&
اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني أن قصف التحالف الدولي لتنظيم "داعش" يصب في صالح التنظيم على المدى الطويل، ودعا التحالف الى العمل على قطع المساعدات المالية عنه، فيما تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالعمل على اخراج عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من العراق ومنعها من "الاعتداء" على الاراضي الايرانية.

&
قال الرئیس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع في طهران اليوم مع رئیس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بلاده وکما دعمت منذ الیوم الاول الشعب والجیش العراقي في محاربة الجماعات الارهابیة، ستبقی حتی النهایة الی جانب الشعب العراقي، ولن تدخر أي جهد لمساعدة الحکومة العراقیة. واشار الی أن الارهاب یشکل معضلة کبیرة تواجه جمیع دول المنطقة، وقال إن ایران تعتقد أن القوات العسکریة والشعبیة العراقیة یجب أن تتحمل المسؤولیة الرئیسیة لمحاربة التنظیمات الارهابیة، وکلما اتحد الشعب العراقي بمختلف طوائفه وقومیاته، فإن النجاح والنصر سیکونان حلیفه، كما نقلت عنه وكالة ايرنا الايرانية الرسمية.&
&
وانتقد روحاني عدم اتخاذ اجراءات ضد ایصال المساعدات الی الجماعات الارهابیة امثال داعش رغم قرار مجلس الامن، وقال إن المتشدقین بمحاربة الارهاب ممن شکلوا التحالف ضد الارهاب یجب أن یسعوا اولا الی قطع المساعدات المالیة عن الجماعات الارهابیة. واضاف روحاني، وهو رئیس المجلس الاعلی للامن القومي الایراني، أن قضایا المنطقة مشترکة ومرتبطة بعضها بالبعض الاخر، وقال إن سوریا اصبحت ساحة للارهابیین لذا علی دول المنطقة أن تتحد لمواجهة موضوع الارهاب لاجتثاث جذور هذه الظاهرة .
&
وفي معرض توضیحه لاوضاع المنطقة، اعتبر الرئیس الایراني قصف مناطق تواجد الارهابیین من قبل قوات التحالف الدولي بأنه یصب لصالح داعش علی المدی الطویل، وقال إن الارهابیین وباظهار التظلم وتضخیم القصف الجوي یستقطبون المزید من الشباب ویواصلون نشاطاتهم الارهابیة.&
واشار الرئیس روحاني في جانب آخر الی العلاقات المتطورة بین ایران والعراق لاسیما خلال السنوات الماضیة، وقال "لیس لدینا أدنی شك في أن تعزیز العلاقات الودیة بین ایران والعراق في ضوء الاوضاع الحالیة، سیصب لصالح المنطقة فضلاً عن خدمة مصالح البلدین".&
&
ووصف روحاني زیارة العبادي لایران بأنها تشکل منعطفاً في التعاون الثنائي، وقال إن اختیار طهران کأول محطة خارجیة لرئیس الوزراء العراقي، مؤشر علی اهمیة العلاقات الودیة بین الشعبین والبلدین. واکد روحاني علی تطویر العلاقات الاقتصادیة والتجاریة بین ایران والعراق معربًا عن امله برفع قیمة التبادل التجاري بین البلدین الی 30 ملیار دولار سنویًا الی نهایة عام 2015 . وقال إن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مستعدة وبعد ازالة جمیع القیود، لتوفیر الارضیة لاستثمار الطاقات المتاحة علی الصعید الاقتصادي . واكد ضرورة توفیر التسهیلات المناسبة لزیارة الشعبین الایراني والعراقي الی البلد الآخر، وقال "یتعین توفیر الظروف المناسبة لزیارة الزوار والتجار العتبات المقدسة في العراق وایران".&
&
کما أکد الرئیس روحاني، وهو رئیس المجلس الاعلی للثورة الثقافیة، علی تطویر العلاقات بین الحوزات العلمیة والجامعات بین البلدین، وقال إن ایران والعراق یرتبطان بعلاقات متینة في المجالات العلمیة والدینیة وینبغي الیوم تعزیز هذه العلاقات والتعاون الثقافي بین طهران وبغداد. &وأعرب الرئیس الایراني عن اسفه لاستمرار تواجد عناصر زمرة المنافقین (منظمة مجاهدي خلق) في العراق، وقال إن هؤلاء الارهابیین لدیهم سجل اسود في الاعتداء علی الشعب العراقي الاعزل .&
&
من جانبه، قال رئیس الوزراء العراقي إن اختیار الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة کأول محطة خارجیة له یؤکد عمق الاواصر ورؤیة البلدین الخاصة للمستقبل. واضاف أن العراق حکومة وشعبًا یثمن مواقف ایران في مواجهة الارهاب، وقال إن تهدید الارهاب سیشمل وجود جمیع دول المنطقة، ونحن واثقون أن ایران ستقف الی جانب العراق حتی القضاء علی هذه الأفة الخطیرة.&
&
ووصف العبادي علاقات ایران والعراق بأنها تکمل أحدها الآخر وقال إن العراق مستعد للارتقاء بالعلاقات الاقتصادیة والتجاریة والصناعیة بین البلدین. واضاف أن تطور العراق ودول الجوار یمکن عن طریق التعاون لأن شعوب المنطقة تواجه تحدیات خطیرة.&
واشار رئیس الوزراء العراقي الی حضور عدد من الوزراء ضمن الوفد العراقي، معربًا عن امله بفتح افاق جدیدة علی جمیع الاصعدة بین البلدین. واكد علی ضرورة تطویر التعاون بین ايران والعراق في مختلف المجالات.
واشار الى أن الحكومة العراقیة "تعلم أن عناصر زمرة المنافقین الارهابیة متورطة في الجرائم التي ارتکبت ضد الشعبین الایراني والعراقي".. وقال إن من مسؤولیة المنظمات الدولیة أن توفر ارضیة اخراج هذه العناصر من العراق، وأن الحکومة العراقیة ستتخذ الاجراءات اللازمة لمنع اعتداء هذه العناصر علی الاراضي الايرانية .
&
وخلال مباحثات اجراها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الرئيس الايراني حسن روحاني في طهران اليوم، فقد اتفق الجانبان على استراتيجية موحدة لمواجهة الارهاب والتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"&الذي يسعى للسيطرة على المزيد من الاراضي العراقية وخاصة في محافظة ديالى المحاذية حدودها لايران شمال شرق بغداد. وابلغ مصدر اعلامي مرافق للعبادي "ايلاف" أن هذه الاستراتيجية تتضمن تعاوناً امنيًا واستخباريًا بين البلدين ومراقبة تحركات المنظمات الارهابية وتعزيز امن الحدود المشتركة بين البلدين.&
وقد اتفق العبادي وروحاني على أن خطر الارهاب يهدد امن المنطقة كلها وانتشاره سيهدد العالم بأجمعه، وشددا على أن مواجهته في المنطقة تتطلب تنسيقاً عراقيًا ايرانيًا مشتركًا.. واكدا عدم السماح للمشاكل بتعكير العلاقات القوية بين العراق وايران.
&
.. ومباحثات مع جهانغيري
وخلال مباحثاته مع العبادي، قال نائب الرئيس الايراني اسحاق جهانغیری الیوم إن الدول التي تدعم الجماعات الارهابیة في العراق، سیطالها الارهاب في المستقبل، وأن المشاکل والتهدیدات الارهابیة لا تقتصر علی مناطق محددة بل ستطالهم ایضاً.&
من جانبه، عبر رئیس الوزراء العراقي حیدر العبادي عن ارتیاحه لزیارة طهران وقال : یرافقني عدد من الوزراء المعنیین بالشؤون الاقتصادیة لبحث فرص تطویر العلاقات الاقتصادیة والتجاریة بین البلدین. واشار العبادي الی التحدیات الخطیرة التي تهدد العراق من قبل الجماعات الارهابیة، وقال إن هذه الجماعات تحاول تدمیر الانجازات التي حققها الشعب العراقي في المرحلة الجدیدة وخلال السنوات الـ11 الماضیة.
&
واشار الى أن العراق عانی کثیراً، وخلال السنوات الماضیة من الارهاب، الا أن الاحداث الاخیرة مختلفة الی حد ما، وأن الحرب لا تقتصر وبشکل ضیق ضد الجماعات الارهابیة فقط، بل تتعداها الی حرب واسعة مع هذه المجامیع الارهابیة.&
واکد رئیس الوزراء العراقي أن الارهاب الذي ینشط حالیًا في العراق لا یشکل تهدیدًا للعراق فحسب، بل لکل المنطقة، وأن الجماعات الارهابیة تحاول اشعال فتیل الحرب الطائفیة بین الشیعة والسنة. وشدد على اصرار العراق علی وأد الفتنة الطائفیة، وقال إن الموضوع الاساسي حالیًا في العراق، التصدي لخطر الارهاب، والذي ینبغي للجمیع أن یتوحد لمواجهة هذا الخطر .
&
ويهدف العبادي من زيارته هذه الى ايران اجراء مباحثات مع كبار المسؤولين فيها تتناول دعمًا ايرانيًا متزايدًا لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة ومناقشة الغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.&
ويرافق العبادي في زيارته هذه وفد وزاري اقتصادي رفيع المستوى يضم وزراء النفط عادل عبد المهدي والکهرباء قاسم الفهداوي والتجارة ملاص محمد عبد الكريم والموارد المائیة محسن الشمري، حيث سيناقش ايضًا مع المسؤولين الإيرانيين تطوير العلاقات في مجالات التجارة والطاقة والسياحة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين بحضور الوزراء المعنيين من كلا البلدين، حيث ترتبط طهران وبغداد باتفاقيات تتعلق ببناء مفاعلات لتوليد الطاقة الكهربائية ومشاريع نقل الغاز الإيراني للعراق، فضلاً عن مشاريع تتعلق بالطرق وبالإعمار والاستثمار، حيث يقدر حجم المشاريع المشتركة الحالية بين البلدين بأربعة مليارات و200 مليون دولار.
&
كما تحقق &السياحة الدينية بين البلدين مستويات عالية أيضاً مقارنة ببقية دول المنطقة، إذ يزور إيران حوالي مليون و700 ألف عراقي سنوياً، في الوقت الذي يتوجه فيه مليون و300 ألف إيراني إلى العراق أيضاً كل عام لزيارة العتبات المقدسة المنتشرة في العديد من المدن العراقية.
&
&
&
&

&