ربط مراقبون بين الهجوم الكلامي الذي شنه نائب أخواني سابق ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهجوم نائب المراقب العام لجماعة الإخوان في الأردن زكي بني ارشيد.

نصر المجالي: في ذات اللهجة الهجومية، كما فعل الإخواني الأردني زكي بني ارشيد المعتقل حالياً ويحاكم أمام محكمة أمن الدولة، فإن النائب الإخواني السابق مبارك الدويلة هاجم ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووصفه بأنه "معادٍ للإسلام السني"، قائلاً في حديث له على القناة الرسمية لمجلس الأمة الكويتي، إنه "وراء الموقف العدائي من الإمارات ضد الإخوان المسلمين".

ويأتي هجوم رموز جماعة (الإخوان) المرتبطة بالتنظيم الدولي، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة بعد قرارها الشهر الماضي وضع الجماعة ورموزها إلى جانب أكثر من 84 منظمة وتنظيماً ومؤسسة على قائمتها الإرهابية.

وكانت دولة الإمارات حظرت نشاط جماعة الإخوان، كما حظرت نشاطها أيضاً المملكة العربية السعودية، وواجهت الجماعة هزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية في مملكة البحرين.

وفي تعليق على كلام النائب الاسبق الدويلة، أصدرت الامانة العامة لمجلس الأمة الكويتي بياناً أكدت فيه أن رأي كل ضيف بالقناة يعبِّر عن نفسه، ولا يعبّر بأي شكل من الاشكال عن رأي القناة، أو مجلس الامة، مشددة على اعتزاز الشعب الكويتي والمجلس بدولة الامارات، شعباً وحكومة وحكاماً.

الإمارات تتنادى

وتنادت الإمارات رسمياً وشعبياً للرد على هجوم الدويلة الكلامي واتهاماته لرموز الدولة، واستنكر العديد من المسؤولين الإماراتيين "ادعاءاته"، معتبرين أن "ما قاله يهدف إلى زرع الفتنة بين شعوب ودول مجلس التعاون الخليجي".

وأثارت اتهامات الدويلة ردود فعل غاضبة ومستنكرة، حيث هي تؤكد النزعة الحاقدة في تفكير هذا التنظيم والفكر الحزبي الإخواني الساقط الذي يطال كل مواطن إماراتي.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي الدكتور انور القرقاش رفض اتهامات الدويلة للشيخ محمد بن زايد، وذكر القرقاش في تغريدة من حسابه في تويتر، الأربعاء، أن حديث الدويلة في حق الامارات ورموزها يعبّر عن فكر حزبي ساقط، ويطال كل اماراتي، مبيناً ان الاساءة الى الشيخ محمد بن زايد هي اساءة الى كل مواطن اماراتي.

موقف محمد المرّ

ومن جهته، قال رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي محمد أحمد المر، إن هذا الكلام الاتهامي من جانب مبارك الدويلة يأتي في وقت تشهد فيه دول مجلس التعاون الخليجي مزيداً من التعاون، ودعا مجلس الأمة الكويتي إلى أن يقطع الطريق على مثل هذه الأصوات.

وأدان المر بشدة الادعاءات الباطلة التي أدلى بها الدويلة، بحق دولة الإمارات، "هذه الادعاءات التي أساء فيها إلى قيادتنا الوطنية، ممثلة بالفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذا الرمز الوطني الشامخ الذي عمل ويعمل بكل إخلاص ودأب وتضحية لنهضة وعزة شعب الإمارات ومشروعها الحضاري، ولتقوية أواصر وعرى التقارب والتعاون بين شعوب وقيادات مجلس التعاون الخليجي، وأسهم بجهود نبيلة وخيرة ومتواصلة في تجنيب أمتنا العربية مصائب الإرهاب والفتن وعدم الاستقرار، للدفع بها في طريق التنمية والتقدم والازدهار".

وقال رئيس المجلس الوطني الاتحادي إن مثل هذه الادعاءات الباطلة التي لا تستند إلى أي أساس، تهدف بوضوح إلى زرع الفتنة بين شعوب ودول المجلس، وهي تأتي في وقت تشهد فيه دول مجلس التعاون الخليجي مزيداً من التعاون الوثيق، لتحقيق مصالح شعوبها، وتجلى ذلك بأبهى الصور في قمة المجلس التي عقدت أخيراً في العاصمة القطرية الدوحة.

وأضاف المر أن المجلس الوطني الاتحادي الذي تربطه بمجلس الأمة الكويتي علاقات وثيقة من التعاون المتبادل، إذ يؤكد زيف هذه الادعاءات التي يرفضها شعب الإمارات رفضاً قاطعاً، فإنه يدعو مجلس الأمة الكويتي إلى أن يقطع الطريق على مثل هذه الأصوات التي تستهدف النيل من علاقات الأخوة والتضامن والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة.

من جهته، قال رئيس البرلمان العربي عضو المجلس الوطني الاتحادي، حمد بن محمد الجروان، إن "حقد" بعض الجهات "المنبوذة" والساعية إلى إحداث بلبلات، لن يؤثر يوماً في مسيرة الامارات.

تغريدات ضاحي خلفان

أما نائب رئيس الشرطة في دبي، الفريق ضاحي خلفان، فقد اعتبر في سلسلة تغريدات له عبر "تويتر"، أن "حديث مبارك الدويلة وتهجمه، أوقعه في ارتكاب جريمة جنائية في ظرف مشدد، لأنها وقعت عبر وسيلة اعلامية."

وأكد الفريق تميم، أن أمن الإمارات خط أحمر، والوطن موحد والبيت موحد والأمن موحد، وقال في تغريدة على (تويتر): حديث مبارك الدويلة وتهجمه اوقعه في ارتكاب جريمة جنائية في ظرف مشدد لأنها وقعت عبر وسيلة اعلامية.

وقال: إن مبارك الدويلة اتصل به قائلاً: "أنا ناوي زيارة دبي مع أهلي، فهل أنا ممنوع من الدخول؟ معي أهلي ولا أريد أن أحرج"، فرد عليه الفريق ضاحي خلفان تميم قائلاً "دعني أراجع النظام". وأضاف نائب رئيس شرطة دبي: "دققت على النظام، وجدت أنه مدرج من قبل جهاز أمن الدولة. قلت له عليك تعميم من الجهاز، لو أتيت ستعاد".

وأضاف: "قلت بصريح العبارة وبكل وضوح في تعاميم أمن الدولة ما عندنا دبي وعندنا أبوظبي. من يدرجه جهاز أمن الدولة يعمم على كل إمارات الدولة"، وأشار الفريق تميم إلى أن "مبارك الدويلة الظاهر ما يفهم أن الإمارات أمنها خط أحمر"، واختتم قائلاً "الذي يعمم عليه جهاز أمن الدولة من أبوظبي لا يظن أنه بيمر من دبي. الوطن موحد والبيت موحد.. والأمن موحد".

عصابة ظلامية

وإلى ذلك، أكد المستشار أحمد الخاطري، رئيس محكمة رأس الخيمة: "أن التطاول على رمز من رموز الأمة العربية مثل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد الذي أسهم في إنقاذ الأمة العربية من شر مدمر تقوده عصابة ظلامية لا تعرف للمبادئ شرفاً ولا تقديراً، ينم على الحقد الذي ترعرع فيه مبارك الدويلة وزمرته الذين تربوا في جحور ظلامية لا تمت إلى الحضارة بصلة، فضلاً عن فعل جبان وخسيس يدل على الفشل الذريع الذي مُنيت به جماعة الإخوان المسلمين، وأقول: كمواطن غيور أعتز بوطني ورموزه إن هذا الاعتداء يمسني ويمس كل مواطن، وهو في حد ذاته اعتداء على الإمارات وأهلها، وأطالب بإيقاع العقاب الرادع عليه وعلى أمثاله، وليس لهذا الكلام الساقط علاقة بحرية الرأي والتعبير".

وقال أحمد إبراهيم سبيعان، الأمين العام لجائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، قال من ناحيته معلقًا على اتهامات الدويلة: "نحن كمواطنين نستنكر بشدة التعرض الخبيث الذي تكلم به المدعو مبارك الدويلة في حق دولة الإمارات، وفي حق رمز شامخ من رموزها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهنا لا بد من وقفات ضد أسلوب الدويلة العدائي".

افتراءات مضللة

وأكد الدكتور علي راشد النعيمي، مدير جامعة الإمارات: "أن ما تفوّه به المدعو مبارك الدويلة لا يعبّر عن نفسه فقط، بل يعبر عن أفكار هدامة ودنيئة ومشبوهة لتنظيم ظلامي، استمرأ صناعة الأكاذيب والإساءات إلى الرموز العربية والوطنية والإسلامية التي لا تنتمي إلى هذا التنظيم وأفكاره الهدامة والمضللة، ولن تزيدنا تلك الافتراءات إلا مزيداً من اللحمة الوطنية، وثقة كبيرة بقيادتنا الحكيمة والرشيدة".

وأضاف النعيمي: "لقد حظيت دولة الإمارات عبر مسيرتها الرائدة، نتيجة لتميزها في المجالات كافة، وما تحقق لها من إنجازات عديدة، بوحدة وطنية وقيادة واعية وشعب محب لقيادته ووفيّ لها، ومن هذا المنطلق للحقد الأعمى، نالت دولة الإمارات نصيباً وافراً من تلك الإساءات والأكاذيب التي تحاول وتستهدف النيل من وحدتنا الوطنية، ورموز قيادتنا الحكيمة والرشيدة، نتيجة لهذه الأدوار الوطنية الريادية التي قامت بها دولة الإمارات التي تولت بدورها عملية التصدي لمن تآمر على الأوطان والشعوب في عالمنا العربي والإسلامي".