ناشد ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، قادة المسلمين التصدي لاضطهاد المسيحيين في بلدانهم، من خلال كلمة ألقاها بمناسبة صدور تقرير عن الحريات الدينية والانتهاكات في 169 بلدًا، وأُطلق من قصر ويستمنسر.


لندن: دعا ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، قادة المسلمين إلى الخروج عن صمتهم بشأن معاناة الأقليات في الشرق الأوسط، وقال في رسالة مسجلة بمناسبة صدور تقرير عن الحرية الدينية في العالم، إن على القادة المسلمين بعد الأحداث "المروعة والمفجعة" في منطقة الشرق الأوسط، أن يضطلعوا بمسؤوليتهم ويدينوا اللاتسامح تجاه الأديان الأخرى. &
&
دور المؤمنين
وأوضح الأمير تشارلز في رسالته أنه أراد أن يسلط الضوء على "تفاقم محنة المسيحيين المهددين بالاضطهاد في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى تنظيم "داعش" الذي وضع المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين، أمام خيار اعتناق الاسلام أو "السيف". &
وقال ولي العهد البريطاني "إنها فاجعة تفوق الوصف أن تكون المسيحية الآن تحت مثل هذا التهديد في الشرق الأوسط"، مهد هذه الديانة.
وأكد الامير تشارلز أهمية ديانته المسيحية ولكنه اشار إلى أن دوره يتضمن "الدفاع" عن معتنقي الديانات الأخرى ومنها الاسلام. وقال إن "مستقبل بريطانيا بوصفها مجتمعاً حرًا" يعتمد على الاعتراف بالدور الحاسم الذي يقوم به المؤمنون على اختلاف دياناتهم. ولكنه حذر من أن الحرية الدينية تواجه تحديًا في البلدان الغربية ايضًا. &
&
انتهاك الحرية الدينية
وقال التقرير الذي اعدته منظمة خيرية كاثوليكية عن الحرية الدينية في 169 بلدًا ومنطقة، وأُطلق من قصر ويستمنسر، إن البلدان الاسلامية "تتصدر قائمة الدول التي تقع فيها أخطر الانتهاكات ضد الحرية الدينية"، ولفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم بقسطها في الاضطهاد الديني وانبثاق "أصولية وكراهية دينية محسوسة أبعد من الحدود الجغرافية".&
وشدد التقرير بصفة خاصة على صعود تنظيم "داعش" وإقدامه على تدمير المسيحية التي يعود تاريخها في منطقة الشرق الأوسط إلى نحو 2000 سنة تدميرًا منهجيًا. &

والمسلمون مضطهدون أيضًا
وفي حين أن التقرير وصف المسيحيين بأنهم يتعرضون إلى أوسع اشكال الاضطهاد في الشرق الأوسط وافريقيا وآسيا ومناطق أخرى، فإنه أشار إلى أن المسلمين ايضًا يواجهون تهديدًا "خطيرًا" في بلدان مختلفة بينها ميانمار على سبيل المثال لا الحصر. &
وأضاف التقرير أن الحرية الدينية تتراجع في بريطانيا والبلدان الغربية الأخرى بسبب الخوف من التطرف والاعتقاد المتزايد، بأن الدين يجب ألا يكون له دور في الحياة العامة. وأورد التقرير مثالًا من بريطانيا، قائلًا إن وكالات تبني الأطفال الكاثوليكية، التي ترفض توفير أطفال يتبناهم مثليون، أُجبرت على تغيير سياستها هذه أو غلق ابوابها. &
&
وقال الأسقف انطونيو منيني سفير الفاتيكان في لندن خلال إطلاق التقرير، إن ظاهرة الإرهاب تعني "فقدان قيمة الحياة البشرية... حيث يمكن التضحية بالانسان على مذبح الاضطهاد الديني". &
وأكد مساعد الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، الشيخ ابراهيم مورغا أن اختفاء المسيحيين من الشرق الأوسط، سيكون خسارة مأساوية جسيمة لشعوب المنطقة. وقال الشيخ مورغا "يجب ألا نخلط بين ما يفعله بعض المسلمين وتعاليم الاسلام، فهما على طرفي نقيض".&
&
&