رأى منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض في لقاء مع "ايلاف" أن "خارطة الطريق للحل السياسي في سوريا حسب جنيف مازالت صالحة"، رافضا بدء مفاوضات جديدة من نقطة الصفر.

&
&
قال المعارض السوري منذر آقبيق أن بيان جنيف يؤكد أن السوريين قد عبّروا بشكل واضح عن رغبتهم في التغيير نحو نظام ديمقراطي عادل يحترم حقوق الإنسان و التعددية، مشيرا إلى أن البيان يعترف بوجود انتفاضة او ثورة في سوريا تنشد التغيير الجذري.
&
وأضاف "يؤكد البيان أن الحل في سوريا يجب ان يبدأ من احداث انتقال سياسي حقيقي و غير قابل للرجوع عنه نحو الديمقراطية. اما آلية الانتقال السياسي بحسب البيان فهي بانتقال السلطة إلى هيئة انتقالية حاكمة ذات صلاحيات كاملة (وليست موسعة كما يلمح البعض) ، بما فيها الامن و الجيش، و يمكن ان تحتوي الهيئة على عناصر من المعارضة و النظام و آخرين (بموافقة متبادلة). و هذا البند يفتح المجال نحو إزالة بعض التخوفات لدى جهات مختلفة ضمن الصراع، ولكنه واضح تماما لجهة انتقال السلطة من الأسد الى الهيئة الحاكمة".
&
نقطة الصفر
و لفت آقبيق "أن الأسد و داعميه يعلمون ذلك جيدا ، و يحاولون الآن التهرب من جنيف تحت عنوان أنه لم يعد صالحا، بينما اكبر خطا يمكن ان يرتكبه اي طرف معارض سوري هو موافقته على البدء من الصفر ضمن أية مفاوضات بدون مرجعية جنيف، و إذا كان هناك اجتماعا مزمعا في موسكو فإن من يحضره من المعارضين عليه مسؤولية كبيرة تجاه ذلك، اي بكلمات أخرى، عدم تخفيض السقف".
&
ورأى آقبيق "ان بدء الائتلاف بإجراء اللقاءات التشاورية مع اطياف المعارضة السورية هي خطوة في الاتجاه الصحيح، رغم تأخرها، و كان آخر لقاء أوائل العام الجاري عندما جرت محاولات لم تنجح آنذاك لتشكيل وفد مشترك إلى جنيف مع هيئة التنسيق".
&
الاصطياد في الماء العكر
وقال " من المهم بمكان ان يتابع الائتلاف هذه الجهود مع هيئة التنسيق و كافة تيارات المعارضة الاخرى التي تؤمن بمبادئ الدولة المدنية الديمقراطية وصولا إلى تفاهمات و توافقات واضحة و معلنة تغلق الطريق امام اي طرف معاد للثورة السورية و يريد الاصطياد في الماء العكر لمصلحة نظام الاسد. و تثبت ان السوريين موحدين في معارضة نظام الفساد و الاستبداد و لا احد منهم يقبل بأي حال من الاحوال إعادة إنتاجه باي شكل من الأشكال، و أيضا عدم القبول باي نوع آخر من الاستبداد المتطرف".
&
واعتبر آقبيق " أن النقاط الست المقترحة للاتفاق بين الائتلاف وهيئة التنسيق تشكل أساسا جيدا لهذه الجهود و تؤمن الحد الأدنى المطلوب خصوصا لجهة الإصرار على التغيير الجذري و الشامل في نظام الحكم، اي رحيل المافيا الأسدية و البدء بالتحول الدمقراطي المبني على اسس دستورية سليمة".
&
التطرف
وفي سؤال أيضا حول ملف التطرف وكيفية القضاء عليه شدد أن "التطرف لم يكن موجودا في سوريا بشكل ملحوظ، استخدم الاسد المتطرفين في العراق، و عندما عادوا من هناك، وضعهم في السجن، بعد بدء الثورة افرج عنهم، وسرعان ما شكلوا كتائب مسلحة تعتنق السلفية الجهادية، اما متطرفي القاعدة فقد اتوا إلى سوريا و استخدموا مجازر الاسد البشعة كأداة للتجنيد. كافة انواع التطرف تشكل خطرا كبيرا على الوطن و الشعب و مستقبل البلاد، و يمكن مواجهة التطرف و الانتصار عليه فقط بعد إزالة اسبابه و اولها نظام الاسد، الذي يسبب بجرائمه اليأس و الغضب. بعد زوال النظام، يمكن ان يتوحد الشعب في المواجهة التي يجب ان تكون لها ابعادا ثقافية و تعليمية و إعلامية و ليس فقط عسكرية".
&
وأشار آقبيق الى أن "الموضوع الطائفي هام ايضا حيث العدالة الانتقالية عندما تطبق بشكل سليم يمكن لها ان تخفف الاحتقان الشعبي و تساعد في إزالة التوتر الاهلي ، و عندما يشعر كافة المواطنون السوريون بانهم متساوون في الحقوق و الواجبات و ان الدولة حيادية تجاه الطوائف و الأعراق المختلفة، فإنهم سوف يميلون تلقائيا نحو الاستقرار و يواجهون كل من يحاول إشعال نار الفتنة. والعدالة الانتقالية ليست فقط محاكم للمجرمين، و إنما رعاية صحية و تعليمية و سكنية للمتضررين، و اعادة بناء و انتعاش اقتصادي و كافة الإجراءات التي تأخذ بيد الشعب نحو البحث عن المصالح الاقتصادية و الحياة الآمنة بعيدا عن اسباب التوتر و العنف و المعاناة من جرائمهم".
&
وسألت "ايلاف" أخيرا حول معركة رئاسة الائتلاف والاجتماع المقبل مطلع الشهر القادم لانتخاب رئيس ونواب وأمين عام جديد وهيئة سياسية جديدة ، وهل سيكون آقبيق جزء من هذه المعركة ، فقال " لم يسبق لي الترشح لأي منصب سابقا ضمن الائتلاف وعلى الأغلب سوف أستمر في هذا الاتجاه ولكني لم أتردد سابقا في ممارسة العمل الايجابي ضمن أي موقع يتيح نقل تطلعات الشعب السوري الى الأوساط الدبلوماسية والاعلامية والترويج لأهداف الثورة "، فأضافت "ايلاف" سؤالا حول أين يقف آقبيق بين الكتل داخل الائتلاف فأجاب " لقد أبلغت الكتلة الديمقراطية أنني سوف أتابع كمستقل مع اعتزازي الكبير بعملنا خلال الفترة الماضية "، وأنهى لقائه بالقول "يوجد استقطاب شديد وخلافات في الكتل لا تخفى على أحد وبوجودي في الائتلاف كمستقل أستطيع رؤية الامور بشكل أوضح حسب اعتقادي".
&