أعطت إيران تلميحات متشائمة حول التوصل لاتفاق نووي مع الدول الغربية الكبرى قبل موعد الاتفاق النهائي الشامل المقرر يوم 24 تشرين الثاني (نوفمبر).


نصر المجالي: أعلن مساعد وزير الخارجية، كبير المفاوضين الايرانيين، عباس عراقجي، صعوبة التوصل الى الاتفاق النووي النهائي الشامل لغاية 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري نظرًا لتعقيد القضايا وضيق الوقت، مضيفًا "لكننا لم نفقد الامل".

وقال عراقجي في تصريح للصحافيين في ختام يومين من المفاوضات الثلاثية بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري ومنسقة مجموعة "5+1" للمفاوضات النووية كاثرين اشتون، إن تشابك جميع القضايا يجعل الامور اكثر تعقيداً لذا من الصعوبة أن نصل الى نتيجة لغاية 24 نوفمبر لكننا لم نفقد الامل.

وحسب ما نقلته وكالة (فارس)، فإن عراقجي أضاف قائلاً: لسنا في موقف يمكننا القول فيه بأننا حققنا تقدمًا في المفاوضات ولسنا في موقف ايضاً يمكننا القول فيه باننا شهدنا تراجعًا.

وتابع عراقجي، لقد عقدت خلال اليومين الماضيين مفاوضات مكثفة جدًا في اطار 4 جولات استغرقت كل منها 3 ساعات اضافة الى محادثات جانبية استغرقت عدة ساعات ايضًا.

وقال عراقجي، إن المفاوضات تحظى بأبعاد واسعة جدًا لكننا وبعد ساعات من المفاوضات لسنا في موقف يمكننا القول فيه بأننا حققنا تقدمنا أو شهدنا تراجعاً.

وتابع كبير المفاوضين الايرانيين، أن المفاوضات متواصلة في جميع الابعاد وأن كل قضية تطرح تكون لها امور جانبية وتعقيدات كالقضايا الفنية والقانونية والسياسية.

قضيتان اساسيتان

واوضح قائلاً، هنالك قضيتان اساسيتان، إحداهما كيفية الغاء اجراءات الحظر المفروضة من اربعة جوانب، وهي مجلس الامن والاتحاد الاوروبي والكونغرس الاميركي والرئيس الاميركي، وكل منها متباينة عن الآخر من الناحية التنفيذية، والقضية الثانية هي حجم تخصيب اليورانيوم والقضايا الجانبية ذات الصلة.

وصرح عراقجي بأن المفاوضات المكثفة مازالت مستمرة حول حجم الاحتياطي ومفاعل اراك ومنشاة فردو واضاف، لقد تفاوضنا بصورة مباشرة ووثيقة وعملانية ومازالت المفاوضات مستمرة بصورة جدية وحقيقية، لكننا لسنا في موقف يمكننا القول فيه بأننا حققنا تقدمًا.

واشار الى مفاوضات الثلاثاء بين ايران ومجموعة "5+1" في مسقط، موضحًا بأنه سيتم الى جانب المفاوضات الرئيسية اجراء مشاورات ثنائية مع الصين وروسيا ايضًا واضاف، هنالك احتمال بأن نجري لقاء ثنائيًا مع الوفد الاميركي وسنقرر مساء الثلاثاء إن كنا سنواصل المفاوضات الاربعاء ايضًا ام لا.

واكد قائلاً، "نحن جادون تمامًا وسنبقى في سلطنة عمان لمواصلة المفاوضات لأي وقت يستلزم الامر"، مردفاً القول، انه لم يتم لغاية الان التوصل الى أي اتفاق الا أن الفرق في هذه الجولة من المفاوضات عن سابقاتها هو اننا ركزنا بصورة كاملة على سبل الحل وأن القضايا اصبحت محددة بدقة وصراحة.

ونوه عراقجي الى اننا "لم نصل الى حل حاسم في أي من القضايا، واضاف، هنالك آراء وافكار مختلفة لأي قضية حيث أن لبعضها ارضية القبول لدينا والبعض الآخر منها لدى الطرف الاخر ولكن الاشكاليات والهواجس والمشاكل مازالت في محلها".

واعرب عن امله بالتوصل الى اتفاق في الخطوط العريضة للقضية، وقال، إن هذا الاحتمال وارد ويحدونا الامل ولكن لا يمكننا القول بأننا متفائلون.

تصريحات أوباما

وحول التصريحات الاخيرة للرئيس الاميركي باراك أوباما ومدى تاثيرها على اجواء المفاوضات، قال عراقجي لا ينبغي في هذه الظروف الحساسة الاهتمام كثيرًا بالاجواء الاعلامية المثارة، وأن المهم برأينا هو اننا نشهد الجدية اللازمة لدى الوفد الاميركي.

واضاف، بطبيعة الحال هنالك لكل دولة مواقفها التي تعلنها من الناحية السياسية، ونحن لا نهتم كثيرًا بمثل هذه المواقف التي يأتي بعضها للرد على السياسات الداخلية للدول، بل نركز على المفاوضات للوصول الى الحل.

الطرد المركزي

الى ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم إن اجهزة الطرد المركزي طراز IR5 هي من الاجهزة المستخدمة لمنظمة الطاقة الذرية وقد بدأ العمل باختبارها قبل اتفاق جنيف واختبرت ايضاً في اذار (مارس) الماضي وتختبر متى ما دعت الضرورة.

واضافت افخم في تصريحات، الثلاثاء، ردًا على تصريحات نظيرها الاميركي ، أن موضوع اختبار اجهزة الطرد المركزي يعتبر جزءًا من النشاطات البحثية التي تقوم بها منظمة الطاقة الذرية الايرانية.

وقالت إن جميع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي نشرت خلال الاشهر السبعة الماضية تؤكد التزام ايران باتفاق جنيف ولم يظهر فيها أي مورد يبين انحرافًا ما عن الاتفاق.

ووصفت افخم اثارة هذه المواضيع بأنها ترمي للاثارات الاعلامية فقط، ولا تكتسب أي اهمية، فضلاً عن أن اجراء الاختبارات على هذا النوع من الاجهزة سيتم متى ما دعت الحاجة.

تفاؤل روسي

على صعيد متصل، قال مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في ختام جولة محادثات نووية بين ممثلين للقوى الست الكبرى وإيران في مسقط، الثلاثاء، إن المفاوضات وصلت إلى منتصف الطريق، معربًا عن تفاؤله في أن تؤدي هذه المفاوضات إلى نتيجة.

وأضاف ريابكوف في تصريحات للصحافيين أن "الجهد الذي يبذل هنا، وما وصلت إليه الأمور هو أمر غير مسبوق، وأن أهم العقبات هو عدم قدرة الأطراف على بناء جسور في ما بينها بخصوص العقوبات وبخصوص التخصيب".

وأعرب مساعد وزير الخارجية الروسي عن ثقته أن "المفاوضات ستصل إلى نتيجة و ستبلغ هدفها النهائي"، مضيفًا أن "لا شيء يدعو للتشاؤم".

اتفاق روسي ايراني

من جهة ثانية، وقعت شركات تابعة لوكالتي الطاقة الذرية في روسيا وإيران اتفاقاً في موسكو يوم الثلاثاء ينص على بناء روسيا محطتين جديدتين للطاقة النووية في إيران.

ويأتي الاتفاق قبل انقضاء مهلة في 24 نوفمبر تشرين الثاني للتوصل لاتفاق بين إيران والقوى العالمية الست للحد من أنشطة برنامج طهران النووي الذي يقول الغرب إنه يهدف إلى تصنيع أسلحة نووية في حين تقول إيران إن أهدافه سلمية.

ووفقًا لمذكرة التفاهم التي وقع عليها سيرجي كيريينكو رئيس مؤسسة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية وعلي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فإن روسيا ستتعاون أيضاً مع طهران في تطوير المزيد من محطات الطاقة النووية في إيران وستدرس انتاج مكونات وقود نووي هناك.

ويشار الى ان روسيا واحدة من القوى العالمية الست التي تجري محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي.