ذكرت تقارير صحافية أميركية غير رسمية أن أوباما وجّه رسالة سرية إلى خامنئي، هي الرابعة منذ عام 2009، يدعوه فيها إلى تعاون مشترك لمكافحة الإرهاب القائم في المنطقة والمتمثل في "الجهاديين" مشترطًا لذلك التوصل إلى خواتيم سعيدة في ملف النووي الإيراني وإلى اتفاق يرضي الجميع.


واشنطن: افادت صحيفة اميركية الخميس ان الرئيس الاميركي باراك اوباما وجّه رسالة سرّية الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي لبحث تعاون محتمل في المعركة ضد الجهاديين اذا تم التوصل الى اتفاق حول النووي.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن "اشخاص اطلعوا على النص" ان اوباما وجّه الرسالة خلال الشهر الماضي الى خامنئي متطرقا الى ما اسماه "المعركة المشتركة" ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" السني المتطرف. والعلاقات الدبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة مقطوعة منذ العام 1979 مع ازمة احتجاز الرهائن اثر اقتحام السفارة الاميركية في طهران.

لا تعليق أميركي
لكن يتم الاعتراف بشكل متزايد بأن ايران، التي لا تزال تعتبرها واشنطن دولة داعمة للإرهاب، يمكن ان تلعب دورًا في إعادة الاستقرار الى دول مثل سوريا والعراق. ورفض المتحدث باسم البيت الابيض جوش إرنست تأكيد او نفي هذا التقرير قائلًا "لست في موقع يخوّلني بحث رسائل خاصة بين الرئيس وأي قائد في العالم". وتتفاوض ايران والولايات المتحدة حاليًا على صفقة معقدة تتيح وقف البرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الاسلامية.

وكرر ارنست القول انه على هامش هذه المحادثات، التي تجرى ضمن مجموعة القوى الكبرى (5+1)، بحثت ايران والولايات المتحدة التهديد الذي يشكله الجهاديون. لكنه اكد الموقف الاميركي ان الولايات المتحدة "لن تتعاون عسكريًا مع ايران في ذلك الصدد، ولن نشاطرهم معلومات استخباراتية".

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان اوباما شدد في رسالته الى خامنئي على ان اي تعاون على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية سيكون رهنًا بالتوصل الى اتفاق شامل في المجال النووي مع اقتراب استحقاق 24 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي حدد موعدا لإبرام اتفاق.

الرابعة في 5 أعوام
اضافت الصحيفة ان الرسالة يعتقد انها الرابعة التي يوجّهها اوباما الى خامنئي منذ تولي الرئيس الاميركي السلطة في 2009. وقال مسؤولون اميركيون للصحيفة ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية لم يرد أبدًا شخصيًا على هذه الرسائل.

وقد عبّرت دول عدة حليفة لواشنطن في المنطقة، بينها اسرائيل وكذلك السعودية، عن مخاوف من محاولات الادارة الاميركية فتح حوار دبلوماسي مع ايران، وقالت مصادر الصحيفة الاميركية ان البيت الابيض لم يبلّغ ايًا من هذه الدول مسبقًا برسالة اوباما.

وسيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد نظيره الايراني محمد جواد ظريف وكذلك وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي في سلطنة عمان لاجراء جولة جديدة من المحادثات.

وسيجتمعون في مسقط التي استضافت محادثات سرية اميركية - ايرانية في العام 2012 أسفرت الى حد كبير عن اعادة طهران الى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي.
وبعد محادثات مسقط، ستنقل المفاوضات الى فيينا في 18 تشرين الثاني/نوفمبر. وتضم مجموعة 5+1 الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) الى جانب المانيا.

&