تلقت خطة الأمم المتحدة لـ"تجميد" القتال في مدينة حلب ضربة قاسية بعد ان رفضها قادة ميدانيون في فصائل المعارضة المسلحة داخل المدينة وممثلوهم في الخارج.


عبدالإله مجيد من لندن: في وقت سابق، أعلن المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ان الطريق الوحيد لاحراز تقدم هو "تجميد" الحرب في حلب لتمكين المساعدات الانسانية من دخول المدينة.&

ولكن قياديين في المعارضة المسلحة أكدوا ان احدا لم يبين لهم كيف ستوضع الخطة في حيز التنفيذ عملياً أو كيف يمكن حمل الجماعتين الجهاديتين الرئيسيتين في شمال سوريا، تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وجبهة النصرة، على تنفيذ الخطة.&

وقال ابو عبده القيادي في جيش المجاهدين، أحد الفصائل الكبيرة في حلب، "ان المبعوث الذي ارسله دي ميستورا للتباحث معنا قائلا انهم يريدون تجميد الجبهة، لم يشرح لنا قط ما يعنيه بذلك حين تحدثنا معه".&

واضاف ابو عبده ان الثوار لم يتلقوا أي ضمانات بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق على التجميد.

وأعرب القيادي في "جيش المجاهدين" عن مخاوفه متسائلا "إذا وافقنا على تجميد خطوط الجبهة وفي اليوم التالي عبر النظام هذا الخط الأحمر، ماذا سيحدث حينذاك؟"

وقال ابو عبده: "ستكون عندنا سريبرينتشا أخرى"، في اشارة الى المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية بحق أكثر من 8000 مسلم تحت أنظار قوات حفظ السلام الدولية في البوسنة عام 1995.

وتعتبر خطة "التجميد" أول مشروع محدَّد يتقدم به دي ميستورا منذ أصبح مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا في تموز/يوليو الماضي.

وحرص دي ميستورا على تمييز "التجميد" عن "وقف اطلاق النار" من النمط الذي باء بالفشل مرات متكررة في سوريا ولكنه لم يوضح الفارق بين الاثنين مكتفيا بالقول ان الخطة طريقة "ملموسة وواقعية" لخفض العنف وإذا نُفذت فانها يمكن ان تشكل نموذجاً يُطبق في مناطق أخرى.&

ولكن الثوار يقولون ان الخطة تذكِّرهم باتفاقات محلية سابقة لوقف اطلاق النار أسهمت في إضعاف فصائل المعارضة المعتدلة لصالح جبهة "النصرة" و"داعش".&

وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة لقوى المعارضة احمد طعمة ان لا أحد يعارض التجميد من حيث المبدأ ولكنه يخشى ان يهمش التجميد بدائل أفضل.

وأوضح طعمة في حديث لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية قائلا "نحن نخشى ان تبسط خطة دي ميستورا هيمنتها ولن يكون هناك نقاش لأي شيء سواها".&

وكان ائتلاف المعارضة السورية أصدر بيانا قبل ايام قال فيه ان خطة دي ميستورا يجب ان تتضمن اقامة ملاذات آمنة محمية ومنطقة حظر جوي.

ودأبت ادارة اوباما على رفض فكرة اقامة ملاذ آمن للاجئين بحماية المجتمع الدولي، وأكد هذا الرفض مجدداً نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خلال زيارته الاسبوع الماضي الى تركيا.&

وقال مراقبون ان العقبة الرئيسية الأخرى التي تقف بوجه دي ميستورا وخطته هي العقبة نفسها التي أجهضت اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار، أي قناعة جميع الأطراف بأن مستقبلها سيكون أفضل من دون وقف اطلاق النار.&

في هذه الأثناء، تقف قوات النظام على بعد 3 كلم عن تطويق حلب ودق اسفين بين أكبر معقلين للمعارضة المعتدلة في شمال سوريا.&

وتحسبا لهذا الاحتمال كثفت الولايات المتحدة عملياتها لتدريب مقاتلين من فصائل المعارضة المعتدلة.

وقال قائد عسكري لصحيفة الديلي تلغراف طالبا عدم كشف اسمه ان الولايات المتحدة اضافت فصائل معتدلة مثل فصيله الى قائمة المشمولين ببرنامج التدريب وبدأت اجراء مقابلات مع المرشحين لدورات التدريب في آب/اغسطس، أي قبل شهر كامل على اعلان الرئيس باراك اوباما تسريع المساعدات العسكرية الاميركية للمعارضة السورية.