أسطورة شخصية السيسي في مصر مستمرة، وهذه المرة يطل على عشاق الألعاب الإلكترونية كسوبرمان بقوى خارقة يحلق فوق الأهرامات، وينجو من المؤامرات، ويظفر بالكنوز والخيرات.


لميس فرحات من بيروت: المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي يحظى بشعبية واسعة لا تخفى على أحد في مصر، فهو الشخصية الأشهر في البلاد، واسمه بات مرادفًا للبطولات والنجاحات وصولًا إلى الملابس والحلويات.

وبعدما أصبحت صوره منتشرة في كل شوارع مصر، وبات رمزًا للترويج لكل المنتجات التجارية من صحون وأكواب ومأكولات وحتى الشوكولا، وصلت شهرة الجنرال السيسي إلى ألعاب الأندرويد، التي جعلته بطلًا ينقذ البلاد من الأعداء.

سوبر سيسي
التملق والتعظيم بشخصية السيسي وصل إلى تصويره بطلًاً في لعبة جديدة تحمل اسم quot;سوبر سيسيquot;. هذه اللعبة هي آخر تجليات الشارع المصري، الذي ينظر بغالبيته إلى السيسي على أنه المنقذ الوحيد لمصر، لا سيما وأن اللعبة تصوّره وهو يقود طائرة فوق الأهرامات ونهر النيل جامعًا الكنوز والخيرات ومتفاديًا القنابل والمتفجرات.

العوائق والتحديات التي تظهر أمام quot;سوبر سيسيquot; في اللعبة تمثل بالنسبة إلى كثيرين الكمائن والمؤامرات التي أعدت للجيش المصري في الآونة الأخيرة، لا سيما التفجيرات والهجمات التي طالت الجنود ورجال الشرطة.

تأييد نسبي
على الرغم من صور التعظيم هذه، تشير صحيفة الـquot;غارديانquot; البريطانية إلى أن التأييد الشعبي للسيسي ليس شاملًا، كما يعتبر البعض، ففي أواخر آذار/مارس الماضي، رفض مئات الآلاف من المصريين ترشيح السيسي نفسه للرئاسة، فخصصوا الوسم (هاشتاغ) المسيء، الذي انتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويشعر هؤلاء بالغضب من ترشح السيسي للرئاسة، لأنهم يعتبرون أنه صاحب الدور الكبير في حملة القمع التي طالت المعارضة، وأسفرت عن اعتقال 16ألف من المعارضيين السياسيين، فضلًا عن قتل الآلاف.

فوق البشر
لكن يبدو أن السيسي لا يزال يمثل الحلم المنتظر بالنسبة إلى الشريحة الأكبر من المصريين، الذين يضعونه في مكانة تفوق البشر، ورئيس مصر الآتي من السماء، والذي سينقد البلاد ويخرجها إلى النور بعد 3 سنوات من عدم الاستقرار.

وأشارت الغارديان إلى أن شعبية السيسي في الشارع المصري غير متسقة مع شعبيته في استطلاعات الرأي، ففي آخر استطلاع لمركز البصيرة، أظهرت النتائج أن 39% من العينة ستصوّت للسيسي في الانتخابات، وهي نسبة أقل من تلك التي سجلها استطلاع أجري في شباط/ فبراير، وأظهر أن نسبة 51% ستمنح أصواتها للسيسي.

مع ذلك، يظل quot;سوبر سيسيquot; متقدمًا على المرشحين الآخرين مرتضى منصور وحمدين صباحي، ويبقى صاحب الفرص الأكبر للوصول إلى معقد الرئاسة.