أحدث تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز في منصبه الجديد المستحدث quot;ولي ولي العهدquot; الكثير من التحليلات الخاصة بهذا التعيين.


الرياض: وفق قراءة لحيثيات الأمر الملكي السعودي الذي صدر اليوم بتنصيب الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد فإن ذلك يمثّل ضماناً لترقّيه في سلم الهرم داخل الأسرة المالكة، كون العادة جرت على أن يختار الملك ولي عهده.

كما يعني التعيين أن الأمير مقرن وفق الظروف الطبيعية سيكون ولياً للعهد على اعتبار أن نظام هيئة البيعة في اختيار ولاية العهد لن يسري عليه مستقبلاً.ويعني كذلك أنه في حالة وصول الأمير سلمان للحكم فإن مقرن سيصبح مباشرة ولياً للعهد، وسيكون الأمير سلمان حينها أول ملك يأتي وولي عهده معه.
كذلك فإنه بهذا التعيين يكون الأمير مقرن أول نائب ثان يضمن طريقه لأن يصبح ولياً للعهد ومن ثم ملكاً بآلية رسمية محددة سلفاً.

وكان الديوان الملكي السعودي أعلن أن هيئة البيعة اختارت بأغلبية الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، وبحسب البيان السعودي فإن أقل من ربع أعضاء هيئة البيعة البالغ عددهم 35 لم يوافقوا على هذا القرار، إلا أن الأغلبية الكبرى وافقت وفق وثيقة ومحضر تم توقيعه.

ويمثّل ذلك أول تفعيل رسمي لنظام هيئة البيعة من ناحية ترتيبات بيت الحكم في المملكة، وبموجبها صار الأمير مقرن بن عبدالعزيز أصغر أبناء مؤسس الدولة السعودية الثالثة ولياً لولي العهد وأصبح طريقه سالكا في هرم المؤسسة الحاكمة في المملكة.

وهيئة البيعة مؤسسة أنشأها الملك الحالي عبدالله بن عبدالعزيز في ديسمبر من العام 2007، وينص نظامها على أن بنودها لا تشمل الملك الحالي وولي عهده آنذاك الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

وتعرضت الهيئة لأول اختبار حقيقي لها مع وفاة ولي العهد الأسبق الأمير سلطان، إلا أنه لم يتم العمل بنظامها، وحينها اتخذ الملك عبدالله قراره بتعيين الراحل الأمير نايف وليا للعهد الذي توفي في يونيو من العام 2012، ليخلفه في المنصب شقيقه ولي العهد الحالي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.

ونوه الديوان في البيان إلى أن تعيين الأمير مقرن صار نافذاً بمجرد صدور الأمر الملكي، على أن يتولى الأمير مقرن منصب ولاية العهد في حال خلو المنصب مباشرة ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.

ويبلغ الأمير مقرن من العمر 68 عاماً، قضى القسم الأكبر منها متخصصًا في الطيران العسكري، وهو من خريجي علوم الطيران من المملكة المتحدة العام 1968، وكان يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية قبل وبعد تخرجه من بريطانيا حتى العام 1980 عندما تم تعيينه أميراً لمنطقة حائل لمدة 19 عاماً.

ثم انتقل لإدارة منطقة المدينة المنورة حتى العام 2005. وفي عهد الملك عبدالله تنقل الأمير مقرن في غير منصب مهم في الدولة، إذ أخذ على عاتقه أولاً رئاسة الاستخبارات العامة لمدة قاربت الـ7 سنوات، ثم مستشاراً ومبعوثاً خاصاً للملك، قبل أن يصعد إلى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.

والأمير مقرن خامس أمير يسمى نائباً لرئيس المجلس بعد أن استحدث المنصب في عهد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز وحينها كان الملك فهد بن عبدالعزيز نائبًا ثانيًا، ثم تولى المنصب الملك الحالي عبدالله بن عبدالعزيز في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، تلاه الأمير سلطان، ثم الأمير نايف اللذان رحلا قبل أن يتجاوزا منصب ولاية العهد.

والأمير مقرن هو الابن الخامس والثلاثون من الأبناء الذكور لمؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز، وله من الأبناء خمسة عشر.