انتقد معارضون سوريون توقف برنامج الغذاء العالمي عن تقديم معوناته للاجئين السوريين، ووصفوا القرار بأنه الارهاب بعينه، متسائلين كيف تجف موارد العمل الانساني بينما ترصد المليارات لقصف داعش.

اسطنبول: أسف الناشط السوري أبو جعفر المغربل لإيقاف برنامج الغذاء العالمي معوناته للاجئين السوريين، "بعد أن تقطعت فيهم سبل العيش في المخيمات بعيدًا عن القصف الهمجي من طائرات ميليشيا الأسد وقوات التحالف".

الارهاب بعينه

وقال المغربل لـ"إيلاف": "المريب في الموضوع أن الجميع يتحدّث عن مأساتهم ومن ثم يتحكم بحياتهم اليومية من أجل رغيف الخبز من باب دعائي فقط". وأضاف: "اليوم، وبعد أن رصدت قوات التحالف خمس مئة مليار دولار لمحاربة ما يسمونه الإرهاب، يوقف برنامج الغذاء العالمي المعونات عن اللاجئين السوريين المشردين في بلاد الجوار بحجّة نقص التمويل".

وأشار إلى أن إيقاف هذه المعونات لا يمت للإنسانية بصلة، وهو الإرهاب بحد ذاته، "لأن الموجودين في المخيمات والذين تم إيقاف المعونات عنهم ليسوا سوى أطفال يتامى ونساء أرامل، هُدمت بيوتهم وقتل ذووهم ممن يعينهم، وهربوا من هول الحرب إلى المخيمات، وإيقاف المعونات هو قتل الشعب السوري عن قصد، لاسيما أننا في فصل الشتاء وهم بأمسّ الحاجة للشعور بالدفء بعيدًا عن بيوتهم المهدّمة في ظل الأوضاع الإنسانية والمأسوية التي يعيشونها هذه الأيام".

الموت جوعًا

كان هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني، رأى أن إعلان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بأنه سيعلق المساعدات الغذائية لمليون و700 ألف لاجئ سوري في دول الجوار بسبب نقص التمويل، "مدعاة للقلق الشديد، خصوصًا أن نسبة كبيرة من اللاجئين تعتمد اعتمادًا كبيرًا على هذه المساعدات، وأنهم مقبلون على شتاء قارس، وقد بدأت الآثار الكارثية لفصل الشتاء بالتسبب بمعاناة هائلة، حيث أفادت تقارير بوفاة بعض اللاجئين السوريين في لبنان من شدة البرد".

وشدد على أن تعليق القسائم التي توزعها الأمم المتحدة سيعرّض الآلاف من الأسر للموت جوعًا وسوف يضع المزيد من الضغوط على البلدان المضيفة التي استنزفت مواردها وهي تحاول استيعاب مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.

ولام المجتمع الدولي وقال إنه يتحمل مسؤولية أخلاقية لمنع المجاعة التي تلوح في الأفق وتهدد المئات من اللاجئين، ومن واجبه توفير الأموال اللازمة للاستمرار في تقديم المساعدات عن طريق برنامج الغذاء العالمي.

مناخ الإرهاب

واعتبر نصر الحريري، أمين عام الائتلاف: "أنّ إيقاف برنامج الأغذية العالمي في الأمم المتحدة للمساعدات الغذائية سلوك غير واقعي وليس متناغمًا مع احتياجات الواقع الإنساني المأسوي الذي يواجهه السوريون".

ووصف القرار "بالارتجالي"، مبررا: "لم يأخذ بحسبانه المتغيرات المختلفة التي يشهدها الواقع السوري". وقال الحريري: "من غير المنطق، في الوقت الذي يخصص فيه العالم مئات المليارات لمكافحة الإرهاب، أن يوقف المساعدات الإنسانية للهاربين من براميل الأسد وسلاحه المدمر".

واعتبر أن هذه الخطوة تصنع بطريقة أو بأخرى مناخًا مناسبًا لإنتاج التطرف والإرهاب بين المهجرين والنازخين واللاجئين.

وقال: "لا بد من تصحيح هذا القرار وإعادة النظر فيه، ولا بدّ للمنظمات الدولية أن تكون أكثر مسؤولية في مواجهة هذه الاضطرابات الاجتماعية والسياسيّة التي تعيشها المنطقة، لأنّ عدم التعامل بمسؤولية مع هذه المنطقة ينعكس سلبًا على كافة دول العالم في القريب العاجل، فمن غير المنطق أن تجمع كلمة العالم على دعم العمل المسلّح في حين تقف عاجزة عن إطعام طفل جائع".

تعليق المساعدات

كان برنامج الاغذية العالمي قد&أعلن الاثنين تعليق برنامجه للمساعدات الغذائية التي تتم بواسطة قسائم شراء لـ 1,7 مليون لاجئ سوري في الدول الواقعة على حدود سوريا، بسبب نقص الوسائل المالية.

وأعلنت الوكالة المتخصصة التابعة للامم المتحدة انها اضطرت إلى تعليق هذا البرنامج لحساب اللاجئين السوريين الفقراء في الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، الذين كان يمكنهم بواسطة هذه القسائم شراء المواد الغذائية من متاجر محلية.

واضاف البرنامج في بيان: "عواقب وقف المساعدة كارثية بالنسبة إلى اللاجئين الذين بات عليهم أن يناضلوا من اجل البقاء لمواجهة شتاء قاس". واعتبرت مديرة برنامج الاغذية العالمي ارثارين كوزان أن تعليق المساعدة الغذائية لبرنامج الاغذية العالمي سيعرض للخطر صحة وسلامة هؤلاء اللاجئين، وقد يؤدي إلى اثارة توترات جديدة".