قررت الدول الخليجية إعادة سفرائها إلى قطر معلنة فتح "صفحة جديدة" في العلاقات الخليجية. وقالت مصادر "إيلاف" إن اجتماع القمة الذي استضافته الرياض أمس كان صعبًا وكاد ينتهي بخلاف كبير لكنه خلص الى نتائج ممتازة حيث حسم خادم الحرمين الموضوع وطلب من الحاضرين التوقيع على محضر الالتزام ببنود اتفاق الرياض.


إيلاف من الرياض: وفقًا للمعلومات التي نقلتها "إيلاف" منذ الخميس الماضي، استضافت العاصمة السعودية الأحد قمة استثنائية، ضمت قيادات دول مجلس التعاون الخليجي، وانتهت بقرار مفاجئ، قضى بعودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة.
&
ونقل مصدر خليجي مطلع لـ إيلاف أجواء الاجتماع الذي اتسم بالصعوبة لكنه خلص الى نتائج ممتازة. وكشف المصدر أنّ الاجتماع كاد ينتهي بخلاف كبير، وخصوصًا مع رفض قطر في البداية التوقيع على محضر الالتزام، واعتبرت ان ذلك اعتراف بالاتهامات الموجهة إليها.
&
إلا أنّ موقف خادم الحرمين كان حاسمًا في هذه المسألة فقال "اما التوقيع او فض الاجتماع. عودوا الى بلادكم... ولا قمة في الدوحة بعد الان"، ما حث المجتمعين على توقيع التعهد بالالتزام ببنود اتفاق الرياض.
&
قرار سعودي
&
وبذلك، اتباعًا لتوجهات الملك عبدالله، الذي لا يغادر فرصة إلا ويغتنمها لتقريب وجهات النظر الخليجية، خيّبت السعودية آمال مراقبين حضروا إلى الرياض ليواكبوا القمة، مراهنين على فشلها، واتساع الهوة الخليجية - القطرية.
&
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز
&
فمع إشراف وساطة الكويت على الفشل قبيل القمة، كان الملك عبدالله حاسمًا في قراره طي صفحة الخلافات الخليجية، وعقد اتفاق مصالحة طال انتظاره، داعيًا الحاضرين في القمة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى انتهاز هذه الفرصة لفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الخليجية.
&
ويسجل لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحد الجابر الصباح الجهد المضاعف الذي بذله في الأيام السابقة لتقريب وجهات النظر بين الدول الأشقاء، حيث بذل جهدا مضاعفا وتحمل اعباء كبيرة في هذا المجال.
&
مرونة إماراتية
&
وعلمت "إيلاف" من المصدر المطلع على كواليس القمة إن الشيخ محمد بن زايد لعب دورًا مشجعا في التوصل إلى "اتفاق الرياض التكميلي"، الذي يفتح صفحة جديدة نحو كيان خليجي قوي ومتماسك، وإعادة اللحمة إلى مجلس التعاون الخليجي.
&
العاهل السعودي مستقبلًا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد
&
القرضاوي صمت
&
يصف المصدر لـ"إيلاف" اجتماع الساعة الواحدة بالناجح في كل المقاييس. فالمرونة الاماراتية والحسم السعودي التقيا بتطور إيجابي في الموقف القطري، تمثل بتعهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال الاجتماع بوقف حملات "الجزيرة" المسيئة لدول الخليج، وببذل الجهود الحثيثة لتعزيز التعاون الخليجي.
&
أما في موضوع الشيخ يوسف القرضاوي، الحاصل على الجنسية القطرية، فأخبر المصدر "إيلاف" أن الدوحة أكدت أن القرضاوي صمت، وليس من اللائق إخراجه.
&
في سياق متصل، قال المصدر نفسه لـ "إيلاف" إن التوصل إلى هذا الاتفاق التكميلي يعيد القمة الخليجية الثانية والعشرين إلى الدوحة، لتنعقد في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بعدما سرت اخبار بترحيلها إلى العام المقبل، لتعقد في الرياض أو الكويت.
&
العاهل السعودي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد
مصافحة المغرب
&
لكن ما الذي حصل في هذه "الساعة الواحدة" في الرياض لتنقلب الأمور رأسًا على عقب بهذه الطريقة؟ يرد المصدر نفسه المرونة الاماراتية والإيجابية القطرية إلى حدث حصل السبت في المغرب، لم تنتبه إليه وسائل الاعلام، لانشغالها بتغطية فعاليات زفاف الأمير مولاي رشيد، شقيق الملك المغربي محمد السادس.
&
فأثناء الحفل، صافح الشيخ محمد بن زايد الشيخة موزة المسند، والدة الأمير القطري، ثم تبادل معها حديثًا قصيرا لم يعرف تفاصيله احد. ولم يعرف المصدر اذا استتبع ذلك الحديث مكالمة هاتفية بين الجانبين، مهدت الطريق نحو التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع القمة.
&
&
الشيخ محمد بن زايد والشيخة موزة المسند في حفل زفاف مولاي رشيد
عادوا
&
وفيما تجنبت الوكالة القطرية للأنباء الاشارة إلى الشيخ محمد بن زايد في الخبر الذي بثته، جاء البيان الرسمي السعودي حول قمة الساعة الواحدة ليشير مرارا وتكرارا الى الشيخ محمد بن زايد، علمًا أنّ البروتوكولات المعتمدة في مثل هذه القمم لا تشير في العادة إلى غير الزعماء والملوك والرؤساء متى حضروا، بينما كان هو الشخصية الثانية في الوفد الاماراتي.
&
ويتوقع المصدر لـ"إيلاف" أن يكون هذا الأمر دلالة على الدور المرن الذي لعبه الشيخ محمد في التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي، أو إلى دور مستقبلي يحضر له.
&
وفي البيان، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين إعادة سفرائها إلى الدوحة، بعد ثمانية أشهر من سحبهم، بموجب اتفاق الرياض التكميلي.
&
وقال البيان الذي بثته وكالة الانباء السعودية إن الاجتماع، الذي غابت عنه سلطنة عمان، جاء لترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك وما يتطلع إليه أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من لُحمةٍ متينةٍ وتقارب وثيق، مؤكدًا التوصل "إلى اتفاق الرياض التكميلي"، الذي سيكون اتفاقًا مكملًا لاتفاق الرياض الأساسي، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي التزمت قطر حينها بتنفيذ بنوده.
&
في ما يلي نص بيان دول مجلس التعاون الخليجي الذي بثته واس بعد انتهاء القمة (الرابط)
&
خادم الحرمين يشكر قادة الخليج
&
في سياق متصل، نوه اليوم مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية التي عقدت برئاسة ولي ولي العهد، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، بما قررته السعودية والإمارات والبحرين بعودة سفرائها إلى قطر، ناقلاً شكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى قادة الخليج.
&
وقال بيان صادر من المجلس، ونقلته وكالة الأنباء السعودية (واس): "اطلع مجلس الوزراء على نتائج اجتماع قمة الرياض التي عقدت أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ جاءت لترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك وما يتطلع إليه أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من لحمة متينة وتقارب وثيق، وما تم التوصل إليه في اتفاق الرياض التكميلي الذي يصب في وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها".
&
ونقل ولي ولي العهد خلال الجلسة شكر وتقدير خادم الحرمين الشريفين لقادة الدول على ما ساد الاجتماع من حرص على كل ما فيه مصلحة الدول الشقيقة، مشيداً بحكمة "خادم الحرمين الشريفين وإخوانه التي أفضت إلى تحقيق هذه النتائج".