بعد تحذير مجلس الأمن من خطر تنظيم داعش على لبنان، يشير كثيرون إلى ضرورة القضاء على داعش في لبنان من خلال محاربة وعلاج أسباب نشوئه ومن خلال تحصين الوحدة الوطنية.


ريما زهار من بيروت: حذّر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن من خطورة تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية"& أو "داعش" وجبهة "النصرة" إلى لبنان، وعرض أمام مجلس الأمن أمس خريطة اتفاقية سايكس بيكو، داعيًا المجلس إلى "عدم التعامل مع الوضع في لبنان بمعزل عن المنطقة التي أصبح استقرار حدودها مهددًا".

وأبلغ لارسن مجلس الأمن في جلسة مغلقة أمس الأربعاء أن لديه أدلة على وجود "داعش" في لبنان، وهو عامل جديد، يحمل تهديدًا إضافيًا إلى لبنان، يضاف إلى الضربات التي ينفذها الجيش السوري على الأراضي اللبنانية، وأزمة اللاجئين السوريين، ودور حزب الله في سوريا.

ودعا مجلس الأمن إلى القيام بزيارة جماعية إلى لبنان نظرًا إلى أهمية الوضع فيه بالنسبة إلى المجلس، كما حضّ المجلس على إجراء إتصالات مع أطراف في المنطقة لتسريع إجراء الانتخابات الرئاسية، إن عبر تشجيع آخرين في المنطقة على ذلك، أو من خلال عمل مجموعة الدعم الدولية للبنان، أو على المستوى الثنائي.

ثغرة الاغتيالات
في هذا الصدد يقول النائب جمال الجراح (المستقبل) لـ"إيلاف" إن الجميع في لبنان ضد التنظيمات الإرهابية وضد التطرّف. ويشير إلى مسؤوليات القوى الأمنية والجيش وواجباتها جميعها، وهي قادرة على السيطرة على الأعمال الإرهابية، لكن عليها أن تكون حازمة وعادلة مع الجميع. يضيف: "إذا تحدثنا أيضًا عن أعمال إرهابية وتطرّف في لبنان، فهناك الاغتيالات في البلد، وهي لم تكتشف حتى الآن الجهات التي تقف وراءها".

يشير الجرّاح إلى ضرورة أن& يعالج لبنان الأسباب التي أدت إلى انتقال كل التنظيمات الإرهابية إليه، وأهم هذه الأسباب وأكثرها وضوحًا تدخل حزب الله في الداخل السوري، واستدرج الأمر استجرار الأزمة السورية إلى لبنان، وما رأيناه في لبنان مع عمليات انتحارية وإرهابية إنما يعود إلى هذا الأمر، علينا معالجة الأسباب بالعمق، لأن السبب واضح مع تدخل حزب الله في سوريا، وعلينا معالجة هذا الوضع.

ويلفت الجرّاح إلى أنه يمكن تحصين الساحة الداخلية اللبنانية بوجه كل هذه المعطيات عندما يلتزم كل الفرقاء بحياد لبنان، ويسحب حزب الله مقاتليه من سوريا.

تهديدات جديدة
ويؤكد الأكاديمي الدكتور فيليب حنين في حديثه لـ"إيلاف" أن دور مجمل كل تلك التنظيمات التي تهدد لبنان والمنطقة والتي يتحدث عنها مجلس الأمن هو القضاء على كل ما هو موجود، من منطلق مفهوم هذه التنظيمات أن كل البلدان القائمة اليوم لم تعد تفي بالغرض، لذلك فهي تقوم بدور نقض كل تلك الدول وهدمها، من دون وجود أي طروحات بديلة، إلا أفكارها وطروحاتها المتطرّفة والإرهابية.

ويشير حنين إلى أن لكل مرحلة أسماؤها الخاصة بها، فسابقًا كنا نسمع بتنظيم القاعدة منذ عشرين عامًا تقريبًا، لكن يبدو اليوم أن "داعش" والنصرة" أكثر خطرًا من التنظيمات الإرهابية السابقة، وهي كلها تشير إلى وجود فكر متطرّف يعتمد الإرهاب وسيلة للتعبير عن طروحاته وآرائه، وهذا الأمر يضفي على الوضع في لبنان صعوبات ومخاطر جديدة، والسلطة اللبنانية ممثلة في الجيش اللبناني تحاول قدر المستطاع مواجهة هذه التنظيمات التكفيرية.
&