ربطت لجنة تحقيق بريطانية 60 منظمة وقناة تلفزيونية ومؤسسة أبحاث في المملكة المتحدة بجماعة الإخوان المسلمين، في خطوة أولى نحو حملة متوقعة تستهدف ناشطي الجماعة.

إعداد عبدالاله مجيد: تعتزم الحكومة البريطانية القيام بحملة ضد أنشطة الإخوان المسلمين في بريطانيا، للاشتباه بإذكائها التطرف بين المسلمين البريطانيين، كما افادت مصادر مطلعة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون شكل لجنة خاصة، ترتبط بمكتب مجلس الوزراء، للتحقيق في انشطة الإخوان المسلمين الذين استقبلتهم بريطانيا، بدافع الخوف من تشجيعها جهاديين بريطانيين على القتال في سوريا والعراق.

موضع رقابة

وقال السر ريتشارد ديرلاف، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم آي 6) أن جماعة الإخوان المسلمين في جوهرها تنظيم ارهابي. وتنفي جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا تحريضها على العنف.

وقال مصدر قريب من لجنة التحقيق لصحيفة ديلي تلغراف إن تقريرها الذي أُنجز لكنه لم يُنشر توصل إلى تبيان وجود "شبكة معقدة إلى حد لا يُصدق" تضم 60 منظمة في بريطانيا، بينها جمعيات خيرية ومؤسسات أبحاث، وحتى قنوات تلفزيونية لها ارتباطات بجماعة الإخوان المسلمين. واضاف المصدر أن هذه كلها ستكون موضع رقابة.

كما شمل تحقيق الحكومة البريطانية شبكة الإخوان في الخارج. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن احد الخبراء قوله: "الجماعة تعمل الآن من ثلاث قواعد رئيسة، هي لندن واسطنبول والدوحة".

علاقة مبهمة بالعنف

قال الدكتور لورينزو فيدينو، الذي شارك في إعداد تقرير لجنة التحقيق برئاسة السر جون جينكينز، سفير بريطانيا في العربية السعودية: "من الواضح أن في ملف جماعة الإخوان المسلمين عدة نقاط سوداء، تمتد من علاقتها المبهمة بالعنف إلى تأثيرها المشبوه في التلاحم الاجتماعي في بريطانيا".

ولن تذهب الحملة التي تخطط السلطات البريطانية لشنها ضد جماعة الإخوان المسلمين إلى حد منعها، لكنها تشمل التحقيق في أنشطة جمعيات خيرية هي في الواقع واجهات للجماعة، والتحقيق في مصادر تمويل الجماعة وارتباطاتها بجماعات جهادية في الخارج ومنع دخول رجال دين يرتبطون بالجماعة من بلدان مثل قطر وتركيا إلى الأراضي البريطانية لحضور اجتماعات ومؤتمرات.

وقال المصدر القريب من التحقيق إن الأجهزة الأمنية البريطانية تستطيع أن تلاحق افرادًا ينتمون إلى الجماعة لا بسبب أنشطة ارهابية، لكن من خلال أساليب أخرى مثل تهربهم من دفع الضرائب. واضاف المصدر لصحيفة ديلي تلغراف: "من أهم هذه الأساليب تشديد الضغط على العمل الخيري، وكان من الصعوبة بمكان حتى الآن مراقبة جميع المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين".

واجهة للجماعة

أشار مسؤولون إلى أن الحكومة تعتزم استخدام صلاحيات متاحة لوزيرة الداخلية تيريزا ماي، منها منع المتطرفين المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين. واضاف المسؤولون: "إن رجال الدين الزائرين من تركيا وقطر هم موضع اهتمام خاص".

وقال مصدر في مكتب مجلس الوزراء إن لدى وزيرة الداخلية صلاحية منع مواطن غير بريطاني من دخول بريطانيا حين ترى أن وجوده ليس فيه مصلحة عامة.

وعدّد فيدينو المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، ومنها الجمعية المسلمة في بريطانيا، ومؤسسة قرطبة التي يديرها أنس التكريتي. وأغلق مصرف اتش اس بي سي حسابات المنظمتين أخيرًا. وكان كاميرون اتهم مؤسسة قرطبة بأنها واجهة لجماعة الإخوان المسلمين. كما أُغلقت حسابات عدد من الأشخاص المقيمين في بريطانيا وحسابات عائلاتهم.

وجاء في تقرير لجنة التحقيق المرتبطة بمكتب مجلس الوزراء أن مصادر تمويل المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين ستكون موضع تدقيق، مع الاشارة إلى قطر، بوصفها ممولًا رئيسًا. وأنجز التقرير في تموز (يوليو) الماضي، لكنه لم يُنشر حتى الآن لأنه لم يوصِ بمنع جماعة الإخوان المسلمين. لكن الحكومة تنفي ذلك.