وصل ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى بريسبان ممثلًا بلاده في قمة مجموعة العشرين، التي تجتمع دولها على هدف صعب التحقق، وعلى خوف من ركود أوروبي يشدّ الاقتصاد العالمي نحو التباطؤ.
حيان الهاجري من الرياض: تشارك السعودية في قمة مجموعة العشرين بوفد رفيع المستوى، يترأسه الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
مكانة مؤثّرة
وقد وصل الأمير سلمان إلى بريسبان الأسترالية، فاستقبله في مطارها الدولي رئيس حكومة كوينزلاند كامبل نيومان، والوزير المساعد للدفاع ستيوارت روبرت، ونائب السكرتير الرسمي للحاكم العام مارك فرايزر.
ومشاركة الأمير سلمان في قمة مجموعة العشرين تجذب الأنظار، لأنها المرة الأولى التي تشارك فيها السعودية بوفد رسمي رفيع المستوى، بعدما كانت تتمثل في القمم السابقة بوزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، أو وزير ماليتها ابراهيم العساف.
فقد أيقنت السعودية اليوم أنها لاعب إقليمي ودولي كبير، وعليها أن تثبت مكانتها المؤثرة على خريطة التحالفات الدولية، والمؤتمرات التي تعالج أمورًا عالمية.
فالسعودية الكبرى نفطيًا أدركت اليوم أن دورها وازن في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية العالمية، خصوصًا أن لها اليد الطولى اليوم في حرب عالمية جديدة على الارهاب.
الهدف ليس سهلًا
إلى ولي العهد السعودي، تقاطر قادة دول مجموعة العشرين إلى بريسبان، التي صارت محط أنظار العالم، عشية افتتاح القمة السبت. فتحولت إلى قلعة حصينة بفضل الإجراءات الأمنية المشددة. وقُدّرت أعداد وفود الدول بنحو 4 آلاف شخص، يتابعهم نحو 3 آلاف صحافي وإعلامي.
وقد وضع قادة الدول العشرين الأكبر اقتصاديًا في العالم نصب أعينهم هدفًا ليس سهلًا، وهو انتشال الاقتصاد العالمي من كبوته، التي سببها انخفاض حاد في أسعار السلع وتراجع مؤشرات الاقتصاد الكلي في كبريات الاقتصاديات العالمية.
وهذه القمة وازنة فعلًا، إذ تمثل دول مجموعة العشرين نحو 85 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي، ونحو 57 بالمئة من الحجم الإجمالي للتجارة حول العالم، وفقًا للبنك الدولي ولصندوق النقد الدولي. كما أن القمة تنعقد اليوم في خضم تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وتراجع أسعار النفط مع وفرة الإنتاج، ومع إنهاء برامج التحفيز في الولايات المتحدة، وما له من تداعيات على الأسواق الناشئة.
العقد الأوروبي الضائع
تخشى الولايات المتحدة من عقد ضائع بالنسبة للاقتصاد الأوروبي، لذا دعت قادة منطقة اليورو إلى خطوات حازمة توقف تراجع النشاط، في أوروبا التي تبدي مؤشّرات جديدة للتباطؤ.
وكان وزير الخزانة الأميركي جاكوب ليو حذر قبل القمة من أنه لا يمكن للعالم أن يحتمل عقدًا ضائعًا في أوروبا، "ولا بد من قيام السلطات الوطنية والمؤسسات الأوروبية الأخرى بخطوات حازمة للحدّ من مخاطر انزلاق المنطقة إلى تراجع أكبر".
وكانت دول مجموعة العشرين حدّدت هدفًا لها في شباط (فبراير) زيادة الثروات العالمية بنسبة 2 بالمئة خلال السنوات الخمس المقبلة.
التعليقات