قدم الادعاء البريطاني في جريمة المطرقة تفاصيل كثيرة في الملف، مركزًا على غباء الجاني، وارتكابه أخطاء لا يرتكبها مجرم محترف.

&
استمعت محكمة جنايات سوثوارك كراون كورت الخميس لممثل الادعاء في قضية "جريمة المطرقة"، التي جرى فيها الاعتداء على الشقيقات الاماراتيات الثلاث فاطمة وعهود وخلود النجار، فأكد أن المتهم سرق مجوهرات وهواتف تقدر قيمتها بـ 50 ألف جنية إسترليني، وتباهى أمام الشرطة بأنه لعق دم ضحاياه عن "السلاح" الذي استخدمه في جريمته في 6 نيسان (أبريل) الماضي، في فندق كمبرلاند في وسط لندن. &وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى الاثنين المقبل.
&
اعترف
ركز الادعاء في إفادته على دقة تحقيقات رجال الشرطة والمباحث التي رصدت تحركات المتهم وشريكيه واتصالاتهم الهاتفية لحظة بلحظة، وعلى غباء الجاني، فيليب سبينس، وشريكيه وأخطائهم التي لا يرتكبها مجرم محترف وذكي.
&
فقد قالت الشرطة في الملف الذي رفعته للمحكمة إن سبينس قام بعدة زيارات إلى إيما موس، التي اعترف شقيقها جيمس بأن سبينس سلمه مواد مسروقة حصل عليها عليها من غرفتي الشقيقات النجار. وقالت موس انه حضر إلى منزلها مساء 6 نيسان (أبريل) وكان مشدود الأعصاب، وأبلغها بحصوله على مجوهرات وهواتف ذكية وحقائب وعطور قيمتها 50 ألف استرليني، "قال لي انه أخذها من غرفة فندق، وعرفت أنه فعل شيئًا سيئًا لكنه كثيرًا ما يروي لي حكايات، ولأنه يتعاطى الكوكايين، لم أفكر في شيء أكثر مما قاله، كما ارتكب سرقات في فنادق من قبل".
&
أضافت: "في اليوم التالي، حضر مرة أخرى إلى منزلي مرتابًا، قال لي إن أصدقاءه يحاولون الإيقاع به وإنه في ورطة كبيرة، وأبلغني بما حدث، وهو يحمل مطرقة معه دائمًا، قال انه ترك المطرقة في الفندق، وكان يبكي على نفسه، وليس على النساء اللاتي اعتدى عليهن".
&
تفاصيل الملف
وزع ممثل الادعاء على المحلفين ملفًا مفصلًا للقضية، تضمن تحركات سبينس قبل ارتكابه الجريمة وبعد ارتكابها، وجميع الاتصالات الهاتفية التي أجراها مع شريكيه.& وفي 7 نيسان (أبريل)، أرسل سبينس رسالة نصية إلى شريكه افريمي يقول فيها: "سأرسل إيما لتأخذ نقودي"، في إشارة إلى أنه يريد نصيبه من المبالغ النقدية التي سحبها افريمي مستخدمًا البطاقات المسروقة.
&
وتضمن ملف الادعاء تحركات افريمي الذي سلمه سبينس بطاقات الاعتماد المسروقة من الأخوات النجار، وسحب منها أموالًا نقدية في صناديق صرف آلية تابعة لمصارف عدة منها رويال بانك أوف سكوتلاند، وباركليز ونات ويست، وكان يسحب 500 جنيه في كل مرة، وبلغ مجموع ما سحبه 5 آلاف جنيه. وأثبتت التحليلات العلمية أن آثار الدم التي كانت على مطرقة سبينس تتطابق مع الحمض النووي للشقيقات الثلاث. واكتفى محامي الدفاع بتوجيه أسئلة إلى ضابط التحقيق في القضية، بلهجة اعتذارية.
&
كما ظهرت أول صور للمتهم فيليب سبينس، وزعتها محكمة "ثاوث وورك" وفي إحدى الصور نرى الشاكوش الذي استخدمه سبنس، البالغ عمره 32 سنة، حين دخل إلى غرفة كانت فيها الشقيقات الثلاث في فندق "كمبرلاند" المقابل لحديقة "هايدبارك" عند أول شارع "أوكسفورد ستريت" الشهير، حيث تعرضن "لاعتداء وحشي" بحسب ما وصفته إحدى الشقيقات أثناء المحاكمة.
&
ونرى سبنس في صورة ثانية وهو داخل باص رصدته إحدى كاميراته جالسا على المقعد ليلة الاعتداء، وممسكا بحقيبة كانت المطرقة بداخلها، وهو ماض الى وسط لندن. أما الصورة الأهم، فهي التي يظهر فيها عند الواحدة و13 دقيقة فجر الأحد 6 ابريل، وهو يدخل إلى الفندق، وبين ثيابه أخفى المطرقة التي هشم بها أنف إحدى الشقيقات، إلى درجة بات معها بلا عظام من ضرباته التي سددها أيضا الى أختها وهو يصرخ: "أين النقود، أين النقود؟".
&
أما الصورة لوجهه فتم التقاطها له حين التحقيق معه، واعترف بعدها في المحكمة بما فعل، زاعما أن نواياه كانت السرقة فقط، ونافياً رغبته في قتلهن، فيما أكد الادعاء العام أن "الهدف من الهجوم كان من أجل القتل".
&
بلطجي ومدمن مخدرات
قال سايمون مايو، وكيل النائب العام البريطاني، أن سبينس بلطجي ومدمن مخدرات وله سوابق عنف، وأدين عدة مرات. اضاف: "الجاني أدين مرتين بأعمال عنف، ومرتين بارتكاب اعتداءات، وخمس مرات بسرقات مسلحة، إلى جرائم أخرى، شملت هجومًا على أحد العاملين في مكتب استشاري، وعلى عاملين في منازل، وعلى مارة في الشارع، وهدد بقتل رجل التقاه عبر الإنترنت".
&
وتابع: "وقام سبينس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 بتهديد صاحب العقار الذي يسكنه فورست رود، بسبب تأخير الإيجار، ثم أصبح عنيفًا وخطف مطرقة من يد صاحب العقار وطارد ضحاياه بها، واستخدمها لتكسير الباب للوصول إلى الضحايا، وحطم لوحًا زجاجيًا، وترك المبنى، وعاد مرة أخرى ليكسر الباب للمرة الثانية".
&