اكد وزير الدفاع الإيراني ان دفاع بلاده عن العراق جزء من استراتيجيتها الأمنية والدفاعية في المنطقة، ودعا التحالف الدولي إلى التنسيق مع الحكومتين العراقية والسورية في مواجهته الارهاب، فيما اعتبر نظيره العراقي تعزيز الدعم الإيراني للقوات العراقية ضرورة استراتيجية، وقال إن هذا الدعم حدث تاريخي يجسد ارادة وصدقية إيران الحقيقية.

لندن: ناقش وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد حسين دهقان، ونظيره العراقي في طهران اليوم خالد العبيدي، القضايا الثنائية والاقليمية والدولية، وأكدا ضرورة تطوير التعاون العسكري بين البلدين. واشار العميد دهقان إلى "الاواصر الثقافية والاجتماعية والدينية والقومية العميقة والمتجذرة بين الشعبين". واكد ضرورة تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بينهما، وقال "اننا نعتبر دعم الجمهورية الاسلامية الإيرانية للجيش والقوات المسلحة العراقية جانبا من الاستراتيجية الدفاعية والامنية للبلاد في المنطقة.
واضاف دهقان "أن دعم وحدة وسيادة الأراضي العراقية وتنمية الديمقراطية على أساس الآليات المتوقعة في الدستور والإرساء الكامل للامن، ودعم التقدم الشامل للعراق، تعد من ضمن السياسات المبدئية والثابتة للجمهورية الاسلامية الإيرانية". وقال إن رؤية إيران للعراق رؤية تتجاوز الاعتبارات القومية والمذهبية موضحا "ان جميع ابناء الشعب العراقي ينبغي ان يكون لهم دور ايجابي ومؤثر في المسيرة والهيكلية السياسية بما يتوافق مع الدستور العراقي".
وهنأ العميد دهقان نظيره العراقي "لمناسبة الانتصارات الأخيرة للجيش، وقوات الحشد الشعبي العراقي في مواجهة جماعة داعش الارهابية التكفيرية"، كما نقلت عنه وكالة فارس للانباء، مضيفا "انني اعتقد جازما بانه في ظل تبلور الاجماع الوطني في العراق في مواجهة الارهاب قد تحققت ملحمة تاريخية &وآمل في ان تستمر وتيرة تطهير مناطق العراق الموبوءة بالارهاب بنفس هذه القوة والشدة".
&
إجراءات أحادية الجانب
وانتقد العميد دهقان الاجراءات احادية الجانب بذريعة محاربة داعش والارهاب وقال "ان مثل هذه الاجراءات يمكنها ان تدعم استمرار بقاء وتقوية جذور الارهاب في المنطقة لذا فإن اي اجراء في العراق وسوريا يجب ان يتم بالتنسيق الكامل مع الحكومة المركزية فيهما".
واستهجن وزير الدفاع الإيراني بشدة اي سلوك يضعف الهيكلية والتلاحم في العراق او يوحي في الاذهان توجها انفصاليا وقال ان بلاده " ومنذ سقوط النظام البعثي دعمت الحكومة في العراق واكدت على الدوام حضور ومشاركة جميع الاطراف في العملية السياسية فيه". وأعرب عن سروره لزيارة وزير الدفاع العراقي إلى طهران مؤكدا استعداد لتطوير التعاون الدفاعي العسكري والمساعدة بتقوية البنية الدفاعية وتعزيز قدرات الجيش العراقي.
من جانبه قال وزير الدفاع العراقي ان دعم إيران الشامل للعراق قد خلق شعورا ممتازا واخويا بين افراد القوات المسلحة والحكومة والشعب العراقي تجاه الحكومة والشعب والقوات المسلحة الإيرانية. واضاف "اننا نرنو للتعاون مع البلد الصديق والشقيق إيران ونعتبر تعزيز دعم القوات المسلحة العراقية من قبل إيران ضرورة استراتيجية". وشدد بالقول "اننا بزيارتنا لإيران نؤكد ارادة ورغبة الحكومة والشعب والقوات المسلحة العراقية لتطوير العلاقات مع إيران ونعتقد ان تنمية العلاقات بين البلدين تأتي في سياق مصالح الشعبين".
واشار الوزير العراقي إلى الدعم الذي تقدمه إيران في مواجهة الارهاب وقال "ان مواقف واجراءات إيران في دعمها العراق حدث تاريخي جسد ارادة وصدقية إيران الحقيقية". واكد ضرورة تطوير التعاون الدفاعي بين البلدين وقال: "ان العراق يناضل اليوم بضراوة على 3 جبهات وهي محاربة الارهاب ومكافحة الفساد واعادة البناء والاعمار ونحن ندعو إيران للدعم والمشاركة في هذه الجبهات الثلاث ونعقد الكثير من الامل على دورها الايجابي".
ثم زار وزير الدفاع العراقي والوفد المرافق له "مزار شهداء الدفاع المقدس المجهولين" موجها التحية "للارواح الشامخة لشهداء الجمهورية الاسلامية الإيرانية" كما قالت فارس.
&
لمواجهة داعش
وفي وقت سابق &الاثنين، بدأ وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي زيارة رسمية إلى طهران لإجراء مباحثات مع القيادات العسكرية والسياسية في إيران تتناول التنسيق بين البلدين في مواجهة تنظيم "داعش" والدعم المعلوماتي والتسليحي الذي يمكن ان تقدمه طهران لبغداد في هذه المواجهة.
وعشية اعتراف السلطات الإيرانية بمقتل احد كبار قادة حرسها الثوري في العراق هو العميد حميد تقوي، قالت وزارة الدفاع العراقية إن وزيرها خالد العبيدي توجه إلى طهران بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين وخاصة في ما يتعلق بالجانب الامني ومحاربة الجماعات الإرهابية" . وتتناول مباحثات العبيدي تطوير التعاون الدفاعي والعسكري بين العراق وإيران وبحث سبل التنسيق بين قواتهما في مواجهة محاربة الارهاب وخاصة تنظيم "داعش". ولم يعرف بعد فيما اذا ستتناول لقاءات المسؤول العراقي في طهران تدفق عناصر الحرس الثوري الإيراني على العراق والتي اكدت مصادر مطلعة ان عددهم بلغ حاليا 7 الاف عنصر ينتشرون في مناطق متفرقة من العراق او تدريب إيران لميليشيات شيعية عراقية مسلحة متهمة بارتكاب جرائم ضد سنة البلاد .&
وتهيمن على الزيارة قضية مقتل العميد تقوي خلال الساعات الاخيرة، خلال المواجهات العسكرية مع "داعش" في منطقة سامراء (15 كم شمال بغداد) والذي شيع جثمانه في طهران اليوم حيث كان يعمل بتقديم الاستشارات العسكرية إلى الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي .. وهو كان قائد مقر "رمضان" العسكري أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين البلدين بين عامي 1980 و1988. &
وكان العبيدي بحث السبت الماضي مع السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل التصدي للتهديدات التي يتعرض لها العراق من قبل "داعش"، كما بحث في السابع عشر من الشهر الماضي بوفد عسكري إيراني رفيع المستوى لبحث التعاون العسكري بين البلدن. &
ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية مؤخرا صورا تظهر قائد فيلق القدس وهي وحدة النخبة بالجيش الإيراني الجنرال قاسم سليماني وهو يقف إلى جانب قادة عراقيين يتولون الاشراف على تشكيلات مقاتلي الحشد الشعبي . وكان قائد القوة الجوية في الحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده قال في أيلول (سبتمبر) الماضي إن اللواء سليماني تمكن برفقة سبعين شخصا فقط من الحيلولة دون سقوط مدينة أربيل العراقية بيد مقاتلي داعش.
&وتؤكد طهران دائما أن التصدي لتنظيم داعش مهمة العراقيين ونفت باستمرار أن تكون قد أرسلت قوات برية إلى العراق كما رفضت المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. لكنها تقول انها ترسل إلى العراق فقط "خبراء عسكريين لتقديم استشارات ونصائح عسكرية للقوات العراقية في مواجهة داعش".
&