قالت ايران ان قائدا عسكريا في حرسها الثوري برتبة عميد قتل في العراق خلال مواجهات عسكرية مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" شمال غرب بغداد.


أسامة مهدي من لندن: أكدت "العلاقات العامة" في الحرس الثوري الإيراني مقتل العميد حميد تقوي أثناء قيامه بمهمة تقديم الاستشارات العسكرية إلى الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد)، قرب مرقد الإمام العسكري.

واشارت الى ان العميد تقوي كان قائد مقر "رمضان" العسكري أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين البلدين بين عامي 1980 و1988.

واوضحت انه لقي مصرعه حين ادائه مهامه کمستشار عسكري للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي للمتطوعين الشيعة.

وأوضحت أنه سيتم تشييع جثمان تقوي غدا الاثنين بطهران في مسجد يقع داخل مقر القيادة العامة للحرس الثوري.

وتؤكد طهران دائما أن التصدي لتنظيم الدولة مهمة العراقيين ونفت باستمرار أن تكون قد أرسلت قوات برية إلى العراق كما رفضت المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

لكنها تقول انها ترسل الى العراق فقط "خبراء عسكريين لتقديم استشارات ونصائح عسكرية للقوات العراقية في مواجهة داعش".

ومن جهته اكد قيادي شيعي في سرايا الحشد الشعبي مقتل العميد تقوي وقال إن "أبو مريم حميد تقوي قتل أمس السبت في مواجهات مع تنظيم داعش".

وكانت القوات الأمنية العراقية استطاعت بمساندة الحشد الشعبي اليوم الأحد من تحرير ناحية يثرب ومناطق عزيز بلد وتل الذهب وبنات الحسن بالإضافة إلى مناطق عدة بأطراف قضاء بلد جنوب تكريت من سيطرة "داعش" بعد مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم بحسب مصادر أمنية.

يأتى هذا بعد ساعات من تأكيد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على منبره الإعلامي مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حميد تقوى على يد مقاتلي التنظيم.

ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية مؤخرا صورا تظهر قائد فيلق القدس وهي وحدة النخبة بالجيش الإيراني الجنرال قاسم سليماني وهو يقف إلى جانب قادة عراقيين يتولون الاشراف على تشكيلات مقاتلي الحشد الشعبي.

وكان قائد القوة الجوية بالحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده قال في أيلول (سبتمبر) الماضي إن اللواء سليماني تمكن برفقة سبعين شخصا فقط من الحيلولة دون سقوط مدينة أربيل العراقية بيد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان مسؤول ايراني معارض قد اكد لـ"إيلاف" الجمعة الماضي ان عدد عناصر الحرس الثوري المنتشرين في العراق قد وصل حاليا الى 7 الاف عنصر في مناطق عدة من البلاد مشيرا الى ان عناصر اخرى من مليشيات عراقية مدعومة من ايران يتلقون فيها تدريبات على القتال باشراف قادة ايرانيين ولبنانيين تابعين لحزب الله.

وقال حسين عابديني عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ممثله في لندن ان عدد عناصر الحرس الثوري لفيلق القدس الايراني في العراق قد وصل الى 7000 شخص حيث تم نشرهم في محافظات بغداد وديالى وصلاح الدين وكل من مدن سامراء وكربلاء والنجف وخانقين والسعدية وجلولاء.

واضاف انه بحسب المعلومات التي تصلهم من مصادرهم في داخل ايران ان هذه العناصر يرافقها ويشرف عليها عدد كبير من قادة وخبراء قوات الحرس يقومون ايضا بالاشراف على نشاطات الميليشيات العراقية الشيعية في مختلف مناطق العراق.

واضاف انه منذ ان بدأ رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الحرب على الانبار في كانون الاول (ديسمبر) عام 2013 فقد شعر النظام الايراني بالخطر حيث اخذ تواجد فيلق القدس في العراق أبعادا جديدة، كما ذهب عدد من قادة فيلق القدس ممن شاركوا في قمع ثورة الشعب السوري الى العراق في شباط (فبراير) عام 2014 لتدريب القوات العراقية من خلال تجاربهم التي اكتسبوها في ايران وسوريا وبشكل مباشر الى قائد القوة البرية العراقية آنذاك الفريق علي غيدان وقائد الفرقة الذهبية المسماة بالقذرة فاضل برواري.

واشار الى ان هؤلاء القادة يتقدمهم الجنرال قاسم سليماني قائد الحرس كانوا اول من أوعز للمالكي بتشكيل قوة مماثلة للبسيج (التعبئة) لقوات الحرس الايراني حيث تم فعلا تشكيل قوات متطوعي الحشد الشعبي من الشيعة.