رأى مراقبون متابعون للشأن السعودي أن تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وليًا لولي العهد يجسد حرص القيادة في المملكة على توطيد الاستقرار وترسيخ الوحدة واللحمة الوطنية في مواجهة عواصف وتحديات في إقليم الشرق الأوسط.


نصر المجالي: قال مراقبون متابعون للشأن السعودي إن اتفاق الأسرة الملكية الحاكمة في السعودية، على تشكيل جبهة موحدة أمر ضروري ومهم ويساعد على الاستقرار ليس في المملكة وحدها بل في الإقليم، في لحظة تواجه فيها المملكة تحديات خارجية اكبر من أي وقت في التاريخ الحديث، إذ تسود الحرب والفوضى السياسية أرجاء العالم العربي.

ويواصل ولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الإثنين، استقبال المبايعين في قصر الحكم، الاثنين، وكان تلقى البيعة، أمس الأحد من الأمراء والعلماء والشيوخ والوزراء ورئيس وأعضاء مجلس الشورى وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، واضافة الى جموع غفيرة من المواطنين. المزيد

كما قام أمراء المناطق المختلفة في المملكة باستقبال المبايعين نيابة عن الأمير مقرن في مناطقهم. ولفتت انتباه الجميع في داخل المملكة وخارجها، زيارة الأمير مقرن للمفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء، في مستشفى قوى الأمن بالرياض.

وبعد أن اطمأن ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء على صحته، ألقى مفتي عام المملكة كلمة مؤثرة بهذه المناسبة أعلن فيها البيعة.

البيعة - الوثيقة

وفي الآتي نص البيعة - الوثيقة من المفتي العام للمملكة لولي ولي العهد الأمير مقرن:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى التابعين له بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أيها الاخوة المواطنون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذا اليوم، يوم الأحد التاسع والعشرين من جمادى الأولى لعام 1435هـ نبايع الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد بأمر من خادم الحرمين الشريفين مبنياً على ترشيح هيئة البيعة فالحمد لله رب العالمين.

أيها الاخوة: ليست هذه بغريبة فإن الملك عبد العزيز بعد أن وحد المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ أصدر أمره بأن يكون سعود ولياً للعهد، وبعد موت الملك عبد العزيز أعلن عن أن الملك سعود ملكاً للمملكة واختار أخاه فيصل ليكون ولي عهده، ولما استشهد الملك فيصل أعلن ترشيح الملك خالد ملكاً للمملكة، والأمير فهد بن عبد العزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء والأمير عبد الله نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وبعد موت الملك خالد أعلن عن تولي الملك فهد ملك المملكة وعبد الله بن عبد العزيز ولياً للعهد، والأمير سلطان بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ولما توفي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله، أعلن عن ترشيح الأمير نايف ولياً للعهد، وبعد وفاة الأمير نايف أعلن عن ترشيح الأمير سلمان، وهكذا تسير هذه الأمة في تداول السلطة في بيان استقرارها وتوازنها واعتدالها.

ها نحن نبايع مقرن

وها نحن نبايع الآن الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد، أرجو الله - عز وجل - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد لما يحبه ويرضاه وأن يوفقهم لكل عمل صالح.
أيها الاخوة: هذه بيعة في أعناقنا، نحن مسؤولون عنها يوم القيامة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - من لقي الله وليس في عنقه بيعة لقيه لا حجة له، وفي لفظ laquo;من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهليةraquo;، بيعة على كتاب الله وسنة رسول الله واختياراً لهذه الأسرة المباركة التي لها قدم السبق في هذه البلاد وتطمينها، فهم حماة الدعوة والشريعة زادهم الله توفيقاً وسداداً. غفر الله لعبد العزيز وأصلح عاقبته وجعلهم خلفاً صالحاً إنه على كل شيء قدير.

أبايعك مقرن على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والمحافظة على دين الأمة وكيانها وإقتصادها وأمنها والسعي فيما يخلص من كل مكارة، أسأل الله أن يعين خطاك.
بعد ذلك قال ولي ولي العهد (أنا إن شاء الله أعاهدك أمام الله - عز وجل - قبل كل شيء، ثم سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي سمو ولي عهده الأمين، والشعب السعودي أن هذه الدولة - إن شاء الله - ستظل متمسكة بالعقيدة السمحة ودستورنا هو القرآن الكريم وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -). داعياً الله أن يعجل بشفاء سماحة مفتي عام المملكة.

تصريح السديس

وكانت وكالة الأنباء السعودية نقلت الأحد عن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ عبدالرحمن السديس، قوله إن اختيار الأمير مقرن وليًا لولي العهد quot;كان موفقاً من لدن القيادة الرشيدة ، لما يتمتع به من كفاءة إدارية وخبرات أمنية واسعةquot;، في إشارة إلى توليه في السابق إمارة بعض المناطق ورئاسته للاستخبارات العامة.

واعتبر السديس أن تعيين الأمير مقرن quot;يعتمد في أساسه على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ونظام الحكم في المملكة العربية السعودية المستمد من الكتاب والسنة، والقائم على أساس العدل والشورى، والمحافظة على وحدة الأمة ومصلحة الرعية، وتعزيز اللُّحمة الوطنية ومنع كل ما يؤدي إلى الفرقة والتصادمquot;.

ورأى السديس في القرار quot;تجسيدًا للحكمة، وسابقة مُثلى للعمل السياسي المنظم، فيه رؤية ثاقبة، ونظرة صائبة، وترتيب بيت الحُكم، ومصلحة عامة ومقصد شرعي، وغايات نبيلة وأهداف عظيمة، وحصافة وبُعد نظر، وأداة الحسم الدستورية، وتأكيد للمبادئ وترسيخ للحُكم، وتثبيت للأمن وتوطيد للاستقرار، ورؤية مستقبلية، وتنظيم مؤسساتي للدولة، وآلية انتقال سَلِسَة، ومستقبل واضح وحسن استشراف له، وترسيخ جديد للشرعيةquot;، بحسب ما نقلت عنه الوكالة.

وبحسب السديس، فإن القرار quot;يؤكد استقرار البيت السعودي، واستباق الولاة لأي احتمالات طارئةquot;، كما أنه quot;تجسيد عصري لأسلوب البيعة الشرعية المتجذرة منذ عهد الخلافة الراشدة، ويمنح الدولة ثقلاً سياسياً عالمياًquot;.