إن معرفة شخص مجهول الهوية بقدوم مرض يهدد العالم قبل سبع سنوات من انتشاره تعد من الأمور المخيفة والمؤكدة على أن الفيروس من اختراع بشري، هذا ما اعتقده مغرّدون حول العالم بعد عثورهم على تغريدة تعود إلى 2007 تنبأ فيها مجهول بقدوم "إيبولا". أما آخرون فأشاروا إلى أن الوباء ليس بجديد، بل ظهر عام 2007، وانطلق عام 1976 في الكونغو قرب نهر يدعى "إيبولا".


إيلاف: بعد انتشار وباء إيبولا واستنفار الدول والسلطات الطبية بهدف تطويق انتشاره، باتت أخباره تلقى اهتمام العالم أجمع سواء واقعيًا أو "افتراضيًا" على مواقع التواصل الاجتماعي. ولعل هذا الاهتمام ما أدى إلى اكتشاف تغريدة "تويتر" التي تعود إلى العام 2007، و"تتنبأ" بظهور إيبولا.

توقع أم تهديد؟
لم يكتب صاحب تغريدة «إيبولا» شيئًا آخر، فكل ما فعله هو إنشاء حساب وهمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ووضعه تغريدة نصها: "حضروا أنفسكم لوصول إيبولا"، واختفى بعدها، ولم يتابعه أي شخص أو صديق، كما هو معتاد من قبل مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد لقيت تلك التغريدة تداولًا واسعًا من قبل مستخدمي الموقع، وحظيت بـ 23 ألف إعادة تغريد، خلال ساعات. أما المغرد المجهول فهو شخص يُدعى "paigevieyra" قام بكتابتها قبل سبع سنوات. أما ما زاد في غموضها فهي أنها التغريدة الوحيدة لهذا المغرّد "الشبح".

لم يُفهَم المقصود من كلامه، إلا أن الكثير من المغرّدين، وخصوصًا في بريطانيا، أكدوا أنه يقصد فيروس "إيبولا"، الذي يتخوف منه اليوم العالم بأجمعه، فيما ظن غيرهم أن صاحب التغريدة، إما مشارك في اختراع الفيروس، وإما على علم به وبمن صنّعه، واعتقدوا أنه لو لم يكن يعني من وراء تغريدة فيروس "إيبولا"، فلماذا لم يقم بمتابعة أحد أو العكس؟، ولماذا أنشأ الحساب، وكتب تغريدته اليتيمة، واختفى بعدها!.

تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الوفيات بوباء إيبولا، الذي بدأ انتشاره في آذار/مارس الماضي حتى الآن، بلغ 4.447 حالة وفاة من أصل 8.914 حالة إصابة، وفق ما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بروس أيلوارد. وتوقع أيلوارد أن تتجاوز حالات الإصابة هذا الأسبوع 9000 حالة في غرب أفريقيا، وأن يستمر في الانتشار في غينيا وسيراليون وليبيريا.

ليس بجديد
نشرت التغريدة "اليتيمة" عام 2007 باللغة الإنجليزية: "preparing for ebola to arrive"، أي"استعدوا لإيبولا إنه آتٍ"، لتثير هذه الجملة البسيطة تساؤلات عشرات الآلاف من المغردين على مستوى العالم، أولاً لكونها تغريدة وحيدة في الحساب المذكور، وثانياً لعدم وجود تعليق واحد عليها منذ تم نشرها وحتى يوم اكتشافها، مما يعني عدم الاهتمام بها وقت نشرها.
&
اختلفت تغريدات مستخدمي "تويتر" بشأن تلك التغريدة، حيث اتّهم البعض صاحبها بأنه قد يكون وراء ظهور هذا المرض، فيما توقع آخرون أن يكون المرض قديمًا، حيث تم اكتشافه قبل ما يقارب العشرين عامًا في بلدة صغيرة في دولة زائير لبائع فحم نباتي، فيما استشهد مغرّد آخر بخبر منشور على صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية في العام نفسه الذي كُتبت فيه التغريدة، يتناول ظهور تسع إصابات مؤكدة بمرض "إيبولا"، الذي وصفته بالمميت، محذّرةً من انتشاره في العالم في السنوات المقبلة.
&
إلا أن الأكيد أن حالات مرضية ظهرت عام 2007 في الكونغو، وبالتالي لا تبدو تلك التغريدة منفصلة فعلاً عن أرض الواقع في حينه، وإن لم يكن إيبولا قد تحول بعد إلى ما يشبه "الكابوس"، كما في أيامنا هذه، علمًا أن المرض ظهر عام 1976 في الكونغو بالقرب من نهر يدعى "إيبولا".
&