بعد اقتراح رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون بحصر الترشيح الرئاسي بينه وبين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، بادر هذا الأخير بالترحيب بالأمر فاتحًا باب معراب للجنرال.
بيروت: بعد مبادرة رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ودعوته إلى حصر الترشيح للانتخابات الرئاسية بينه وبين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بادر جعجع بالقول إنه مستعد لزيارة الرابية وكذلك أبواب معراب مفتوحة للجنرال ميشال عون، فهل أصلحت مبادرة عون ما فرقته السياسة سابقًا بين عون وجعجع؟
يقول النائب سليم سلهب ( التكتل العوني) لـ "إيلاف" إن وجهة النظر اليوم بخصوص مبادرة عون الرئاسية متطابقة بين فريقي القوات اللبنانية والتيار العوني، ولكن لا وجود لخطوات تظهر تقريب المسافات بين الفريقين، لأنه لو تم ذلك كان الأجدى القيام بخطوات مماثلة مع سائر الكتل النيابية للوصول إلى نتيجة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، ولكن حتى الآن لا وجود لديناميكية محددة تشير إلى التوافق بين الفريقين لتقريب المسافات من أجل أن يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
يلتقيان لكن يفترقان أكثر
وردًا على سؤال أين يلتقي التيار الوطني الحر اليوم مع القوات اللبنانية وأين يفترقان؟ يجيب سلهب :" من الناحية الداخلية يتفق الجميع على أسس محددة، لأن الوضع الداخلي الوطني بالتشخيص كلنا متفقون، أما بآلية الخارج فنحن مختلفون عندما يتدخل الخارج، فنحن نختلف على الرؤيا من خلال ما يجري في سوريا، ومع إيران وغيرها، والأمور التي نختلف عليها خارجيًا ترتد داخليًا من خلال عدم التوافق والوصول إلى نتيجة.
لا خلط للأوراق
ولا يرى سلهب أي إمكانية لخلط أوراق التحالفات السياسيّة، وفي الوقت الحاضر قد تتغير الأمور بعد انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.
ويلفت سلهب إلى أن الوعد كان في السابق أنه إذا توافقنا على بعض الأمور مع القوات اللبنانية ستقرب المسافات وتبين أن اقتراح الجنرال عون شكل موضوع توافقي بيننا وبين القوات اللبنانية نأمل أن يمضي به الآخرون أقله في الأمور الحوارية لنر أين سنصل من خلاله.
تستحق التوقف عندها
أما النائب فادي كرم ( القوات اللبنانية) فيؤكد أن مبادرة عون وإن جاءت متأخرة وفاقدة للأصول الديمقراطية لأنها تشترط إنسحاب الآخرين، إلا أنها تستحق أن نتوقف عندها من أجل البحث والتعمق في سبل تأطيرها بالأطر الديمقراطية والدستورية ولا يكون ذلك إلا من خلال بحثها في مجلس النواب من قبل الكتل النيابية، بناء على أن التسويات كاملة كانت أم جزئية تنجز من خلال موافقة الجميع.
ويلفت كرم إلى أن عون في اشتراطه حصر المبارزة الرئاسية بين مرشحين إثنين إنما يتطلب الأمر تنازلاً اختياريًا من الآخرين عن حقهم بالترشح، ويشير كرم إلى أنه تبعًا لما تقدم فإن المطلوب من& رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون القيام بإقناع حلفائه بمبادرته الرئاسية وأخذ الموافقة منهم حتى يصار بعدها إلى بحثها بين قوى 14 آذار ودخولها إلى حيّز التنفيذ.
تتلاقى مع القوات
وردًا على سؤال هل تتلاقى مبادرة عون مع تطلعات القوات اللبنانية يجيب كرم "إن مبادرة عون الرئاسية وبغض النظر عن مساوئها الديمقراطية، تتلاقى مع روحية مبادرة القوات اللبنانية وقناعاتها لجهة دعوتها العماد عون إلى خوض الإنتخابات الرئاسية على قاعدة التنافس المباشر بينه وبين جعجع، إلا أن عون ضمنيًا يراهن على صفقة تُبعد جعجع وغيره من المرشحين عن السباق الرئاسي.
ويأسف كرم أن يكون الأداء السياسي للعماد عون هو أنه يلجأ دائمًا إلى طرح المبادرات "لغاية في نفس يعقوب" وليس بهدف التوصل إلى الحلول الوطنية خصوصًا في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، علمًا& أن الأجواء الإيجابية التي يتحدث عنها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، دفعت بعون إلى نسفها من خلال أخذ الأمور إلى مكان آخر.
التعليقات