تلقى برنامج الأغذية العالمي 52 مليون دولار من العاهل السعودي لمساعدة اللاجئين السوريين، الأمر الذي سمح، مع مساهمات جهات مانحة أخرى، بجمع 88 مليون دولار، كما أعلن البرنامج التابع للأمم المتحدة الأربعاء. في وقت شدد رئيس الوزراء اللبناني على أن لبنان بات بحاجة ماسة إلى مساعدة دولية لدعمه في تحمل عبء قرابة 1.5 مليون لاجئ سوري.
جنيف: في الاسبوع الماضي اعلن برنامج الاغذية العالمي انه سيجد نفسه مضطرًا، بسبب نقص الاموال، الى تعليق توزيع القسائم الغذائية لنحو 1.7 مليون لاجئ سوري في الدول المجاورة لسوريا.
وكان البرنامج وجّه نداء عاجلًا لجمع اموال، متوجهًا خصوصًا الى الجمهور عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وكان ينقصه 64 مليون دولار لشهر كانون الاول/ديسمبر، وقد تم الحصول عليها أخيرًا، واكثر منها ايضًا، وهكذا فان توزيع القسائم الغذائية (30 دولارا للشخص شهريا) سيتواصل.
هذه المساهمة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، كشف عنها في بيان للمتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الذي رحّب بهذه "المساهمة السخية". وفي الاجمال، قدم العاهل السعودي شيكا بقيمة 104 ملايين دولار لبرنامج الاغذية العالمي، وذلك ايضا لمساعدة لاجئين من كينيا واثيوبيا ايضا.
الحكومات هي التي اسهمت بالحصة الاكبر في جمع هذا المبلغ. وبين المانحين بلجيكا والاتحاد الاوروبي (6.2 ملايين دولار) والمانيا (5.4 ملايين) وايرلندا (1.1 مليون) وهولندا (7.5 ملايين) والنروج (10.2 ملايين) وقطر (مليونان) وسويسرا (2,1 مليون). والنداء الذي اطلق عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمؤسسات سمح بجمع 1.8 مليون دولار.
لبنان يطلب مساعدة دولية
شدد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام الاربعاء في بداية زيارة رسمية الى فرنسا على ان لبنان بات بحاجة ماسة الى مساعدة دولية لدعمه في تحمل عبء قرابة 1,5 مليون لاجئ سوري على اراضيه.
وقال سلام ان "لبنان يمر في احدى اكثر المراحل خطورة في تاريخه. فاضافة الى الازمة السياسية والمؤسساتية، تضاف صعوبات اقتصادية واجتماعية كبرى تأتي لتزيد من تعقيدات تدفق قرابة مليون ونصف مليون سوري ما يمثل عبئا يستحيل تحمله".
واضاف رئيس الوزراء اللبناني في كلمة القاها امام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية ان "اللاجئين السوريين يشكلون عبئا ثقيلا ويؤثرون سلبا&في لبنان. وبانتظار عودتهم، نحتاج دعما اقليميا ودوليا".
وشدد على ان الازمة السورية اثرت على "الوضع الامني الداخلي في لبنان"، وخصوصا في شرق البلاد الحدودي مع سوريا، حيث هاجم جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، القوى الامنية اللبنانية، واحتجزوا نحو ثلاثين جنديا وشرطيا رهائن.
واوضح ان "البلد يعيش على وتيرة ازمة رهائن وابتزاز دنيء. الخاطفون يوجّهون الينا كل اسبوع انذارات. لقد قطعوا رأسي رهينتين حتى الان، وقتلوا اثنين اخرين بدم بارد ويواصلون التلاعب بشكل فظيع باهالي المحتجزين الخمسة والعشرين الباقين". وردا على سؤال حول النزاع في سوريا، قال سلام ان الهجمات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد لا تقضي على تنظيم الدولة الاسلامية او جبهة النصرة. وقال "يتعين القيام بأمر ما على الارض، ينبغي اجراء مشاورات بين التحالف وكل دول المنطقة لوضع حد لهذا العنف".
واعرب عن اسفه "لان المواجهة بين الاميركيين والروس في اوكرانيا وفي سوريا، لا تساعد على الحلحلة، وفي اطار هذه المواجهة لن يكون هناك حل". وسلام الذي يمارس منذ ايار/مايو مع الحكومة كل الصلاحيات التنفيذية في ظل غياب رئيس للجمهورية بسبب عدم الاتفاق على انتخاب رئيس للدولة، سيلتقي الجمعة الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس.
&
التعليقات