استمعت محكمة أمن الدولة الأردنية، الخميس، إلى شهود الدفاع في محاكمة رجل الدين المتشدد محمود عمر عثمان الملقب بـ (أبوقتادة).

أدلى شاهدا دفاع في قضيتي ما يعرف بـquot;الإصلاح والتحديquot;، وquot;الألفيةquot;، بشهادتيهما امام المحكمة، ودارت نقاشات بين الادعاء العام ووكيلي الدفاع مع الشهود، حول مقالات أبوقتادة المعروفة بـquot;بين منهجينquot;، وكتاب quot;الجهاد والاجتهادquot;، الذي أفاد الشاهدان بأنه تجميع لتلك المقالات.
وفي هذه الأثناء، خيمت حالة من الحزن على عائلته إثر مقتل ابن شقيقتهم في حلب في سوريا الأربعاء. وقال أفراد من العائلة إن علي أبو عمر (24 عاماً) ابن إحدى شقيقات أبوقتادة quot;قتل خلال قتاله في حلبquot;.
وأوضحت العائلة، حسب (سي إن إن) أن الشاب خرج مع التيار السلفي الجهادي الأردني منذ عام من البلاد، في زيارة إلى تركيا دون إعلام ذويه، ليتجه بعد ذلك إلى حلب، وبدت حالة الحزن مخيمة على شقيقات أبوقتادة، الذي طلب رؤيتهم عقب انتهاء الجلسة لمواساتهن.
شاهدان
وإلى ذلك، مثل الشاهدان حسن أبوهنية، ومروان شحادة وهما مختصان في شؤون الحركات الإسلامية للشهادة أمام المحكمة، حيث قال الأول إن الكتاب قد صدر في بيروت، وأُجيز نشره في عمان عام 1999، عندما كان مديراً لدار نشر تسمى quot;البيارقquot;، حيث أشرفت على إصدار إذن بدخوله البلاد وتوزيعه.
أما شحادة، فقال إن الكتاب لم يتضمن اي تحريض على إنشاء أو تشكيل جماعات أو القيام بأعمال توصف بالإرهابيةquot;، وطلب الدفاع من هيئة المحكمة إمهاله لإحضار بقية الشهود، والمساعدة في إحضار بعضهم، من بينهم متهم رئيسي سابق في القضية، يدعى خضر أبو هوشر.
وأفاد الشاهد الاول أبو هنية انه كان على صلة بالمتهم منذ التسعينات كونه كان اماما لمسجد الخلفاء الراشدين في منطقة رأس العين الذي كان يتردد عليه للصلاة فيه.
الجهاد والاجتهاد
وأشار إلى انه قرأ كتاب الجهاد والاجتهاد الذي اشتراه من دار البيارق للنشر ووجده quot;يتناول موضوعات فكرية وفقهية تتعلق بالجهاد والاجتهاد قديما وحديثا وهي من المسائل المبثوثة بأصول الفقه والدين حيث لا يخلو اي كتاب فقهي من التطرق لمباحث الجهاد والاجتهادquot;، مستدركا انه quot;لم يجد في الكتاب أي تحريض على تشكيل جماعات او تنظيمات مسلحة او القيام بأعمال توصف بالارهابيةquot;.
وتابع الشاهد ابو هنية انه وجد في الكتاب الذي قرأه كاملا انتقادات لبعض الفرق والطوائف والجماعات تندرج من باب الاجتهاد الفقهي.
وكان المدعي العام التمس من المحكمة عدم سماع شهادة الشاهد كونه حضر كافة اجراءات المحاكمة منذ تلاوة لائحة الاتهام، الا انها ردت الطلب وقررت الاستماع للشاهد.
وافاد الشاهد الثاني مروان شحادة انه يعرف المتهم منذ اكثر من ثلاثين عاما بحكم الجوار وانه كان مديرا لدار البيارق للنشر في العام 1999 التي نشرت كتاب الجهاد والاجتهاد، وللدار فرعان في عمان وبيروت حيث نشر الكتاب.
مقالات
وعند دخول الكتاب الى الاردن تحصلت الدار على اذن بذلك من دائرة المطبوعات وقال انه ولدى قراءته الكتاب quot;وجده يتحدث عن الجهاد والاجتهادquot;، مستدركا ان دار النشر اشارت في مقدمة الكتاب الىquot;انه عبارة عن مجموعة من المقالات المتفرقة تحت اسم بين منهجين وانه قرأها ووجدها لا تختلف بمضمونها عن الكتابquot;.
واستمهل وكيل الدفاع المحكمة لإحضار باقي شهود الدفاع، فقررت إستجابة الطلب ورفع الجلسة الى يوم الرابع والعشرين من نيسان الجاري.
كما استمعت الهيئة الى شاهدي الدفاع في ما يعرف بقضية (الألفية) بحضور مدعي عام المحكمة والمتهم ووكيل الدفاع عنه.
واستمهل وكيل الدفاع المحكمة لتقديم باقي البينات ودعوة الشهود، وقررت المحكمة رفع الجلسة الى يوم الرابع والعشرين من نيسان الجاري.
وتعاد محاكمة أبوقتادة منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على خلفية قضايا تتعلق بالإرهاب، بعد أن تسلمته السلطات الأردنية من نظيرتها البريطانية، في يوليو/ تموز من العام الماضي، بموجب اتفاقية تعاون قانوني.
وفي نهاية جلسة الخميس، رفعت المحكمة الجلسة في القضيتين حتى 24 أبريل/ نيسان الجاري.