حذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم من مخاطر توسع سيطرة المسلحين على مناطق في البلاد، ومحاولاتهم فصل جنوبها عن وسطها وشمالها .. فيما وصل مقتدى الصدر الى طهران قادمًا من النجف من أجل متابعة دراسته الحوزوية الدينية في مدينة قم.

اعتبر عمار الحكيم ظهور مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية quot; داعشquot; في بلدة المسيب (40 كم جنوب بغداد) والتي يسكنها 130 الف نسمة، الجمعة الماضي، وقصفهم لها مما ادى الى مقتل واصابة 85 شخصًا، إشارة إلى أن حزام بغداد الذي يعتبر من المناطق الأمنية الهشة قد شجعهم على التمدد بكل الاتجاهات .
واشار الحكيم خلال كلمة بالملتقى الثقافي الاسبوعي في مقر المجلس ببغداد بحضور جمع غفير من مواطنيها وفعالياتها السياسية والاجتماعية والدينية الليلة الماضية الى أن quot;تنظيم داعش الإرهابي يسعى إلى توسيع دائرة المعارك في الانبار وتحويلها إلى حرب طائفية تشمل مناطق حزام بغداد ومحافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى ويختار طريقة الكر والفر والمشاغلة في المناطق الأخرىquot;، مؤكدًا أن quot;المعركة مع الإرهاب مستمرة ومفتوحة ولا تهاون أو تقاعس فيها.
وحذر الحكيم من أن توسيع قاعدة الأزمة في الانبار والتباطؤ في إطفاء لهيب النار فيها وعدم إشراك الجميع في تحمل مسؤولية حلها ستؤدي إلى منح المسلحين الوقت والإمكانات والظروف الملائمة لتحقيق أهدافهم المبيتة بعزل جنوب العراق عن وسطه وشماله بأحزمة نارية، محذراً من أن quot;الخلل في توزيع القوات المسلحة والإرباك في خطط انتشار الجيش وحركة القوى الأمنية ومناطق تمركزها سيعني فتح المزيد من الثغرات في الجدار الأمنيquot;. واشار الى أن الأمن قضية مهمة وليست موضع جدل وتنازع واختلاف لانها أزمة أمنية مستمرة منذ سنوات quot;وشعبنا يتعرض لعملية إبادة جماعية شرسة وممنهجة تستخدم فيها اشد الأساليب فتكاً وإيذاءquot;.
وشدد الحكيم على ضرورة عقد اجتماع عاجل للقيادات السياسية لتحديد اطر دعم مبادرات وخطط الحل في الانبار، وقالإننا quot;لانتحدث عن منطقة نائية في الصحراء، ولا عن مدينة على الحدود بل عن المسيب التي تتوسط المسافة بين بابل وكربلاء، وتعد من المفاصل الاساسية في الربط بين مدن وسط وجنوب العراقquot;. واضاف quot;أن مكافحة الارهاب والتصدي لتمدده يتم عبر آليات عمل طويلة المدى وحلول شاملة تحمل ابعاداً اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتنموية بالاضافة الى البعد العسكري والامنيquot;.
ودعا لاستراتيجية امنية دائمة تقوم على أسس رصينة تضع في اولوياتها اشراك الجميع في مهمة الحرب على الارهاب وتهيئة المناخ المناسب للتعاضد والتكاتف الاجتماعي والسياسي امام هذا الخطر الداهم وترحيل الخلافات والوقوف وقفة فريق واحد في هذه المواجهة .
تسلح العراق من إيران
وحول التقارير التي اشارت الى شراء العراق اسلحة من ايران قيمتها 195 مليون دولار، شدد الحكيم الذي تربطه بطهران علاقات وثيقة على حق العراق في التسلح من أي جهة كانت quot;لأن تقوية الجيش وتسليحه هو خط أحمر وشأن داخلي وقرار سيادي ولا نقبل التدخل به أو التقرب منهquot;. وأشار الى أن كل دول العالم لديها خطط تسليحية وخطط لتنويع التسلح اضافة الى أن العراق في حرب مفتوحة مع الارهاب في الوقت الحاضر وهذه الحرب تتطلب أن يكون مستوى التسلح على درجة عالية من الكفاءة خصوصًا وأن المسلحين قد حصلوا على اسلحة متطورة من الدول الغربية عندما تم ارسال السلاح لدعم الجيش السوري الحر الذي يقاتل النظام هناك، والآن الامور في سوريا متداخلة، ولا توجد حواجز حقيقية بين الجماعات المسلحة فإن السلاح وصل وبكثرة الى ايدي المجاميع الارهابية وعلى رأسها داعش والقاعدة . واكد أن التسليح الجيد للقوات العراقية المسلحة ضرورة وواجب وتنويع التسليح استراتيجية يجب أن تتبع وأن لا يبقى العراق أسيرًا لتسليح محدد بجهة معينة قد تتباطأ أو تضع شروطاً غير مقبولة .
والليلة الماضية ترأس رئيس الوزراء نوري المالكي الاجتماع الاول للجنة العليا لإعادة إعمار محافظة الأنبار بحضور وزراء الدفاع والبلديات والأشغال والهجرة والمهجرين والإعمار والإسكان، بالاضافة الى محافظ ورئيس مجلس محافظة الأنبار وقائد القوات البرية، اكد خلاله على ضرورة العمل لتثبيت الأمن في المحافظة وإعادة تنظيم قوات الشرطة في المدينة تمهيدًا لعودة العوائل التي تركت منازلها بسبب العمليات العسكرية . ودعا مواطنيها الذين نزحوا عنها بفعل العمليات المسلحة الى العودة لبيوتهم واستلام التعويضات المخصصة لهم .. كما طلب من الموظفين ورجال الشرطة الذين تركوا مراكزهم الى العودة لاستئناف عملهم وفرض الامن .
ومن جهته، اعلن مجلس محافظة الأنبار عن تمديد مهلة وقف العمليات العسكرية في الفلوجة لأكثر من اسبوع، مشيرًا إلى أن تمديد المهلة يهدف لعودة الحياة إلى المدينة، فيما أكد وجود اشتباكات متقطعة بأطراف المدينة.
الصدر يصل الى طهران لمتابعة دراسته الحوزوية
في سياق آخر، اعلن مكتب زعيم التيار الصدري عن وصول مقتدى الصدر الى طهران قادماً من مطار النجف الدولي امس من اجل متابعة دراسته الحوزوية في مدينة قم..
واشار مسؤول في المكتب في تصريح صحافي الى أن الصدر سيتابع في ايران دراسته الحوزوية الدينية والابتعاد عن المعترك السياسي كما أعلن رسميًا لكل العراقيين قبل ايام.
وقبيل مغادرته النجف قرر الصدر الاعتماد على quot;المبدأ الإعلامي الانفتاحي الشمولي والرأي والرأي الآخر في المقومات الإعلامية الجديدة لمجلة (الهدى) المعبرة عن التيار الصدري . وجاء قرار الصدر في جواب على سؤال لأحد أتباعه عن ماهية وجود quot;انفتاح اعلامي معتدل quot; في مجلة الهدى التي كانت منطوية على التوجهات الدينية الصرف.
فرد الصدر قائلاً quot;نعم أحببت أن يكون هذا النهج الانفتاحي الشمولي يتقبل الرأي والرأي الآخرquot; .. وقال quot;إن هذا النهج الانفتاحي لن يكون على حساب الحكم الشرعي أو التعدي على المحرمات بل سيكون تحت ظل الدين الإسلامي الانفتاحي غير الانغلاقي التشدديquot;.
وكان الصدر عاد الى النجف مطلع عام 2011 بعد اربعة اعوام قضاها في مدينة قم الايرانية لمتابعة دراسته الحوزوية هناك منذ اوائل عام 2007 . ويتمتع الصدر المولود مطلع السبعينات بشعبية واسعة في اوساط فقراء الشيعة وخصوصًا في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية في العاصمة بغداد.
وقد ورث مقتدى الصدر هذه الشعبية عن والده المرجع محمد محمد صادق الصدر الذي اغتاله النظام السابق عام 1999 مع اثنين من ابنائه.