قال مسؤول عراقي رفيع إن قوات غربية يتوالى وصولها إلى قاعدة سبايكر العراقية، استعداداً لدخول معارك برية ضد تنظيم داعش الذي يحتل مناطق واسعة في البلاد.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: كشف مصدر سياسي عراقي أن قوات برية من دول غربية يتوالى دخولها الأراضي العراقية، وساهم بعضها في القتال الدائر ضد تنظيم داعش الارهابي في شمال وغرب البلاد.
وأوضح المصدر، وثيق الصلة بمركز القرار العراقي، وطلب عدم ذكر اسمه، أن جميع الساسة العراقيين موافقون، بل ويرغبون، بدخول أكبر عدد من القوات البرية للأراضي العراقية لمقاتلة تنظيم داعش.
وبيّن أن قوات نخبة أميركية واسبانية يتوالى وصولها إلى قاعدة سبايكر الجوية في محيط محافظة صلاح الدين شمالاً بعلم الحكومة العراقية.
&
وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قال يوم أمس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني الذي زار العاصمة العراقية إن "الحكومة اقتصرت في الطلب الذي تقدمت به إلى الأمم المتحدة على الدعم اللوجستي، نافيًا أن تكون حكومته قد طالبت بتدخل بري على الأرض".
وأكد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند كلام الجعفري مستبعداً مشاركة قوات برية بريطانية في الحملة، و معتذراً عن كثرة توارد الانباء حول ارسال قوات برية بريطانية لمقاتلة داعش في العراق، لكنه أكد استمرار دعم لندن لقوات الأمن العراقية والقوات الكردية، بشكل متوازن.
المصدر العراقي قال لـ"إيلاف" إن كلام وزير الخارجية العراقي تكرار لتصريحات مسؤولين آخرين يتمنون وهم موافقون في جلساتهم الخاصة على دخول قوات اجنبية، وقد أوصل عدد منهم هذه الموافقات لدول في التحالف الدولي ضد داعش وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، لكنهم يخشون إعلانها بسبب رفض الجانب الإيراني لها، حسب قوله.
وأضاف أن الساسة الشيعة باتوا محرجين من إيران التي ارسلت قوات برية وجوية لمحاربة داعش في مناطق غرب وشمال بغداد وفي إقليم كردستان، ويترددون في إعلان موافقتهم طلب قوات برية أجنبية لأن القيادة الايرانية أعلنت رفضها ذلك.&
وبين المصدر أن الساسة السنة والأكراد كانوا واضحين في طلبهم الصريح مشاركة قوات برية اجنبية في طرد تنظيم داعش الارهابي، لان الخطر كبير ولا قدرة للقوات العراقية على مقاومته لوحدها، حتى مع وجود مساندة جوية غربية، حسب قوله.
&
وكان مجلس محافظة الأنبار أرسل مقترح قرار إلى مجلس النواب العراقي، من أجل الموافقة على نشر قوات دولية برية لغرض تحرير المحافظة من تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على مناطق واسعة من المحافظة التي تشكل ثلث مساحة العراق.&
واعتبر مجلس محافظة الأنبار أن من يمنع دخول القوات الأجنبية إلى المحافظة بأنه لا يريد إخراج مسلحي "داعش".&
&
لكن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وزعماء أحزاب ومليشيات عراقية هددوا بمحاربة قوات التحالف الدولي البرية التي ستدخل العراق محذرين الحكومة من أن "التدخل الأميركي سيكون ثغرة لتفكيك العراق".
&من جانبه، أكد رئيس المجلس الأعلى الاسلامي عمار الحكيم "قدرة الشباب على تحرير وطنهم بدون الحاجة إلى قوات برية من دول إقليمية أو من مجتمع دولي" .
وأضاف الحكيم، المتزعم ثاني أكبر حزب شيعي عراقي، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، "نؤكد من جديد أنّ الشباب العراقي هم القادرون على تحرير وطنهم بأيديهم".
وقد جوبه كلام الحكيم بردود أفعال ساخطة وساخرة من قبل ناشطين عراقيين نشروا صورًا لحزبه في حفل فخم في حي الجادرية الراقي يوم أمس بمناسبة عيد الغدير لدى الشيعة، وقرنوا صور حفل الحكيم بصور مقاتلين عراقيين ذبحتهم داعش ونازحين بلا مأوى.
&
ويتواجد رسميًا نحو 1500 خبير عسكري أميركي في العراق لحماية السفارة الأميركية ومساعدة القوات العراقية لوجستياً في حربها ضد داعش.
ويعقد رؤساء أركان القوات المسلحة لنحو 20 دولة اجتماعاً عسكرياً موسعًا اليوم في قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، لبحث استراتيجية الحرب الدائرة ضد تنظيم داعش، واحتمالات تشكيل قوة قتالية برّية مشتركة لدعم عمليات القصف الجوي.
ويرأس الاجتماع رئيس هيئة أركان القوات المشتركة الأميركية الجنرال مارتن دمبسي، وسيشارك فيه مسؤولون عسكريون كبار من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك والسعودية والإمارات، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء في اجتماع نادر بالبنتاغون، قادة القوات المسلحة لاستعراض مجرى الضربات العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
يرى مراقبون عراقيون أن رفض الساسة الشيعة العراقيين مشاركة قوات برية غربية في الحرب ضد داعش يتناغم مع رفض القيادة الايرانية هذه المشاركة خشية منها على امتداد المشاركة لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومن ثم محاصرة حزب الله في لبنان، وفقدان إيران أهم مناطق نفوذها في المنطقة.
يذكر أن تنظيم داعش فرض سيطرته على محافظة نينوى ثالث أكبر محافظات العراق في العاشر من شهر حزيران الماضي، بعد سيطرته على مناطق في الشمال السوري، ثم امتدت سيطرته إلى مناطق واسعة في محافظات صلاح الدين شمالا وديإلى شرقاً والانبار غرباً، ويخشى سكان العاصمة بغداد من وصول داعش اليها بعد اقتراب مقاتلي التنظيم من منطقة أبي غريب (32 كم) في حزام بغداد الغربي.
وتخوض القوات العراقية ومتطوعو الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية معارك دامية منذئذ بمساندة جوية غربية محدودة لاخراج مقاتلي داعش من المناطق التي احتلوها.
&