدة، والرئيس الأميركي باراك أوباما، الفائز السابق بجائزة نوبل للسلام، لن ينالا أية جوائز خاصة بتعزيز السلام لهذا العام.

وكان أوباما، عند تسلمه الجائزة المذكورة في العام ٢٠٠٩، أثار امتعاض البعض، عندما استغل خطاب قبوله للجائزة لكي يطرح رؤيته، "بأن استخدام الحكومات للقوة باسم الحفاظ على السلم والاستقرار ليس ضروريًا فحسب، بل هو مبرر أخلاقيًا".

وتتابع المجلة: "ينظر اليوم إلى انهيار الاتحاد السوفييتي على أنه الإنجاز الأهم في قضيتي السلام والحريات الشخصية، وفاز غورباتشيف بجدارة بجائزة نوبل للسلام، خلال الأيام الأخيرة للامبراطورية السوفييتية في العام ١٩٩٠. لكن أزمة العام الجاري في أوكرانيا أظهرت أن ليس كل شيء مرضيًا في دول الاتحاد السوفييتي القديم. وقد غزت روسيا أوكرانيا دون اعتراف موسكو بأي شيء من هذا القبيل".

وأشارت سليت إلى تسليط الإعلام الدولي الضوء على جماعة بوكو حرام الإرهابية في شمال نيجيريا، وانتشار ايبولا في ثلاث دول بغرب أفريقيا".

وختمت سليت: "آخر مرة حجبت فيها الجائزة في العام ١٩٧٢، وعندما لا يتم تسليم قيمة الجائزة، يتم حفظها عادة لمستحقها والأجدر بها في العام التالي".
&