وصف زعيم ائتلاف القائمة الوطنية العراقية اتهامات نوري المالكي للسعودية بدعم الارهاب في بلاده بأنها جهل بتطورات ما يحصل في المنطقة، ودعا لإستقالة الحكومة وتشكيل أخرى لتصريف الاعمال تشرف على الانتخابات البرلمانية المقبلة، واكد أن محاولات الحكومة للقضاء على الارهاب لن تنجح من دون مصالحة وطنية حقيقية.

قال إياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق، خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم الاحد، بحضور قادة قائمته الوطنية، إن اتهامات رئيس الوزراء نوري المالكي للسعودية وقطر باعلان حرب ضد بلاده وتشجيع الارهاب فيها، تؤكد أن الفريق المحيط به لا يفقه شيئاً بحقيقة ما يحدث في المنطقة من تطورات لأن السعودية اتخذت قبل ايام قرارات جريئة وصريحة ضد الارهاب وسمّت القاعدة وداعش ومنظمات أخرى بأنها ارهابية ويجب التصدي لها كما اصدرت قرارًا بعودة جميع المسلحين السعوديين الذين يقاتلون خارج الحدود، ليعلنوا التوبة والا فأنهم سيواجهون القضاء واحكامه في حال عدم الامتثال لذلك.
واضاف أن اتهامات المالكي هذه يجب أن تستند الى معطيات وادلة كافية لأن الاتهام بهذا الشكل الجزافي غير كافٍ وعليه أن يثبت كيف أن السعودية تدعم الارهاب في العراق وتعمل على تقويض الامن فيه.. وتساءل قائلاً : كيف يمكن للسعودية أن تدعم الارهاب وهي قد اتخذت هذه القرارات الحاسمة ضده؟ وحازت على تقدير العالم كله ازاء ذلك.
وكان المالكي اتهم السعودية، وقطر بإعلان الحرب على العراق محملاً إياهما مسؤولية الأزمة الأمنية في البلاد، وأشار إلى أن هاتين الدولتين تأويان من وصفهم بـquot;زعماء الإرهاب والقاعدةquot; وتقومان بدعمهم quot;سياسياً واعلاميًاquot;. وقال في مقابلة مع قناة quot;فرانس 24quot; إن السعودية وقطر quot;تهاجمان العراق عبر سوريا وبشكل مباشر.. بل هم أعلنوا الحرب على العراق كما أعلنوها على سوريا ومع الأسف الخلفيات طائفية وسياسية . كما اتهم الدولتين الخليجيتين quot;بتحفيز المنظمات الإرهابية وبينها القاعدة ودعمها سياسياً واعلاميًا والسخي ماليًا بشراء الاسلحة لصالح هذه المنظمات . وأشار إلى أن السعودية وقطر تشنان quot;حربًا معلنة على النظام السياسي في العراق وانهما تأويانزعماء الإرهاب والقاعدة الطائفيين والتكفيريين وتجندان الجهاديين هؤلاء الذين يأتون من دول أوروبية كالذين جاؤوا من بلجيكا وفرنسا ودول اخرى . وتساءل قائلاً quot;من الذي جاء بهم؟ جاءت بهم لجان مشكلة من السعودية لكسب هؤلاء الجهاديين للقتال في العراق، وفي الوقت الذي اصدرت فيه السعودية قراراً يمنع السعوديين من القتال في الخارج فانهم يذهبون الى تجنيد ناس من المغرب العربي ودول أخرىquot;.

دعوة لاستقالة المالكي وتشكيل حكومة تصريف اعمال
وشدد علاوي على ضرورة تقديم المالكي لاستقالته وتشكيل حكومة تصريف اعمال تشرف على الانتخابات البرلمانية المقبلة في 30 من الشهر المقبل.. وقال ان هذا الامر متعارف عليه في الديمقراطيات اذا كان العراق ديمقراطياً. واشار الى أن هذه الدعوة تأتي انطلاقاً من عدم قدرة الحكومة وعدم رغبتها في ضمان اجراء انتخابات نزيهة تفرز قوى قادرة تستطيع ادارة البلاد بكفاءة عالية وتسير الامور بشكل يحقق العدالة والمساواة بين المواطنين.
وشدد على أن العملية السياسية وبسبب ممارسات الحكومة الحالية اصبحت لا تشرف الشعب العراقي ولا قواه السياسية موضحًا أن هناك تنسيقاً مع قوى مؤثرة في المجتمع العراقي من اجل الانسحاب من الحكومة نتيجة عدم رضاها عن اوضاع البلاد وسير العملية السياسية.
هجوم المالكي ضد الصدر والشركاء السياسيين
واستهجن علاوي هجوم المالكي ضد الصدر امس ووصفه له بأنه جاهل بأمور السياسة، وقال إنه غير موافق على هذا الاتهام الذي يوجه لهذا الرجل الذي ضحت عائلته من اجل العراق واكد رفضه للطائفية السياسية ولمحاولات الهيمنة الخارجية على العراق سواء جاءت من ايران او الولايات المتحدة. واضاف أن كلام المالكي عن الصدر غير مقبول اطلاقاً، وما كان يجب على رئيس الوزراء أن يرد بهذا الشكل على مواطن انتقد سياساته مشدداً على ضرورة قبوله بالانتقادات الموجهة له.
وعن مهاجمة المالكي للشركاء في العملية السياسية، اشار علاوي الى أن هذا تبرير لفشله لأنه من غير الصحيح أن تتهم قيادة السلطة للشركاء بشتى الاتهامات الجزافية مؤكدًا أن هذا يدلل على أنها فاشلة وخائفة ومذعورة، ولذلك هي تلقي اللوم في احوال العراقيين المضطربة الراهنة على الاخرين.
وكان المالكي اعتبر امس أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لا يقيم وزناً للدستور في البلاد وهو لا يعني له شيئاً، مشيراً إلى أن الصدر quot;لا يفهم أصول العملية السياسيةquot;. واضاف أن quot;ما يصدر عن مقتدى الصدر لا يستحق الحديث عنهquot;. وأضاف أنه quot;رجل حديث على السياسة ولا يعرف أصول العملية السياسيةquot;، مشيراً الى أن quot;الدستور لا يعني شيئاً عند مقتدى الصدر، وهو لا يفهم قضية الدستورquot;.
مؤتمر الارهاب
وفي ما يخص مؤتمر الارهاب الدولي الذي تحتضنه بغداد الاربعاء المقبل، اشار علاوي الى أنه ليس المهم عقد مثل هذه المؤتمرات التي تعددت ولكن المهم العمل الجدي والصحيح لمواجهة هذا الارهاب الذي يفتك بارواح العراقيين يوميًا. واكد أن الارهاب لا يمكن القضاء عليه بدون مصالحة وطنية تعبئ الشعب ضده كما لا يمكن مواجهته من خلال الاتهامات التي تكيلها الحكومة جزافًا للمتهمين السلميين المطالبين بحقوقهم بأنهم ارهابيون أو حاضنات للارهاب . وبين أن السياسات التي تتبعها الحكومة وممارستها للطائفية السياسية والقمع وتكميم الافواه هي التي تشجع على التطرف ونموه.
وشدد المالكي على وقوفه الى جانب الجيش العراقي في مواجهة ارهاب القاعدة وداعش لكنه اشار الى أنه يجب التفريق بين الارهابيين وبين رجال العشائر والمتظاهرين الذين ينادون بمطالب مشروعة وكان على الحكومة التفاوض معهم وتنفيذ ما ينادون به. واشار الى أن الارهاب الان يضرب محافظات عدة ووصل الى قلب بغداد منوهًا الى أنه لا يمكن النجاح في مواجهته بدون الانفتاح على الجماهير وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية.
مطالبة الوزراء بالاستقالة من الحكومة
وفي بداية المؤتمر الصحافي، القى النائب عبد الله الجبوري بيانًا صادرًا عن ائتلاف القائمة الوطنية قال فيه إنمستقبل الحكومة يسير نحو المجهول لذلك يتعين تشكيل حكومة تصريف اعمال لتهدئة الاوضاع وضمان سلامة ونزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة مطالبًا القوى السياسية والشخصيات المشتركة في الحكومة بالانسحاب من مجلس الوزراء .
واضاف أن الحكومة الحالية قد تمادت في تصرفاتها، وتراجعت قدراتها في ادارة البلاد الى حد مخيف وخطير، وفشلت بإمتياز سياسياً، وامنياً، وخدمياً، معرضة وحدة الشعب العراقي الكريم الى الخطر، رافضة كل اشكال الشراكة الحقيقية، والمصالحة الوطنية، وحجمت دور رئاسة الجمهورية والقضاء العراقي وتحاول إسقاط مجلس النواب بالكامل وعمدت الى تجاهل كل المطالب المشروعة التي عبر عنها المواطنون في مظاهرات، واعتصامات سلمية، شملت كل العراق منذ شهر شباط (فبراير) عام 2011 اي بعد اقل من عام على اغتصابها للحكم في العراق، ولاتزال مستمرة حيث وصفتها الحكومة بأنها حواضن للارهاب، متناسية ان سياستها التي بنيت على الطائفية السياسية، والتهميش، والاقصاء، هي حاضنة الارهاب الحقيقية، وليس المتظاهرين السلميين.
واشار الى ان كل هذا يجري والعراق يقف على ابواب انتخابات تقرر مصيره، وفي ظل ترد خطير في الامن يتمثل في الانفجارات اليومية، وسفك الدماء الزكية، وتوترات تتصاعد، وتتجذر تداعياتها المدمرة. بالإضافة الى التهجير المستمر لآلاف العوائل في محافظات العراق الكريمة، من غير المعقول أن تجري الانتخابات في ظل هذه الاوضاع ، ولقد حدد سماحة السيد مقتدى الصدر خطورة نهج هذه الحكومة، واستغرب سماحة السيد عمار الحكيم تصرفاتها في استحواذها على الميزانية، وحذرها السيد مسعود البرزاني من إهانة الكورد، والعراقية وجماهيرها لا تزال تشكو من التعسف ضدها وقمعها، والآن شرعت الحكومة باستهداف ائتلاف الوطنية بشتى الوسائل غير المشروعة.
وشدد على أن ائتلاف الوطنية لا يرى أي مستقبل للحكومة الحالية، ويتعين استبدالها بحكومة تصريف اعمال لا ترشح في الانتخابات القادمة تهدئ الاوضاع وتضع سلامة الانتخابات ونزاهتها كهدف اساسي ومركزي لها, ومن هنا نكرر دعوتنا للقوى السياسية والشخصيات المشتركة في الوزارة الى الانسحاب من مجلس الوزراء وندعو كذلك رئيس مجلس الوزراء لتقديم استقالة وزارته، ونطالب مجلس النواب أن يقبل هذه الاستقالات ويعمل على تشكيل حكومة تصريف اعمال تناط بها مسؤولية اجراء الانتخابات فقط.