بدأ جيب بوش ومساعدوه يطلقون اشارات قوية متزايدة الى ان حاكم ولاية فلوريا السابق يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2016 فيما أكدت مصادر قريبة من شقيق الرئيس السابق جورج بوش انه قد يعلن قراره في غضون شهر.


عبدالإله مجيد من لندن: لجأ جيب بوش مؤخرا الى البريد الالكتروني لمخاطبة كبار المانحين من مؤيدي الحزب الجمهوري طالبا منهم "ان يحتفظوا بأموالهم ويكونوا مستعدين" الى حين اعلان قراره.

وأخذ حلفاء الشقيق الأصغر للرئيس السابق جورج بوش يدعون منظمي حملات التبرع الى عدم رمي ثقلهم وراء كريس كريستي حاكم ولاية نيو جرسي أو غيره من منافسي جيب بوش المحتملين.

كما يتصل مايك ميرفي كبير المخططين الاستراتيجيين في طاقم بوش بالمتطوعين المحتملين طالبا منهم ألا يعملوا لأي مرشح آخر وان ينتظروا اعلان بوش عما قريب.
&
ولدى بوش الذي لم يشغل منصبا عاما منذ ثمانية اعوام محفظة كبيرة من المصالح الاقتصادية من ضمنها صناديق استثمارية ضخمة خارج الولايات المتحدة يعمل الآن على فك ارتباطه بها قبل ان تنطلق الحملة الانتخابية.&

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصدر قريب من بوش "انه يعرف ان عليه ان يغلق هذا الملف" قبل الاقدام على الترشيح.&

ويرى محللون ان بوش إذا قرر تشكيل لجنة تحضيرية لخوض الحملة الانتخابية أو أعلن ترشيحه خلال الأسابيع المقبلة فانه سيشدد الضغط على منافسيه المحتملين في الحزبين الكبيرين على السواء لحسم قراراتهم وكشف اوراقهم بسرعة.
&
وكانت هيلاري كلنتون التي تتقدم المرشحين المحتملين من الحزب الديمقراطي اشارت الى انها ستنتظر الى ربيع العام المقبل لاطلاق حملتها في حين ان العديد من الجمهوريين ذوي الطموحات الرئاسية ينتظرون ان يقوم بوش بحركته اولا.

وقال سياسيون يؤيديون ترشيح بوش ان الانتظار حتى الربيع كي يتخذ قراره بشأن اطلاق الحملة ينطوي على مخاطر كبيرة لأن المنافسة اصلا محتدمة بين 12 جمهوريا أو نحو ذلك يعتزمون الترشح وهم يتسابقون على استدراج المانحين وتوظيف كوادر موهوبة لادارة حملاتهم.

وقال قياديون في الحزب الجمهوري على اتصال بحاكم فلوريدا السابق انهم توصلوا الى ان ترشح بوش "يكاد ان يكون مؤكدا". وان افراد عائلته الذين كانوا يرفضون انجرار العائلة الى حملة أخرى يقفون معه الآن.

يضاف الى ذلك ان بوش أقدم على ترشيق نفسه وهو يستعين بمدرب شخصي بعد اجراء جراحة في ركبته، بحسب& صحيفة ميامي هيرالد مشيرة الى انه خفض وزنه نحو 7 كلغم خلال الاسابيع الأخيرة.

وحين سُئل مصدر قريب من بوش إن كان هناك سبب يحول دون ترشحه أجاب انه لا يرى أي سبب، وقال مصدر آخر قريب من بوش لصحيفة واشنطن بوست طالبا عدم كشف اسمه ان بوش "لا يلعب بل هو مخلص وصادق... وسنعرف الخبر اليقين في غضون شهر".

وكان بوش اعلن في وقت سابق انه سيتخذ قراره النهائي بشأن الترشح في نهاية هذا العام أو مطلع 2015.&

وقال مساعدون ان هذا الاطار الزمني لم يتغير.& وأوضحت المتحدثة باسمه كريستي كامبيل قائلة "ان بوش لم يتخذ قرارا بشأن الترشح أو عدم الترشح في عام 2016 ولن نضيف الى ما يتعلق بعملية اتخاذ القرار أكثر مما قاله حتى الآن".
&
ويجري بوش محادثات منذ اسابيع مع قادة الحزب الجمهوري ومخططيه الاستراتيجيين بشأن دعمه لاصلاح قانون الهجرة ونظام التعليم.

ويواجه موقف بوش من هاتين القضيتين تحديدا معارضة شديدة من الناشطين الجمهوريين المحافظين وخاصة في ولاية آيوا التي ستُعقد فيها اول المؤتمرات الانتخابية.

وقال بوش خلال فعالية نظمتها صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرا ان على من يرشح للانتخابات الرئاسية ان يكون مستعدا "لخسارة الانتخابات التمهيدية من أجل الفوز في الانتخابات العامة دون التراجع عن مبادئه".

وقال منظم حملات التبرع للمرشحين الجمهوريين فريد مالك ان تصريحات بوش تشير الى "انه يفكر جدياً وملياً" في الترشح.&

وبدأ بوش، تمهيدا لاعلان ترشحه، بفك ارتباطه ببعض العلاقات المالية، كما أكد مصدران قريبان منه في اشارة الى عمله مع مصرف ليمان براذرز ومصرف باركليز وشركات خاصة أخرى.

ويجري بوش ابحاثاً مضادة على نفسه لدراسة مواطن ضعفه ومعالجتها، بحسب مجلة بوليتيكو.

وقال احد المصدرين ان بوش لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية قبل ان يعرف ما ستفعله حملة هيلاري كلنتون في مجال النبش عن مصالحه المالية.

ولكن كريستي كامبيل المتحدثة باسم بوش اكدت "ان لا شيء يتعلق بأنشطة بوش المالية سيعيق ترشحه بأي شكل من الأشكال إذا كان هذا ما سيقرره".

من المقرر ان يلقي بوش كلمة يوم الاثنين المقبل في جامعة ولاية ساوث كارولاينا.

وبعد الكلمة مباشرة ستجتمع اللجنة التنفيذية للحزب الجمهوري في الولاية.

ويرى مراقبون ان من لديه طموحات رئاسية لن يفوت الفرصة لكسب قادة الحزب في الولاية التي ستجري فيها اول الانتخابات التمهيدية في جنوب الولايات المتحدة.&

ولكن بوش لا يعتزم اللقاء بهؤلاء القادة. وقال عضو مجلس الشيوخ السابق عن الحزب الجمهوري جاد كريغ ان بوش "معروف جيدا ولديه ما يكفي من المصداقية بحيث لا يحتاج الى كسب منظمة حزبية".
&