مع تأكيدات دبلوماسية عن عقبات تحول دون انعقادها في الدوحة، فإن أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني أعلن عن ترحيبه بقادة مجلس التعاون الخليجي في القمة المقبلة التي تستضيفها بلاده.&


&في كلمة افتتح بها دور الانعقاد الثالث والأربعين لمجلس الشورى القطري، قال الشيخ تميم بن حمد: "نرحب بأشقائنا قادة دول المجلس في قمتهم التي تستضيفها دولة قطر خلال الشهر القادم، آملين أن نخرج من هذه القمة بالقرارات التي تلبي وتحقق تطلعات وطموحات شعوبنا الخليجية، وتساهم في تحقيق ودعم الأمن والإستقرار في المنطقة".&
&
وأكد: "يظل مجلس التعاون لدول الخليج العربية البيت الإقليمي الأول. ويأتي دعمه وتعزيز علاقاتنا بدولِهِ الشقيقة كافة، وتعميق أواصر الأخوّة بيننا، في مقدمة أولويات سياستنا الخارجية".
&
وكان مصدر خليجي مطلع قال لـ"إيلاف" إن القادة الخليجيين يدرسون نقل القمة الخليجية الى الرياض، بعدما اصطدمت المساعي التي تبذلها الكويت لحل الخلافات بين الرياض وأبو ظبي والمنامة من جهة، وقطر من جهة أخرى، بعقبات.
&
كما كان أعلن عن إرجاء اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي كان مقرراً أن تستضيفه العاصمة القطرية يوم أمس الإثنين، تمهيدًا للقمة الخليجية في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
&
أزمات المنطقة&
&
وإلى ذلك، قال أمير دولة قطر في الخطاب إن منطقتنا تمر بمرحلة خطيرة تتلاقى فيها أزمات في العديد من دول المنطقة. وفي مقدمتها إخفاق مفاوضات السلام لحل القضية الفلسطينية، واستمرار سياسة الإحتلال والإستيطان في القدس والضفة الغربية، والحصـار علـى غـزة.&
&
وأشار إلى أن الأزمات الكبرى الأخرى فناجمة عن جر الحركات السلمية للشعوب في العراق وسوريا واليمن وليبيا إلى مواجهات دامية تتحمل مسؤوليتها القوى التي رفضت طريق الإصلاح والإنتقال السلمي التدريجي وواجهت الشعوبَ بالسلاح، فضلاً عن تنامي مخاطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد بعواقب وخيمة.&
&
ونوه تميم بن حمد إلى ما كان قاله في السابق من أن علاج الإرهاب والتطرف لا يمكن أن يكون بالقصف من الجو. يصح هذا من الناحية العسكرية، وكذلك من الناحيتين السياسية والإجتماعية، فلا بد من التخلص من الأسباب التي ساهمت في تشكيل بيئات اجتماعية حاضنة للتطرّف، ومن أهمها العنف غير المسبوق الذي مارسه النظام السوري، وتمارسه بعض الميليشيات في العراق. وأية سياسة لمكافحة الإرهاب في سورية والعراق لا تأخذ ذلك&في الإعتبار هي سياسة إدارة أزمات دون استراتيجيـة.&
&
رفض الإرهاب&
&
وتابع تميم قائلاً: ويهمني أن أضيف هنا، أن موقفنا من الإرهاب والتطرف الديني الذي يسيء للدين والمجتمع هو موقف الرفض القاطع والواضح بغض النظر عن تحليل أسباب نشوئه والتعامل معها. قال تعالى: "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" صدق الله العظيم.&
&
وتابع: "وإن منطلقنا في مكافحة الإرهاب وقتل النفس بغير حق، ورفض التطرّف هو أولاً وقبل كل شيء خطره الإجتماعي والحضاري على مجتمعنا وديننا وأمتنا. فلا نريد لأنفسنا ولأبنائنا أن يعيشوا في ظل مثل هذه الأفكار والممارسات".
&
ويشار الى أن دولة قطر متهمة بدعم تمويل الجماعات الارهابية، على انها ظلت تنفي رسمياً مثل هذه الاتهامات الموجهة اساسًا من حلفاء غربيين لها كالولايات المتحدة وبريطانيا.&
&
اليمن&
&
وعلى صعيد آخر، قال أمير دولة قطر إن وحدة واستقرار اليمن الشقيق أمر بالغ الأهمية، ليس لليمن فحسب، بل للمنطقة بأسرها، ولذا فإننا نناشد جميع القوى السياسية في اليمن تجنيب الشعب اليمني مزيدًا من الإنقسام والمعاناة، والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلام والشراكة، حتى تتحقّق للشعب اليمني الشقيق تطلعاته المشروعة في الأمن والإستقرار.&
&
واضاف: "لقد خرج شباب اليمن ضد النظام القديم في تحدٍ واضحٍ لأسلوب العنف المسلح، ورفضوا التعصب الطائفي والقبلي. وجسّد هؤلاء صورة مشرقة لمستقبل اليمن، كما فعل غيرهم من الشباب في ميادين المدن العربية، ورغم كلِّ من حاول إغراقَ أحلامِ هؤلاء الشباب بالدماء ما زلنا نرى فيهم الأمل والمستقبل لأوطانهم ولأمتهم".&
&
سوريا&
&
وعن الشأن السوري، قال تميم بن حمد إن حرب الإبادة التي يشنها النظام على الشعب السوري على مرأى ومسمع من العالم قد بلغت حد إلحاق العار بالمجتمعين العربي والدولي، وخاصة القوى الكبرى. ونحن ندعو مرة أخرى إلى عدم التقاعس في بذل الجهود اللازمة لكسر الجمود الذي يحيط بالشأن السوري والعمل على إيجاد تسوية سياسية تنهي ذلك الصراع بما يحقق آمال وتطلعات الشعب السوري الشقيق الذي فاقت معاناته الإنسانية كل قدرة على التحمل.&
&
فلسطين، ليبيا والعراق
&
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بوصفها القضية المركزية للأمة العربية، قال امير دولة قطر اننا إذ نحيّي صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي، فإننا نؤكد على دعم دولة قطر له في نضاله للحصول على حقوقه المشروعة كافة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود عام 1967. كما نؤكد وقوفنا مع الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني.&
&
وقال إننا نتطلع إلى تجاوز ليبيا الشقيقة محنتها، وندعو مختلف أطياف الشعب الليبي إلى التوافق ونبذ الخلافات ووقف إراقة الدماء وتكريس الشرعية بما يحقق للشعب الليبي تطلعاته في الأمن والإستقرار.&
&
وختم تميم بن حمد خطابه بالتعبير عن بالغ القلق للتطورات الأمنية في العراق الشقيق، وما سببته من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وانعدام الإستقرار، فإننا ندعو إخواننا في العراق إلى تحقيق الوفاق الوطني وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الجزئية والنزعات الانتقامية لتحقيق الإستقرار والمحافظة على وحدة العراق وسيادتـه.&
&