رولا غني، السيدة الأفغانية الأولى من اصول لبنانية مسيحية، ابتعدت عن الحملة الانتخابية لزوجها الرئيس اشرف غني لتتفادى أن تنسب اليها اقوالا كاذبة، إلا أنها وبعد ظهورها باتت تؤكد أنها لن تدع أي سبب يمنعها من الدفاع عن المرأة الأفغانية.

لندن: ستكون رولا غني، أول زوجة لزعيم أفغاني تخرج إلى العلن وتقوم بدور ظاهر في الحياة العامة منذ نحو 100 مئة عام.
وقالت سيدة افغانستان الأولى، المسيحية، إنها تريد أن توظف دورها لتعزيز موقع المرأة الأفغانية في العائلة والمجتمع، ولكن بخلاف الملكة ثريا التي حكمت افغانستان مع زوجها الملك امان الله، من 1919 إلى 1929 فان زوجة الرئيس الافغاني الحالي أشرف غني، لا تعتزم إحداث تغيير جذري في المعايير والقيم الإجتماعية السائدة في افغانستان.
&وقالت رولا غني وهي مسيحية مارونية لبنانية، إنها تتطلع إلى دعم "كل امرأة تريد تحسين وضعها، ورفع مستواها المعيشي في السياق الإجتماعي الذي تعيش فيه الآن". &
&
حقوق المرأة
وأوضحت سيدة افغانستان الأولى، في مقابلة مع صحيفة لوس انجليس تايمز "ان هدفي ليس تثوير الوضع، بل تحسين وضع المرأة ضمن الأُطر القائمة... فأنا هنا لمساعدة المرأة على تأكيد أهميتها داخل العائلة".
ورغم استعادة المرأة الأفغانية حقوقا عديدة حُرمت منها في ظل حكم طالبان، فإن تحديات كبيرة ما زالت تواجهها مثل الاعتراض على عملها خارج البيت ومواصلة تعليمها. وسجّلت الأمم المتحدة العام الماضي 650 حالة من حالات العنف المنزلي والاعتداء على المرأة في افغانستان في الغالب لم يُعاقب مرتكبوها عليها.&

اطلاع على العادات
وكانت رولا غني عاشت مع أهل زوجها في بيت واحد لمدة ثلاث سنوات إبان السبعينات، ولديها خبرة غنية واطلاع مباشر على العلاقات الاجتماعية المحافظة في البلد، الذي اختارت ان تمضي بقية حياتها فيه.&
وخلال الحملة الانتخابية التي خاضها زوجها أشرف غني للفوز بالرئاسة حاول خصومه تصوير رولا على انها غريبة، لا تعرف شيئا عن عادات المجتمع المسلم في افغانستان. وذهب عطا محمد نور حاكم ولاية بلخ شمالي افغانستان إلى حد القول "ان اطفال غني وزوجته ليسوا من الأفغان". &
ولكن رولا ترد على هذه الاتهامات قائلة انها لم تشعر ذات يوم انها غريبة في افغانستان، وأكدت ان نشأتها في كنف عائلة مسيحية في لبنان تتكلم العربية بلا أي شائبة أو لكنة وتجيد الفرنسية والانكليزية، ساعدتها على التكيف بسرعة مع نمط الحياة في افغانستان وعادات أهلها.&
&&
حياتها
وقالت سيدة افغانستان الأولى ان عائلة زوجها احتضنتها على الفور مضيفة "ان الناس عندما عرفوا اني اتكلم العربية قالوا انها تتكلم لغة القرآن".&
وساعدها هذا على تعلم لغة الداري، إحدى اللغات الرئيسة في افغانستان.
في اواخر السبعينات غادر الزوجان إلى نيويورك حيث درس اشرف في جامعة كولومبيا لنيل شهادة الدكتوراه. وانقلبت حياة العائلة بسيطرة الشيوعيين على الحكم عام 1978 ثم الاحتلال السوفيتي. &
وقالت رولا "ان العائلة ابلغتنا بأنه لم يعد لدينا شي في افغانستان فتعين علينا الاستقرار في الولايات المتحدة".&

أعمال خيرية&
وخلال فترة الاقامة في الولايات المتحدة، انصرفت رولا غني التي درست الصحافة إلى تربية طفليها طارق ومريم. وحين عادت إلى كابل بعد سقوط طالبان، راعتها ظروف الكثير من الأطفال فبدأت العمل مع منظمة محلية تساعد في إطعام الأطفال المشردين وتعليمهم. &&
وكان أشرف غني أشار إلى هذا العمل وتربية الأطفال والنهوض بأعباء البيت في الكلمة التي ألقاها خلال تنصيبه. وقالت رولا إن زوجها فاجأها بما ذكره عنها. &ولكنها اضافت "ان من الرائع ان يستخدم زوجي الفضاء العام للاعتراف بما فعلته في حياتي، والاقرار بأني كنتُ مساهمة مهمة في حياته".&
&
الحملة
واعلنت سيدة افغانستان الأولى "أن هذا على وجه التحديد هو ما أُريد من الأزواج والرجال الآخرين في افغانستان ان يفعلوه، أن يعترفوا بأهمية المرأة ـ زوجة واماً واختاً ـ وما تساهم به في حياتهم".
وكانت رولا تعمدت البقاء في الظل خلال حملة زوجها الانتخابية. وقالت ان الامتناع عن الحديث للإعلام كان خير وسيلة لقطع الطريق على تقويلها اشياء لم تقلها او نسب أفعال لا وجود لها اليها. &&
وسخرت رولا غني من الادعاءات التي أُطلقت بأنها ستعمل على استدراج نساء افغانستان إلى الدين المسيحي، ولكن ما جرح مشاعرها هو اتهام زوجها بالضلوع في عمليات تزوير واسعة للفوز بالرئاسة.&
والآن إذ انتهت الحملة الانتخابية اعربت رولا غني عن استعدادها لإتخاذ خطوات تضعها في دائرة الضوء. وقالت إن كل ما تريده، هو أن تعلم المرأة الافغانية بأنها ستعمل على دعمها وتشجيعها، عندما تقرر الإقدام على عمل. وشددت في حديثها لصحيفة لوس انجيليس تايمز، على ان هذا يتطلب "مشاركة وعملا فرقياً للدفاع عن موقع المرأة داخل العائلة". &
ولعل دخول رولا غني دائرة الضوء خطوة قد تكون محفوفة بالمخاطر، إذ جرى تصويرها في بعض وسائل الإعلام الأفغانية على أنها "مسيحية لبنانية تحمل الجنسية الأميركية" وغريبة مقحمة على الأفغان.&
ولكن السيدة الأولى ليست قلقة من استخدام حضورها لإضعاف زوجها. وقالت إنها لاحظت ان بعض الذين تتحدث معهم ينظرون إلى التقدم على انه "تحرر من البيت وهذا ليس تقدما بل انه يُحدث كثيرا من التمزق في النسيج الاجتماعي".&
وتابعت رولا غني قائلة ان المرأة عندما تعمل فانها "لا تعمل من أجل تحرير نفسها بل لأنها بحاجة إلى العمل، وتقديم مساهمة إلى عائلتها". &
وشددت سيدة افغانستان الأولى على ان ديانتها المسيحية ليس لها أي دور أو تأثير. &ولاحظت في هذا الشأن "ان زوجي يقف على قدميه وديانتي ليست عاملا". &
قالت رولا غني "ان الله هو الخالق وهو الذي قرر ان تكون ولادتي في عائلة مسيحية. &وان زواج لبنانية من افغاني لا يحدث كل يوم واعتقد ان يد الله كان لها دور هنا ايضا". &
&